بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قواتنا المسلحة الشعب السوداني العظيم نحييكم بتحية الإسلام والسلام
نقف اليوم لنحيي صمودكم وصبركم في وجه التحديات التي تواجه الوطن خلال هذه الفترة العصيبة من الحرب الجارية
إن تضحياتكم وصمودكم هو نموذج يحتذى به في الشجاعة والوطنية
لقد أثبتم للعالم أجمع أن الجيش و الشعب السوداني يمتلك من العزيمة والإرادة ما يجعله يقف صامداً في وجه المحن والشدائد، ويمضي قدماً نحو تحقيق أهدافه وطموحاته المشروعة.
إننا نؤكد دعمنا الكامل للجيش السوداني، المؤسسة الوطنية الشرعية التي تحمل على عاتقها مسؤولية حماية البلاد وصون سيادتها.
إن الجيش السوداني يمثل رمز القوة والوحدة الوطنية، ونحن ندعو كافة أبناء الشعب السوداني للوقوف إلى جانبه في هذه الأوقات الحرجة فيجب ان يعلم الجميع إن تماسك الجيش وصلابته هو الضمانة الأساسية لاستقرار البلاد وأمنها.
إننا نقدر تضحيات جنودنا البواسل ونثمن جهودهم في الدفاع عن الوطن والحفاظ على سلامته و في هذا السياق، نتوجه بنداء حار إلى كافة القوى السياسية والكيانات المجتمعية في الوطن العزيز إن الوطن يمر بمرحلة حرجة تتطلب من الجميع إعلاء مصلحة السودان فوق أي مصالح شخصية أو حزبية، و التنازع و الخلافات السياسية يجب أن تتراجع أمام مصلحة الوطن والمواطن.
إن السودان بحاجة إلى تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف من أجل مواجهة التحديات الكبرى التي تعترض طريقه، و السعى في نجاح المبادرات التى تؤدى الى ايقاف الحرب .
إننا نناشد القيادات السياسية في البلاد أن تتخذ مواقف جادة ومسؤولة، وأن تضع مصلحة السودان في المقام الأول و على الجميع أن يتخلو عن التمسك بالمواقف المتعنتة والمصالح الشخصية الضيقة وأن يعملوا سوياً على تحقيق التوافق الوطني .
إن السودان بحاجة إلى جهودكم المتضافرة وإلى توحيد الصفوف من أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة و في نفس الوقت، ندين بأشد العبارات الجرائم والانتهاكات التي تم ارتكابها بحق الشعب السوداني إن هذه الجرائم تمثل خرقاً صارخاً للقوانين والأعراف الإنسانية، وتعرض حياة المواطنين الأبرياء للخطر إننا نطالب بوقف فوري لهذه الأعمال العدائية، وضمان عدم تكرارها في المستقبل.
كما ندعو كافة الأطراف إلى الحوار البناء والتفاوض بروح منفتحة ومتسامحة كما يجب أن يكون هدفنا الأسمى هو تحقيق السلام الدائم والاستقرار المستدام في كافة أنحاء البلاد.
إن الحوار الصادق والهادف هو السبيل الأمثل لتجاوز الأزمات وتحقيق التفاهم الوطني إننا نؤكد أن مصلحة الوطن والمواطن يجب أن تكون فوق كل اعتبار و إن التكاتف والوحدة هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية.
نحن في الطريقة الميرغنية الختمية، نجدد دعوتنا لكل مكونات المجتمع السوداني للعمل معاً بروح من التضامن و التكاتف لان السودان هو البيت الكبير، الذي يجب علينا جميعاً الحفاظ عليه وحمايته بكل ما أوتينا من قوة وعزم و علينا أن نتجاوز خلافاتنا ونضع نصب أعيننا مصلحة الوطن العليا.
إننا ندعو الجميع إلى الإسهام في بناء السودان الجديد، القائم على أسس العدل و المساواة والتنمية الشاملة.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ السودان، وأن يعم السلام والاستقرار ربوعه، وأن يلهمنا جميعاً الحكمة والرشد في إدارة شؤوننا الوطنية. ونسأله تعالى أن يوفقنا لما فيه خير وصلاح شعبنا، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد عبدالله المحجوب الميرغني
شيخ الطريقة الميرغنية الختمية
القاهرة ٢٠٢٤/٧/١١
مشاركة الخبر علي :