*

عبر التاريخ، كانت الحروب كابوسًا يلقي بظلاله الثقيلة على الشعوب والدول، فتدمر البنية التحتية، وتنشر الخراب، وتحطم النسيج الاجتماعي. ومع ذلك، أثبتت الإنسانية أن النهوض من تحت رماد الحرب ممكن، وأحيانًا يُصبح منطلقًا لنهضة أمة جديدة أكثر قوة وتماسكًا.

**ألمانيا واليابان: من الدمار إلى الاقتصاد القوي**

تجربة ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية تُظهر بوضوح أن الدمار الشامل يمكن أن يُعقبه نهضة اقتصادية سريعة. فقد تبنت ألمانيا سياسة "اقتصاد السوق الاجتماعي"، مستفيدة من الدعم الدولي مثل خطة مارشال، بينما اعتمدت اليابان على التعليم والابتكار، محققةً تحولًا هائلًا في صناعاتها.

**رواندا: قصة تصالح وبناء دولة القانون**

رواندا، التي شهدت واحدة من أكثر الحروب الأهلية دموية في التسعينيات، نجحت في النهوض مجددًا تحت قيادة بول كاغامي. تبني رواندا مؤسسات دولة قوية تعتمد على أسس دولة القانون والمواطنة، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في إفريقيا.

**البوسنة والهرسك: إعادة البناء والتصالح بعد الصراع**

البوسنة والهرسك التي خاضت حربًا أهلية مدمرة في تسعينيات القرن الماضي، بدأت عملية إعادة البناء بعد اتفاقية دايتون للسلام في عام 1995. تستمر البلاد في تطورها نحو التصالح المجتمعي وبناء دولة القانون، مدعومة بالإرادة الشعبية والنظر نحو مستقبل أفضل.

**ختامًا**

رغم الحرب والأزمات، تظل العقول السودانية هي الأمل في بناء مستقبل أفضل. ربط الاستنفار الشعبي بالقوات المسلحة يجب أن يمتد ليشمل استنفار العقول والمواهب والخبرات من أجل بناء مشروع وطني للتنمية المستدامة. السودان يمتلك القدرات للنهوض، وما يحتاجه هو الوحدة والتعاون لتحقيق غدٍ أفضل.


م. أحمد محمد الغالي

   

مشاركة الخبر علي :