الخميس الثامن عشر من شهر جمادي الثانية الموافق التاسع عشر من ديسمبر لم يكن يوما عاديا كسائر الأيام بل ، تميزت بسمو الروح والوجدان في حفل رائع وبهيج، شاركت السماء ببركاتها وتناثرت زخات المطر للاحتفاء بالضيوف والمريدين والاحباب المشاركين في فعاليات الذكري السنوية للعارف بالله الشيخ مختار علي محمد رضي الله عنه مؤسس الطريقة الدسوقية المحمدية بجمهورية مصر العربية*
*السيد عبد الله المحجوب الميرغني شيخ الطريقة الميرغنية بجمهورية مصر والبشمهندس المحتسب الشيخ عباس الفادني مقر ملتقي الأحبة حرصا على إيصال الدعوة لكافة مشائخ الطرق الصوفية المقيمين بالقاهرة باذلين جهدهما في الاتصال والتأكيد علي الحضور وزمان ومكان الالتقاء وحتي متابعة سير السيارات التي ارسلتها الطريقة الدسوقية المحمدية لنقل المشائخ من القاهرة الي محافظة البحيرة بالإسكندرية وبالعكس*
*شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية سماحة الدكتور جمال مختار نسج علي منوال والده العارف بالله الشيخ مختار علي محمد رضي الله عنه ، واتبع طريقه وهداه ، وزاد في البر والحسني في مد جسور التواصل الوثيق مع أصدقاء والده ، بل حرص علي إجلاسهم بجواره في الاحتفال ، معرفا كل شيخ باسمه ورسمه وقربه من ربه ثم أحال المايكروف لكل من أراد الحديث من أصدقاء والده فتباري المشائخ بلغة الضاد عن الشيخ مختار وطريقته ومنهجه عنوان الفضل المترسخ في القيم الإيمانية، المشائخ العلماء تحدثوا وما تركوا قولا لقائل ثم جاء شاعر القصيدة الصماء فاتقن الشعر والنظم والنثراء وجذب مشاعرنا نحو السماع عن مأثر الشيخ مختار وسيرته ومسيرته الظافرة والقاصدة الي الله تعالي.*
*أهل السودان لم يتخلفوا عن المشاركة والحديث عن مأثر الراحل المقيم بل تحدث الخليفة الشيخ عبد الرحيم محمد صالح بالانابة عن مشائخ الطرق الصوفية المقيمين بالقاهرة وعن احاسيسهم وشعورهم كأصحاب حق أصيل في هذا المكان الطاهر ، معرجا لزيارته الأولي والثانية للبحيرة والجلوس مع الشيخ مختار لعدة أيام .*
*الشيخ جمال مختار باحترامه واجلاله نال أعلي المقامات محققا النجاحات الباهرة في سبيل تحقيق أمنيات وغايات والده العارف بالله الشيخ مختار ما أدخل السعادة والبهجة لا قلوب على قلوب أبنائه المرديين ،ولا علي الطرق الصوفية بل علي مستوي العالم الإسلامي بوصف حقيقى للاسلام الجامع بين العبادة والعلم والعمل من أجل الكسب الحلال في طلب الرزق.*
*صرح شامخ متعدد الاغراض الدعوية وضع اساسه علي هدي وتقوي من الله الراحل المقيم في وجدان وقلوب أهل التصوف العارف بالله الشيخ مختار علي محمد رضي الله عنه ، وغرس بذور مزرعة طيبة ثمارها صافي هوائها عذب ميائها فاثمرت وانبتت من كل زوج بهيج ،استمتع الضيوف بمذاق جميل فريد (والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه)*
*الشيخ مختار علي محمد قصة نجاح وتوفيق منقطع النظير ، وقد عاصر الظروف التي عاشها الدعاة الي الله واهل التصوف خاصة فاتجه نحو الزراعة والإنتاج والتوكل على الله وسبقت نيته الطيبة الدعوة إلى الله ، ولم يمضي عقدين حتي أصبح قلعة الشيخ مختار العلمية والزراعية بالبحيرة نموذجا حيا للشيوخ الذين كافحوا وصنعوا مجدهم بأيديهم خدمة للدعوة الي الله ، بدءًا من الاعمال الصغيرة ووصولًا إلى مستوي المنافسات في الاسوق العالمية.*
*جهد الشيخ مختار يحتم علينا الإشادة بإنجازاته ما استطعنا لذالك سبيلا لإبراز هذا الوجه المشرف لاهل التصوف ، ولاغرو أن قلنا ان بصمة الشيخ مختار يعطي دفعة قوية لاهل التصوف لتطوير الوسائل ورفع سقف الطموحات التي تعطي التصوف حقه الطبيعي للتطلع والازدهار.*
*ما أسسه الشيخ مختار من صرح وزرع ونخل لن يستطيع التاريخ أن يمحي هذا الأثر الباذخ العطاء الذي خلفه هذا الشيخ العظيم( أيقونة النضال) والكفاح والتحدي.*
*وما ان تذكر التصوف حتى يذكر الشيخ مختار ويذكر معه رحلة الكفاح والصمود والشموخ، باعتباره باعث شعاع نور الامل الصوفي الملهم الذي غير المفاهيم التقليدية القديمة لدي أهل التصوف وما زالت مبانيه ومعانيه حاضرة وشاهدة تحكي عن عمل فريد ومتقن للارتقاء بالمنهج الصوفي للأمام وحقا الصوفي بن زمانه.*
*اخيرا الشكر اجزله للشيخ الدكتور جمال مختار شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية واخوانه وتلاميذه ومريده علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الحاتمي*
*وشكر مستحق للسيد عبد الله المحجوب الميرغني شيخ الطريقة الميرغنية، والبشمهمدس المحتسب الشيخ عباس الفادني مقرر ملتقى الاحبة علي بساط المحبة لجهوهما في تنسيق فعاليات الرحلة التي ستظل حاضرة وشاهدة في وجدان كافة مشائخ الطرق الصوفية المقيمين بالقاهرة لما شاهدوه من تقدم وازدهار وترتيب وتنظيم وإكرام واتقان الذي صاحب إحياء فعاليات الذكري السنوية للعارف بالله الشيخ مختار علي محمد قدس الله سره وقد كان لاحتفالاتكم اوجها متعددة*
*د.احمد التجاني محمد*
*رئيس التحرير*
*الأربعاء/25/ديسمبر /2024م*
*الموافق/24/جمادي الثانية/1446ه*
مشاركة الخبر علي :