إن كان الطيب صالح رحمه الله قد هاجر بالعالم كله نحو الشمال يوم خرجت للوجودروايته الخالدة فها هو شعب السودان الجسور وقيادته الباسلة وجيشه وقواه ومقاومته يسطرون للعالم تأريخ جديد ويقلبون إتجاه هجرته الي الشرق وما ذلك إلا نتاج الصمود والاستبسال والبسالة والنصر الذي تحقق بفضل الله وعونه علي الغزو الجبان غزو شارك فيه معظم العالم فنحن نعيش عصر انحطاط الأمم وانعدام الأخلاق وانهيار المثل والقيم والاطماع الشرسة فيما عند الآخرين فجاء كل ذلك للسودان وأهله من القريب قبل البعيد وممن كنا نعدهم شقائق لنا وسند لكنهم غرسوا الخناجر المسمومة في ظهرنا وحرصوا علي قطع اليد التي امتدت اليهم بالخير كله وبالحياة والنور لكن خاب مسعاهم بفضل الله الذي وحد السودانيين جميعاَ إلا قلة قليلة من الخونة والاشباه
كانت وما زالت هجرة العالم كله نحو شرق السودان وعلي رائ أستاذنا الشاعر الراحل رحمه الله محمد سعد دياب في خالدته( مدلينا ) التي خلدها غناءاً الرائع النور الجيلاني شفاه الله وعافاه
ولمن لا يعرفون مدلينا فهي خلطة امهرية الأم اغريقية الأب تقول بعض كلمات القصيدة: الشرق أتي والغرب أتي وعطاء اللقيا مدلينا
الأم سليلة امهرا والوالد من قلب اثينا
ترك الاهلين ذات مسا وترنح براً وسفينا
ليت أستاذنا الراحل عاش حتي يري حفيد مدلينا وقد ترنح جواً نحو شرقنا الحبيب منكسراً خائب الرجاء ذليلاً يبذل الأحضان الكذوب كما تبذلها المومسات من بني جلدته عله ينال بعض رضاً من شعب جسور استأسد عليه يوماً حين نسيا إنه ليس أكثر من نعامة جرداء تجفل من صفير الصافر بعد أن أدرك هذا العالم المنحط اخيراً أن شعب السودان مر المذاق وأنه حنظل القيزان يستحيل ابتلاعه أو قضمه فخف كله باجنحة خفاف يطلب القرب والود الكذوب وستستمر قوافله تتري من اتجاهات الدنيا الست وجهاتها الأربع
لكن السودان وأهله لن يعيروا اهتماماً ولا تقديراً لكائن من كان حتي يفرغ من تطهير أرضه من دنس الكلاب الضالة التي جاءت من كل فج عميق أهل السودان دفعوا ثمناً باهظاً من أرواحهم ودمائهم واعراضهم ليحافظوا علي وطنهم وعلي حقهم في الحياة الكريمة فوق أرضهم التي روتها دماء الجدود حتي شمخ وطناً عزيزاً ابياً وكان قدر اجيالنا الحاضرة أن تجود بكل غالٍ ونفيس فلن نضيع وطننا وسنحافظ عليه بعزيمة الرجال وشكيمة الأسود ولسنا نحن من نسكب دموع النساء فلن ننكسر ولن ننهزم والله معنا وناصرنا
ما زالت الحرب القذرة لم تنته وإن كانت حرب السنان في خواتيمها بإذن الله لكن أشكال الحرب الأخري ستستمر المخفي منها والباين لكنا بإذن الله قادرون عليها إذا استطعنا الحفاظ علي وحدتنا وتمتينها وإذا ما حملنا شعلة المقاومة الشعبية جذوة ونار ونور و إذا ما ظل هتافنا الخالد شعاراً وعلامة:
جيش واحد شعب واحد
ضموا الصفوف فلا تخذيل ولا تخوين فليس بيننا الآن خائن ولا جبان في القيادة ولا الشعب فقد غادر الخونة والعملاء والجبناء والاشباه متعلقين باحذية اسيادهم وخرجوا من حياة أهل السودان ولن يعودوا لها حتي يلج الجمل من سم الخياط
وإن تركوا وراءهم بعض كلاب وجُراء فإننا بعون الله فوقهم قاهرون ولن تبقي منهم باقية ولا باغية
اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
هذه الأرض لنا ولن نعيش عليها إلا مرفوعي البنود شُمخ الجباه لا نخشي إلا الله مخلصين له الدين فهو لا يهدي كيد الخائنين جل جلاله
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
مشاركة الخبر علي :