Author Image
أضواء البيان

03 -09- 2024


‏حديث نساء قوز هندي للبرهان مثل ضمير الامة الصامت المطالب بنهاية للحرب التي أفقرت الشعب وشردته وقتلت أبناءه . صرخن النسوة بعفوية يا برهان  أ وقف الحرب يا برهان نحن تيتمنا يا برهان نحن نايمين في الشارع يا برهان الحرب فاتت السنة يا جيشنا الفانا ، وصاحب ذلك البكاء الحار. ما صدحن به نسوة قوز هندي يعبر عن راي الاغلبية الصامت في السودان الذي عبر عنه بوضوح بيان مكتبنا السياسي في حزب الامة ونصح فيه البرهان علي المشاركة في مفاوضات جنيف للاتفاق علي انفاذ مخرجات اعلان جدة.
لقد اعدت قراءة اتفاقات السلام الثلاثة الموقعة بين وفد القوات المسلحة السودانية ووفد قوات الدعم السريع في جدة والمنامة ، واشهد بان كل نصوصها تحقق الحفاظ علي الدولة السودانية ووحدة ومهنية الجيش السودان وتنقذ الشعب السوداني من التشرد والفقر والاهانة. 
لم اجد في هذه الاتفاقات ما يعطي الدعم السريع دورا سياسيا او عسكريا في السودان. اتفاق المنامة الذي وقعه الفربق كباشي مع الفريق عبدالرحيم دقلو بوساطة سعودية مصرية اماراتية تضمن نصوص مفتاحية اهمها دمج الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش السوداني وبناء جيش مهني يبعد عن العمل السياسي كليا. اعادة الحكم للمدنيين وتاسيس نظام سياسي فيدرالي ديمقراطي منتخب. اعمال العدالة الانتقالية لمحاسبة من اجرم في حق الشعب اسوة بمعالجة ما حدث من مجازر في رواندا وبروندي وتمييز عنصري في جنوب افريقيا. 
عدم مشاركة وفد الجيش السوداني في منبر جنيف والتصريح باستمرار الحرب لسنوات خطا كبير فيه مخاطرة بزوال الدولة السودانية ويتهدد وحدة القوات المسلحة السودانية في حد ذاتها كما يعبر عن استهتار بالماساة التي يعيشها الشعب السوداني.
المساومة بالاعتراف بحكومة انقلاب ٢٥ اكتوبر مقابل وقف الحرب ، مساومة خاسرة سوف تؤدي الي زعزعة ثقة الشعب في قيادة جيشه، كما راينا من مؤشر في موقف النسوة في مناشدتهم للبرهان في قوز هندي. 
التناقض في الموقف من مشاركة دولة الامارات في الوساطة لانهاء الحرب وتنفيذ اعلان جدة لحماية الشعب السوداني وانقاذه من التشرد لن يخدم مصلحة السودان لان الامارات بما لديها من نفوذ علي الدعم السريع تمثل  50% من الحل. كما ان المصالح الاقتصادية بين السودان والإمارات  تتجاوز حجم الخلافات ( وسوف نفصل ذلك في تغريدة منفصلة) فسجل العلاقات العربية مليء بالصراعات والمصالحات. ان سياسة الدول يحكمها مصالحها وأمنها القومي لا تحكمها العواطف والغضب . فهل تستجيب قيادة الجيش لصرخات الضمير السوداني وتتقدم نحو تنفيذ اتفاق جدة والمنامة.

   

مشاركة الخبر علي :