
الاستاذ / يوسف عبد المنان يكتب،، بين كمبو طيبة وامرأة من كمبو كديس
*حديث السبت:*
كتب/ يوسف عبدالمنان..
📌 *بين كمبو طيبة وامرأة من كمبو كديس!!*
*معارك الصحراء القادمة هل تحسم الحرب في السودان؟*
*ولاية الخرطوم أظلمت وعطشت وجاعت ولكنها ترفض الاستسلام.*
1️⃣
بعد تحرير مدينة ودمدني وتحقيق القوات المسلحة لأكبر انتصار في معركة الكرامة الحالية، ومع انكسار ظهر المليشيا في الميدان، كان العقل الماكر الذي يقف أمام الجنجويد ومن خلفهم وعن يمينهم وشمالهم يخطط لإجهاض فرحة السودانيين، وسرقة ابتسامتهم في مهدها، ومحاولة جعل النصر هزيمةً، ودموع الفرح دموع حزن، وضرب النسيج الاجتماعي، والتحريض الاثني بلا أخلاق، ولا دين ولا وطنية، ولا نخوة ولا رجولة، وقد اتجهت الآلة الإعلامية والسياسية التي تملكها المليشيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى اختلاق حادثة كمبو طيبة التي تظهر عليها أيادي الجنجويد السياسي بكل خبث، لضرب وحدة تماسك الجبهة الداخلية بتصوير مشاهد لاعتداءات لأفراد من القوات النظامية، على أفراد من كمبو طيبة، ومحاولة أخذ الحقوق بالقوة، وقامت الدنيا لمجرد أحداث فردية، واستهداف القوات المسلحة وقوات درع السودان، التي أوجع المليشيا انشقاقها الذي فتح أبواب تحرير الجزيرة، ومحاولة إقحام مزاعم استهداف مكونات غرب السودان في الكنابي؛ لزرع الشقاق بين قوات الكفاح المسلح التي تقاتل الآن في كل السودان، وتضع بيدها لبنةً أولى لتكوين القوات المسلحة مابعد الحرب، وقضية الكنابي اختلقت منذ عام 2005 من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق، وتولى ياسر عرمان تشكيل تحالف سياسي إثنى عرقي، يجمع الجنوب ومكونات غرب السودان في ولاية الجزيرة، بزعم انها مهضومة الحقوق مما يعرف في الايدلوجيا الاشتراكية بالصراع الطبقي الذي إذا كان في أروبا يتخذ منهجا سلميا فهنا يكمن العنف في نفوس الناس وشكلت تكوينات الكنابي المناهضة لأهل الأرض من ملاك المشروع الزراعي واحدة من المعضلات الكبيرة ومع دخول المليشيا للجزيرة استطاعت مخاطبة سكان الكنابي واستمالة بعضهم ولعب حزب الأمة وحزب المؤتمر السوداني دورا سلبيا في التحريض الاثني والتورط في عرقنة الحرب بالجزيرة، حيث هب كثير من سكان الكنابي بجهل وسوء تقدير بالوقوف مع المليشيا وهم أنفسهم كانوا اول ضحايا المليشيا في غرب دارفور حينما دفنت المليشيا المساليت في الجنينة أحياءً، وقتلت الآلاف منهم بلا رحمة ولا ضمير، ومثلت بواليهم آدم أبكر في أبشع منظر، وسكت العالم وهو يبصر لتلك المجازر كما سكت عن مذابح المليشيات بحق الف ضحية من الهلالية، ومئات من سكان قرية ود النوره، ومثلهم في التكينة ولكن هؤلاء لابواكي لهم وكل النحيب ودموع التماسيح علي كمبو طيبة مع اقرارنا ورفضنا لمسلك اخذ الحقوق باليد، وقد طالبنا من قبل بأن تسند إدارة الولايات بعد الحرب لولاة عسكريين حتى يبسطوا الأمن ويردعوا من تسول له نفسه اخذ حقه بيده. وقصة كمبو طيبة نسج من قبلها الروائي عبدالعزيز بركة ساكن روايته امرأة من كمبو كديس وهي مشبعة بالاهات واوجاع أهالي الكنابي، ومكابدة سبل كسب العيش ولكن بركة ساكن لم يحرض علي القتل أو يجرم سكان الجزيرة ملاك الأراضي الذي هم أولى الضحايا ولكن المليشيا تريد ان تحمي بهذه الحملة الضارية التي أطاحت بوالي سنار من غير تثبت مما قال عناصرها المتعاونة مع القتلة. وتجعل لمن سرق ونهب وارشد حصانةً حينما يتم تحرير مناطق أخرى من السودان.
في ذات الوقت سعت القوى السياسية الداعمة للملشيا ودولتي تشاد والإمارات لعرقلة مساعي تقدم القوات المسلحة، وسرقت حلم تحرير هذا الوطن بضرب مصالح الشعب السوداني، واستهداف منطقة مروي لإنتاج وتوزيع الكهرباء ونفذت دولتي الإمارات وتشاد اعتداء غاشم على مرافق الكهرباء والمياه لخنق الشعب السوداني ولكن الشعب الذي واجه آلة الموت لن ترهبه المسيرات المرسلة من وراء الحدود.
2️⃣
منذ شهر وفي صمت الا من بينات تصدر من وقت لآخر عن الناطق الرسمي لهذه القوات التي تتشكل من حركات العدل والمساواة وحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي ومجموعة من القوات مثل عرد عرت ومستنفرين من كل أبناء دارفور تخوض هذه القوات المشتركة لمكونات تحالف حركات الكفاح المسلح حرباً وجوديةً ضد الجنجويد، وفي قلب صحراء دارفور وعلى الحدود مع دولة تشاد التي فتحت حدودها لسير إمداد المليشيا بالأسلحة الثقيلة والمسيرات القادمة من وراء الحدود والقوات المشتركة وهي تحارب الجنجويد تقدم كل يوم دروساً في التضحية والبسالة والأخلاق؟ والقوات المشتركة ماكان يعجزها قتل المدنيين على الهوية العرقية حيث تنتشر حواضن المليشيا في كبكابية وحول كتم ووادي انبار والأزرق ودونكي البعاشيم وكان بمقدورها أن ترسل الصواريخ إلى دمر العرب الرحل ولكنها لم تفعل ذلك لأنها معصومة بأخلاق الفرسان وتربية كريمة لأهل دارفور خاصة بينما قوات الجنجويد إذا دخلت منطقة استهدفت المكونات العرقية الأفريقية ممن تطلق عليهم اسم ابلده والامبايات والنوبة، وتجاهر برغبتها في القتل على أساس الهويه وحينما خاضت القوات المشتركة معركة مليط تركت مليشيا الجنجويد أربعمائة وخمسين قتيلا من قواتها في أرض المعركة وهربت من ميدان القتال وماكان من القوات المشتركة الا دفن جثامين الهالكين كقيمة دينة، وقد أمر الله عباده المؤمنين باكرام الموتى، بالإسراع في دفنهم ولكن هل الجنجويد تربوا علي مثل هذه القيم والأخلاق؛؛
يوم أمس الخميس نشرت المليشيا صوراً وفيديوهات من الصحراء الليبية لحشد كبير من المرتزقة الأجانب وقوات من منسوبي حركة حفتر التي تمثل أكبر قوة مرتزقة في العالم اليوم هذه القوات تقول انها في طريقها إلى السودان بعدد عربات تتجاوز المائتين عربة مسلحة بأحدث الأسلحة وهؤلاء دفع بهم حفتر مجددا لإنقاذ المليشيا التي تعاني من نقصا في الموارد البشرية وشح في المقاتلين وتتاهب للالتفاف على قواتنا من الغرب والشمال بعد أن نجح فرسان المشتركة من فك الحصار عن الفاشر وهزيمة الجنجويد. والطيران قادر علي التعامل بقوة مع الحشود الجديدة.
3️⃣
فرضت مليشيا آل دقلو على سكان الخرطوم الظلام والعطش والجوع بضرب محطات توليد الكهرباء في مروي بعد أن مدتهم جهات داخلية باحداثيات محطات الكهرباء والمياه وأرسلت المليشيا مسيرات عطلت الكهرباء وعاشت ام درمان والخرطوم وبحري ايام صعبة واتخذت ولاية الخرطوم حزمة من البدائل والتدابير الوقائية لتفادي الآثار السلبية الناجمة عن نقص المياه بسبب اعتماد كل محطات المياه بولاية الخرطوم البالغ عددها 240 بئرا منها 48 فقط تعمل بالوابورات وبقية المحطات تعتمد على الكهرباء واتخذت لجنة معالجة الأزمة حزمة قرارات أولها الاستيلاء على كل الوابورات التجارية وايجارها بسعر مجزيا لتشغيل الآبار ورغم ذلك تجوب النساء الأحياء بحثا عن جرعة الماء ويتضور الصغار جوعاً بنقص الخبز الحافي، وتوقفت الطواحين الا في الأطراف.
وسبحان مغير الحال أمس كنت في مدينة الفتح غرب ام درمان ابحث عن قطرة ماء وخبز وفول ولأن مدينة الفتح اصلا لم تبلغها الكهرباء وتعتمد على الآبار الجوفية وعلى الأفران البلدية لم تتأثر كثيرا بالأزمة الحالية واتجهت السيارات المدنية تحمل الجركانات إلى مدينة الفتح وبئر حماد ومناطق طرفية مثل الأخلاص والرحمة *وهكذا الأيام دولا من سره زمنا ساءته ازمان* ورغم صعوبة الأوضاع الآن وربما استمرار الأزمة لفترات قد تتطاول لشهور الا ان انسان الخرطوم يرفض الإستسلام والازعان لشروط المليشيا وان يفرض عليه خيارات ليست خياراته، ونهض أحمد عثمان حمزه والي الخرطوم بالتصدي بشجاعة للأزمة وفتح مكتبه وأبواب الولاية لكل من له إسهام بالرأي والدعم لاسناد ولاية الخرطوم التي تعيش معاناة حقيقية ومصاعب كبيرة ونقص في الخدمات خاصة الكهرباء التي بتوقفها تعطلت الحياة تماما وجفت الأسواق من ذلك الزخم الذي تعيشه وامام ولاية الخرطوم صيفا صعبا ورمضان على الأبواب واكبر معضلة الآن توفير المياه النقية للشرب وقد لجأ البعض لاستخدام مياه النيل التي لاتصلح للاستخدام من غير تنقيه خاصة ونحن في زمن الحرب ومياه النيل ملوثة ويمكن أن تنتشر الامراض المعدية وقد افلحت الولاية حتى الآن في تأمين المستشفيات وعاد مستشفى ام درمان للعمل مرة أخرى وكان لرجل الأعمال عمر النمير رئيس نادي المريخ الفضل في حفر بئر لسقيا المستشفى وبيت المال وسوق ام درمان وعمر النمير هو أول رئيس نادي رياضي يقيم تكية لإطعام الجوعي بولاية الخرطوم من غير إعلام بينما كثف رجل الأعمال أشرف الكاردينال من الدعاية لنفسه بزعم صيانة مستشفى ام درمان ولكنه لم يقدم جردل بوماستيك حتى اللحظة كما قال الدكتور المعز المشرف على مستشفى ام درمان وإذا كان شخصا مثل عمر النمير يقدم هذا العطاء لشعب ام درمان. *فأين الآلاف من التجار والراسمالية التي مطلوب منها الوقوف مع الشعب السوداني في محنته الحالية والإرادة التي تحلى بها والي الخرطوم وهو يواجه أكبر تحدي في تاريخ العاصمة يتطلب من الحكومة المركزية الوقوف معه ودعمه حتى تتجاوز ولاية الخرطوم ما تعانيه الآن.
✒️ يوسف عبدالمنان..
18 يناير 2025م
مشاركة الخبر علي :