الدكتور عصام دكين يكتب العبط والإدعاء السياسي
السياسة عبارة عن رمال متحركة وهى ليست أفكار معلبه تؤخذ وقت اللزوم أو حسب وصفه محدده إنما السياسه توقعات وقراءات وفق معطيات محددة وأحيانا غير محددة عندما يكون هنالك حدث جديد .. بل تبنى على ما هو متاح من معلومات يتم ربطها ببعض.
* هنالك متغيرات وعوامل فى السياسه وهى:
- متغيرات وعوامل ثابته اى مستقله ، ومتغيرات وعوامل تابعه:
* عندما نقول هنالك علاقة كبيرة بين مقتل هنية ومحاولة إغتيال البرهان !!! فيتم البحث فى تلك العلاقة بناءاً على المتغيرات والثوابت. ومن الثابت للجميع أن العدو هو إسرائيل والمتغير هو إيران مما يجعل هنالك سؤال هل هنالك علاقة تآمرية بين إيران واسرائيل ؟ هل ضعفت إيران أمنياً؟ بمعنى هل أُخترِقَت إيران فى أمنها الداخلى والقومى؟!! ... ثم يبرز سؤال هل من الأفضل أن يستمر السودان فى علاقته مع ايران وحلفاءها او يخلق علاقة مع امريكا وحلفاءها هكذا يبنى التحليل بناء على المخرجات المتوقعه. حيث نقول توجد هنالك علاقات موجبة او سالبة بين تلك المتغيرات المستقلة والتابعه.(وهذا هو منهج التحليل البحثى للعلوم الاجتماعية يتبع الان فى الولايات المتحدة الأمريكية و حق يُقَال أن من أدخل هذا المنهج هو البروفيسور محمد بدوى حسين بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ومن قبل كان فى جامعة الجزيرة واعتقد أن كلاً ممن درس هذا المنهج واتبعه اصبح مميزاً جداً ويقدم قراءات سليمه)
اصحاب التجارب الكبيرة والعميقة فى السياسه يقدمون قراءات افضل من أصحاب التجارب الاقل وهنا يكمن الفارق. هنالك اناس متلقين للسياسه منذ زمن طويل هؤلاء لهم خبره أيضاً فى التمييز بين المحللين السياسيين والكُتّاب لتلقى المعلومة ويقرأون افضل المقالات التحليلية للواقع وآخرين أقل خبره فى قراءة المقالات التحليلة للواقع ويتقبلون كل المقالات والتحليلات السياسيه فيصبحون محتارين يسألون أين الحقيقه. هنالك قراء مستعجلين ليس لهم خبره ولكن لهم القدرة والجُرأه على المداخله والنقد الغير مرتبط بمعرفه او بمحتوى المقال المتداول ويقوم بتفنيد ما ورد فى مقال سياسى بُذل فيه جهد كبير للحصول على المعلومات وتحليلها وربطها ببعض .. يقومون بالتعليق بدون معرفه أو معلومة او حتى فهم ما جاء فى المقال .. !! هؤلاء الآن كُثر وهم سبب المشكله الحقيقية. الآن الإدعاء السياسى و مُدعيي المعرفة السياسيه أو العُبط هم كثر وهو تصنيف ينطبق تماما على مدعي السياسة في بلادنا فهولاء غير منتجين للافكار بل دخلوا عالم السياسة بسهوله او بشكل عفوي او بالصدفة او نتيجة لصلة قرابة معينة مع احد السياسين المعروفين ويعتبرون أنفسهم أن لهم باع فى عالم السياسه و لهم حق نقد الآخرين وان كانوا على حق .. لمجرد الضديه السياسيه التاريخيه فقط.
عالم السياسه فى السودان اليوم خاضع للمال مما اثر على مصداقيته وهنالك كتاب يكتبون لمن يدفع اكثر لترويج أفكاره او تلميعه ليصبح نجم من نجوم السياسه فى بلادى او ينحاز لموقف لان له عائد من ذلك الموقف.
لذلك فقد خرجت من جميع المجموعات الواتسابية الجدليه رغم حوجتى لها للنشر وأيضاً ليس رفضاً للحوار مع الآخر ولكن لأن بعض الناس ليس لهم معرفه بأسس الحوار والغرض من الحوار حول الأفكار بل أصبحت شيء أشبه بما يفعله مشجعو الأنديه الرياضيه . وربما نترك هذا المجال ونركز على ما تخصصنا فيه أكثر.
لكم مودتى.
_____________________________
سلسلة دكينيات تقدم التحليل الواقعى والخبر الصادق ولسان حال المظلومين والمكلومين.
دكتور عصام دكين
مشاركة الخبر علي :