الدكتور عمر كابو يكتب ،،ود أبو صالح : صلاح ولطف ومنة.. هناك كان البرهان والشيح مصطفي الفادني والإعلام
*هناك كان : البرهان.. والشيخ مصطفى الفادني.. والإعلام*...
++ لأكثر من مائتي عام ونيف احتفظت منطقة ((أبو صالح)) شرق النيل بجلالها صفوة عبادة وتقابة قرآن وعصابة حق وتمكين سنة فقد خص الله أهلها من سائر مناطق السودان بمزايا اللطف والمنة وأفاض عليهم من نور هدايته...
++ ولذلك لا يستغربن أحدكم ما حدث لها من ابتلاء واختبار وتمحيص ((أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)).
++ ابتلاء بأن تستهدفها مليشيا الجنجويد مرات ومرات فيقف شيخها الشهيد الوقور الزبير موقف الأبطال في بسالة نادرة عزت على كواسر الفرسان رافضاً البتة أن يدنس هوان من المليشيا المجرمة عرضًا أو يلوث شرفًا فيها...
++ حتى إذا خرج هذا الشيخ الورع التقي النقي مستشفيًا في مروي إذا بكيكل الغادر الفاجر يهتبلها سانحة فيغير عليها لتتعقبه نسور الجوية فيفر منها خشية الهلاك في جبن تعيس...
++ قاد ذلك شأن كل حرب تقتل الأبرياء تهلك الحرث والزرع والنسل وتحصد الأرواح أن ارتقت أرواح ثلة من الأخيار الأصفياء الأوفياء الأخيار حفظة كتاب الله شهداء أحياء عنده يرزقون دون ذنب..
++ ما إن سمع الخليفة الشيخ بنبأ قدوم هؤلاء المجرمين إلا خف سريعاً إلى تكيته متحاملاً على مرضه متجاسرًا على دائه فإذا به يرى مصرع حيرانه في تلك اللحظة الصادمة فكانت أقدار الله الرحمن الرحيم ألطف به ليختاره الله إلى جواره رؤوفًا بهم حفيظًا عليهم قريباً إلى وجدانهم دنيا وآخرة...
++ وحين أدرك الرئيس البرهان بنبأ استشهادهم (سارع في قوة القائد العظيم الذي يقر بمسؤولية بعض أفراد قواته عن بعض الأخطاء غير المتعمدة غيرالمقصودة نتيجة تقديرات غير صائبة أو دقيقة لم يتعمد ارتكابها الجيش السوداني) إلى مواساتهم معتذراً لم يركن إلي مبرر أن مثل هذه الأخطاء واردة وحتمية ومتوقعة ومحتملة في زمان الحروب وغبار المعارك...
++ إن البرهان يعلم أن رحيل عارف بالله وعالم جليل مثل سيدي وأستاذي وقرة عيني الخليفة الشهيد الزبير الشيخ محمد الأمين أبو صالح فقد للأمة الإسلامية والعربية جمعاء وليس للسودان وحده...
++ فقد نذر الخليفة نفسه ووهب وقته لخدمة القرآن الكريم معظمًا له مجلًّا هيابًا لله مستحييًا منه مسارعًا إلى طاعته مجتنبًا مساخطه...
++ سرني أن رافقت الزميلين الأستاذين الجليلين الصحافي جهير السيرة محمد عبدالقادر والإعلامي البارز علم الدين عمر حيث كنا حضوراً للزيارة التاريخية التي قام بها سادتنا الفادنية أبناء العارف بالله والرجل القرآني الشيخ مصطفى الفادني صاحب مسيد شرق النيل وهو بالطبع من الذين أفاض الله عليهم من نور هدايته وصفى سرائرهم من وساوس الشياطين وطهر ضمائرهم من نزغات الزائغين وعمر أفئدتهم بأنوار اليقين مهتديًا بها إلى أسرار ما نزل على نبي الله وصفيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...
++ ذهبنا ضمن وفدهم الكبير إلى مدينة المهندسين للشيخ العالم سيدي الخليفة حسن محمد زين حسن عبدالكريم ود أبو صالح تعزية له وتسرية عنه في هذا الفقد الجلل الذي شق على أهل المنطقة بصفة خاصة وعلى أهل القرآن وأهل السودان بصفة عامة...
++ الخليفة الشيخ حسن محمد زين رغم أنه في فترة نقاهة يستشفي من داء ألم به إلا أنه بالغ في إكرام هذا الحشد الكبير فقد بدأ سمح المنظر عظيم الخطر شريف المنزلة حسن الهيئة فصيحًا منطيقًا ...
++ حدثنا عن عمه الشهيد الخليفة الزبير الشيخ أبو صالح كيف ألزم قلبه رحمة بأبنائه طلاب الخلوة فأحبهم وعاش بينهم أبًا وشيخًا ومرشدًا وأستاذًا للجميع شق عليه نبأ رحيلهم الفاجعة لتسبق رحمة الله قدرًا نافذًا بالرحيل معهم تكريماً إلهيًّا له ولهم فأراد الله أن يزفه إماماً له وأميراً عليهم...
++ أكد أن الحزن يعتصر قلوبهم على هذا الفراق المر فقط ما يخفف غلواءه أن رحيلهم كان فتحًا ونصرًا لقواتنا المسلحة التي فرضت سطوتها وسيطرتها على معظم مناطق السودان..
++ مبيناً استعداد أهل منطقة أبو صالح لأن يجودوا أسخياء دفاعاً عن حياض الوطن وعرض وشرف الأمة السودانية سائلاً الله بحوله وطوله أن ينصر قواتنا المسلحة...
++ الأستاذان محمد عبدالقادر وعلم الدين عمر أكدا أن الجيش السوداني قطعاً لم ولن يستهدف أحداً من المواطنين بل قدم نموذجاً يحتذى به في الثبات و الإقدام والأخلاق والإخلاص والمهنية لكل جيوش العالم...وأن استشهاد هذه الثلة المباركة من ضحايا المنطقة نتيجة طبيعية لإفرازات الحرب وبالرغم من ذلك لن يفلت خاطيء من العقاب...
++ تحدث الشيخ الخليفة الصوفي((الغرقان)) عثمان الخليفة عبدالله الخليفة محمد الشيخ مصطفى الفادني بمحياه الوضئ وأدبه الجم وعفويته المحببة معزيًا نيابة عن الوفد مواسيًا لهذه العترة الطيبة مؤمناً على حديث الذين سبقوه مؤقنًا بالنصر المؤزر لقواتنا المسلحة.. شيخ عثمان مؤثق بارع ومؤرخ دقيق لكثير من التفاصيل والأحداث يربطها بطريقة ملهمة وسلسلة ورشيقة...
++ الشيخ عمر القادري الكباشي بحضوره الوسيم الواثق ذهب بعيداً في الثناء على أهل ود أبو صالح شاكرا لهم تجاوزهم للمحنة في صبر ومصابرة ورباط في سبيل الله والوطن وأخلاق ((القوم)) أهل الله...
++ أحيا من بعد ذلك أولاد الشيخ الخليفة مصطفى الفادني الذكر تكريماً لأرواح شهداء مسيد ود أبو صالح وتسلية وتعزية للشيخ حسن محمد زين الذي بدت عليه علامة الارتياح والراحة النفسية والسكينة التامة وهم ينشدون مدح ((ود حاج مصطفى)) :
((صلي يا باري لي شافع الوعيد خاتم الرسل سيد كل سيد)) والتي بعض منها :—
ياربي جود لينا بي فتحا جديد
ننظم الجوهر والدر النضيد
فوق رسول الله سيد كل سيد
قائد الغر في يوم المزيد ..
ليعقبوها بمدحة محمود الخفيف:
((والله فرقوا علينا الجلوسهم سوا البعاد والسلفوا الغراهم جوة بالكثير يا حليلهم يا حليل الخوة آآآآه يا حليل الخوة))٠٠٠
++ شارك أولاد الشيخ الأمين:
مأمون عبدالرازق الشيخ الأمين ومبارك مكاوي الامين تاج الدين بمدحة...
++ ضم وفد سادتنا الفادنية أبناء الشيخ الخليفة مصطفى الفادني رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في قيمة وجلال وبهاء عثمان عبدالله الخليفة وبكري حامد الخليفة وهاشم حامد الخليفة وأحمد محمد الخليفة والمادح عظيم الأثر قوي النبرة تالي كتاب الله إبراهيم بابكر الخليفة ((جلهم من الدوحة المباركة فرع من الأصل المبارك الجد التقي الورع النقي الخليفة مصطفى الفادني صاحب مسيد وتكية شرق النيل)))٠٠٠
وبالطبع شكل حضور رجل الأعمال علي غبوش محمد غبوش إضافة حقيقية لهذا المجلس،،فيما أبدع الرائعان كما العادة إعدادًا وتنظيماً وتنسيقًا وترتيبًا وتوثيقًا ملكا العلاقات العامة في السودان الشقيقان محمد أحمد المصطفى ومعتز أحمد المصطفى...
++ أبدى دوماً محبة ظاهرة ومعزة خالصة للمادح الصادح الشاب صاحب الصوت الأغن الشجي إبراهيم بابكر الخليفة محمد الشيخ الذي يجعلك تهيم شوقًا وتذوب وجدًا كلما ردد مديح ((ود حاج مصطفى)) مادح الطريقة القادرية بكدباس الخير له ولرفيقيه الأثيرين هاشم حامد الخليفة محمد وأحمد محمد الخليفة حامد صاحب ايقاع خاص منضبط ودقيق...
++ نجدد صادق الدعاء للخليفة الشاب الكريم العطاء السخي عمر حامد الخليفة محمد الشيخ الذي ظل يقوم بالدعم والمساندة والصرف على أعباء التكية بالقاهرة تقبل الله منه وأجزله أوفى الخير وأعظم النعم وجعله في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا إلا من أتى الله بقلب سليم...
عمر يعطي عطاء من لايخشى الفقر ،،ويسعى لخدمة زوار التكية بهمة عالية وسخاء مدهش...
++ تكية السادة الخليفة الشيخ مصطفى الفادني بالمهندسين أضحت قبلة يحج إليها الشباب يشنفون أسماعهم بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يطربون لمدحه ويعطرون قلوبهم صفاء و إشراقًا بسيرته المجيدة أسعد مخلوقات الله...
++ آنس الله وحشة شهداء ((أبو صالح)) ورحم غربتهم وأثابهم الفردوس الأعلى من جناته وربط على قلوب أهل أبي صالح الذين ضربوا المثل والقدوة في الصبر والمصابرة وحب الوطن راضين بقدر الله وقضائه في هذا المصاب الجلل...
++ وإن كان لنا من رسالة للرعديد هيكل: أما وقد جهلت سادتنا في مسيد ((ود أبو صالح)) فلتنتظر ولترتقب تنكيلا من السماء انتقاماً لهذا الشيخ الورع الذي ورث العلم والمعرفة والتقى والعفاف من جده وما أدراك ماجده؟؟ فإن تاريخ المهدية في أقوى الرويات تذهب إلى أن الشيخ (أبو صالح) الكبير كان قد سجنه الخليفة عبدالله التعايشي في أم درمان تسعة أعوام حتى استشهد في حبسه ثم أن أبناءه قرروا نقل رفاته إلي ((أبو صالح)) فما كان منهم إلي أن حمله على بعير وحين أدركوا قريتهم سخر منهم البعض فإذا بالبعير يجفل ويضرب شجرة فكان أن رشح الدم حاراً من جسده ليردد حيرانه في تلك اللحظة:(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)) فقد طاب باذن الله الأصل والفرع وما عليك إلا أن تنتظر قارعة من السماء تكون عظة لغيرك بإذن الله...
++ أخيراً معذرة لله أن تأخر القلم في واجب العزاء والمواساة فلهم العتبى حتى يرضوا وما بعد الرضا أكرمهم الله وأيدهم وأواهم...
*++ جيشنا يا مكنة*..
*++ أمن يا جن*..
*++ براؤون يارسول الله*..
*عمر كابو*
مشاركة الخبر علي :