Author Image
أضواء البيان

16 Sep, 2024

 

*في حضرة سادتنا الفادنية : مزجت ((دمعاً جرى من مقلتي بدم))...*

++ عند حافة المصعد الكهربائي صعوداً إلي الطابق الثالث عشر حيث تكية الشيخ ،، احتشد المئات من  الذاكرين معظمهم لم يتجاوز العقد الثالث من عمره..

++ لقد أدركوا السر وقفاً على الحديث القدسي:(( إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصراً على معصيتي وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب))٠٠٠

++ احتشدوا احتفالاً بمولد أسعد مخلوقات الله نبي الرحمة والملحمة والسمو والنبل والفضيلة والأخلاق في شارع شهاب بمدينة المهندسين قلب القاهرة النابض بالحياة...

++ كل شئ يوحي بجلال وهيبة وجمال وعظمة ووقار المناسبة مظهراً ومخبراً ،، نفحة وعبقاً ...فالشيخ الشاب الورع التقي عمر حامد الخليفة محمد الشيخ مصطفى الفادني ((عمر الفادني)) حفيد إمام الجود والكرم الخليفة الفادني استقبل ضيوفه بابتسامة مشرقة وجبين أغر وطلعة بهية وتواضع جم باذلاً لهم التوقير والطعام والسقيا بأريحية من يد خلقت لتطعم ،، طبع موروث عن جده الكبير شيخ شيوخ بحري الخليفة الكبير عمر شيخ مصطفى الفادني بشرق النيل...

++ جهد كبير قد بذل في تهيئة التكية من المشرفين عليها شيخ أسامة الخليفة الفادني ((أسامة بل)) وحامد الجد محمد الصديق وعلى غبوش...

++ ذاك كان من أمر المكان مظهراً أما الحدث مخبراً فهو أوسع من خيالي أعظم من أشعاري أقوى من كل الكلمات بهاء وبهجة وفخامة وابهاراً ووقاراً...

++ فقد كانت حضرة محضورة بحق وسادتنا الفادنية يبتدرونها بتلاوة المولد البرزنجي لسيدي وأستاذي وقرة عيني العارف بالله الإمام جعفر بن الحسن البرزنجي الحسيني حيث تناوب على تلاوته  أهل الذوق (( ابراهيم بابكر الخليفة وأحمد محمد الخليفة وبكري حامد الخليفة وعثمان الصافي الخليفة وأبو القاسم حامد الخليفة وأحمد بابكر الخليفة)) أحفاد الشيخ مصطفى الفادني شاركهم المادح الشيخ عبدالعزيز الشريف زين العابدين..

++ بعده وبصوت رخيم صاحبته عبرة السالكين دعا خاشعاً قانتاً لله ناظر اليعقوباب مولانا عصام عبدالقادر المحامي الكبير أن يحفظ الله أهل السودان وبلادنا من مكر الماكرين وأن يهلك هوانات الجنجويد المأجورين...

++ هنا جاءت لحظة انفطرت لها القلوب وذرفت منها العيون حين انبرى المادحون : 
المادح عبدالعزيز الشريف زين العابدين : صوت صادح صداح غارق في جماله وعذوبته يشد كل من يستمع إليه كأنما قد أوتى مزمار داؤود... قد ذاب الناس وجداً وهو يشنف الآذان بمدائح أبو كساوي ((قدورة)) :
صلي يا أمم لي نبي الكرم...
وسيلتنا طه مولتنا
بادي فيك نظم بسم الأعظم 
موجود قديم موجود عدم 
رحمن ورحيم لينا بيرحم...
...........
همست له في أذنيه أن يحفظه الله وهو يتصدق علي الناس بابتسامة ناضرة ووجه طلق المحيا نضر...

المادح شيخ الصادق حسن سما بالقوم عرصات بعيدة وهو يشجو بصوت ميزه الصفا في طبقته المنضمة ،،فبين الفينة والفينة يتحول إلى هادل طروب مخملي يلامس شغاف القلب  فقد مدح للراوي محمود الضعيف :
الضاويات وجوههم نعم نعم أهل الله 
الصائمين نهارهم قائمين الليل..
حين يأتي إلي كلمة الليل يرددها ثلاثاً بطريقة ساحرة كستها مسحة جمالية احتشدت شجناً...

المادح شجي النبرة إبراهيم بابكر الخليفة محمد الشيخ مصطفى الفادني فتح الله له خزائن أسراره  أثراً وبركة طهارة نفس عجيبة ورقة قلب رهيبة لا يشقى معه وبه جليس..حباه الله صوتاً رخيماً يعبر عن وقار وهيبة ورخامة..حتى إذا خرج من الأعماق ظهرت عليه أمارات الصدق..
تميز بأنه أحد المادحين القلائل الذين يرددون مديح الشاعر العظيم ((ود حاج مصطفى)) أشعر شعراء المدح النبوي فقط ظلمه الإعلام وربما ظلمه حياء قديم أصيل فيه جعله يبعد عن نوازع الشهرة...
مادحنا شيخ إبراهيم تفوق علي نفسه وهو يحبس الأنفاس حين ردد للشيخ ود حاج مصطفى :
صل يا مولانا على ملجأنا 
رسول الله أب حبا شوانا
أول بدانا  يا مجيب دعانا 
أحمي  حمانا   أقهر عدانا

وأعقبها  :
لي طيبة أم نخيلا ماحا 
قوم يا ناوي أرح سواحا 
بسم الله يا فتاحا 
يامن خالق الأرواحا 
عبدك هاهو اللحاحا 
زيدوا علي الفلاح صلاحا

++ بذل طيب الطعام لذيذه للحضور الحاشد الذي تقدمه مولانا زيادة ومولانا عصام عبدالقادر والوزير والمعتمد السابق اليسع الصديق التاج والخبير الاقتصادي بابكر مناع وأحمد هاشم والعمدة كمال التيجاني وشيخ العرب عمر أبو دم والشيخ ابراهيم محمد عبد الرحمن ((أشراف المغاربة)) والزملاء الإعلاميين أسامة عبدالماجد ومحمد عبدالقادر ومجدي عبدالعزيز وعزمي عبد الرازق وعلم الدين عمر ومصعب محمود... والفنانين أحمد فتح الله عبدالرؤوف ((البندول)) وحسين الصادق وعلي الشيخ الذي صدح ببعض الأشعار وأجاد أداء :
أرجوك يا نسيم يوماتي أبقى بريدة
كل ما تمشي جيب لي من خبارها جريدة 
السبب البخلي أفكاري ديمة 
شريدة 
قلبي يحن الى أرض الحجاز 
وبريدة

++ قبله كانت قد أدت فرقة الصحوة:(( المعصوم...والماحي... ونزار)) كما لم تؤد من قبل  مدائح البرعي ((ليالي السادة عودي..والطائرة السودانية))...

++ لتتحول التكية إلي بركان ثائر يغلي ومشاعر صاخبة اهتز لها المكان وهم يرددون ((براءؤون يا رسول الله)) حيث تدافع الجميع ينشدونها في حماسة وبأس وقوة وجسارة قلت للحبيب أسامة عبدالماجد أجزم أن شعب السودان أمة عصية على الانكسار والهزيمة والخذلان..

كلمة لابد أن تقال في حق الشقيقين الرائعين ((أخوة صدق ونقاء وطيبة))

الإعلامي المتميز معتز أحمد المصطفى أميز رجل علاقات عامة في السودان حباه الله بقبول واسع وحضور ذكي واثق وقد بذل نفسه لخدمة الآخرين يحيا بهم ويحيا لهم..
لايشاركه في ذلك إلا شقيقه محمد أحمد المصطفى فكأنهما غصنان انبثقا 
من دوحة واحدة أو روح واحدة حلت في جسدين اثنين...
لي زعم خاص أنهما وراء نجاح هذه ((الليلية)) شعور بالاخلاص والمودة والمسؤولية مع نبل عاطفة تميزهما عن سائر الناس..
ممن المؤسسات الحكومية أو الخاصة يلتقط القفاز فيختطف هذا الرجل الذكي العبقري صاحب القدرة العالية علي التواصل وخلق علاقات عامة بدرجة عالية ؟؟؟!!!
++ عند عتبات البيت قلت في نفسي:((هذه ليلتي)) مرددًا
ً مع الإمام الصرصري :
يا لك من ليلة قرب
طال فيها سمري 
لو سمح الدهر بها 
قضيت فيها وطري

++ ليلة الأحد البارحة أذهبت رجس الشيطان وأهاجت العبرة وردت الروح وحررتها من قيود الفجيعة لطلاقة الوطن الفسيح وانتصاره القادم بقوة لامحالة...

++ جزاكم الله خيرا عنا سادتنا الفادنية،،فاللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد عبدك ورسولك ونبيك أسعد مخلوقاتك ما هبت النسائم وما ناحت علي الأيك الحمائم...

++ جيشنا يا مكنة 
++ أمن يا جن 
++ ((براءؤون)) يا رسول الله...

عمر كابو

   

مشاركة الخبر علي :