
خارج النص يوسف عبد المنان يكتب: حالة اللاستقرار
نجحت قوى الحرية والتغير في وضع البلاد في حالة اللاستقرار وهي في السلطة وفي المعارضة واستخدمت تكتيكات جعلت الحكم من بعدها في حالة اضطراب غير مبرر باغراء العسكر حينا بأنها مستعدة للعودة لاحضانهم الدافئة وحينا بتخويفهم بالمجتمع الدولي والعقوبات وسوء المنقلب أن هم اختاروا فراقها الأبدي وقد سقط إلى الأبد زعم امتلاك الحرية والتغير للشارع السياسي الذي لم يعد ذلك الشارع المخدوع بالشعارات الزائفة واكبر نجاحات قوى الحرية والتغير انها جعلت السلطة من بعدها في حالة ضعف عضوي ووهن جيني وسيولة دائمة وبعد إعفاء حمدوك وطرده من منصبه تبادل الغزل مع العسكر وذهب حمدوك بشخصه وبقي حمدوك بشخوص آخر متنفذين في الشركات والوزارات والولايات والمصارف والنيابة العامة وفي كل مكان من السودان وكان منصف المرزوقي رئيس الوزراء التونسي اليساري الفكر قد كتب مقالا عن الحالة السودانيه بعد سقوط نظام الإنقاذ اسدي خلالها نصحا للعسكر والمدنيين ورسم خارطة طريق ليت الجميع اهتدى بها وليت صناع القرار استمعوا لما قاله الرجل بخبرته الطويلة وحنكته في إدارة شان دولة مثل تونس أعمق حضارة من السودان واسبق منه في المعرفة والعلم وقال منصف المرزوقي حينها عليكم إخوتنا في السودان نقل السلطة من مرحلة الانتقال إلى الاستقرار بإجراء الانتخابات في مدها أقصاها عاما واحد حتى لاتدخل بلادكم في نفق صراع يهدد استقرارها حربا أهلية لتضاف إلى ليبيا واليمن وسوريا ومضى منصف المرزوقي قائلا
مضى البشير الذي حكم السودان ثلاثين عاما ولن تكسب البلاد من إعدامه أو رميه في السجن شيئا ولكن بلادكم في حاجة للانشغال بالتخطيط للمستقبل لا الركون لتصفية الحسابات القديمة والانسياق وراء أصحاب المرارات والاحقاد والضغائن والاوطان تبني بالتسامح ووحدة الشعب لا تقسيمه إلى خونه وعملاء ووطنيبن إشراف
انتهت نصائح منصف المرزوقي ولم يصغي إليها أحدا ولم يقرأ ماكتبه الرجل بقلبه لا بيده وبعد سته سنوات من سقوط الإنقاذ لاتزال البلاد في مرحلة انتقالية تتقلب من ضعف إلى ضعف وترفض النخبة الحاكمة وضع قواعد للاستقرار بتعين رئيس مجلس وزراء بسلطات حقيقة مستمدة من دستور انتقالي متفق عليه من قبل التحالف الحاكم الآن ولكن منذ رحيل أو إقصاء حمدوك ظل منصب رئيس الوزراء شاغرا وجاءت النخبة الحاكمة برئيس وزراء بلا سلطان وبلا صلاحيات تملي عليه القرارات بكرة وعشية ويوقع على قرارات تعين أشخاص لايعرفهم وتصر النخبة العسكرية الحاكمة علي وضع البلاد في حالة انتقالية دائمة وزراء بالتكليف لا يقسمون على المصحف على حسن الأداء والمحافظة على الدستور واحترامه ان وجد وحكام ولايات مكلفين بلا طعم ولا رائحة لهم أغلبهم من فئة التكنقراط أو قدامي العسكريين ممن انتهى عمرهم الافتراضي في الجيش وكان يمكن للقيادة العسكرية أن تأتي بضباط من الخدمة يغلب عليهم الشباب من رتبة المقدم وحتى العميد وهؤلاء أكثر تأهيلا ودربة من العجزة وكبار السن ولايه الخرطوم في عهد الإنقاذ كان قلبها النابض المقدم يوسف عبد الفتاح وكان إقليم دارفور بولاياته الخمسة يديره العقيد الطيب إبراهيم محمد خير وكان الشمالية يقودها مساعد النويري وكردفان اللواء فيصل مدني مختار واستطاع هؤلاء الضباط بانضباطهم اجتياز أصعب الامتحانات وبلادنا الآن في حالة حرب وهي أكثر حوجة إلى حكام ولايات أقوياء عدول من ولاة مكلفين وثلاثة وزراء فقط أمر بهم المركز في بورتسودان من غير اية رؤية ثاقبة ولا احترام لخصوصية الولايات وبمثل هذه القرارات العرجاء تم زبح الحكم الاتحادي من الوريد إلى الوريد واضعفت الحكومة المركزية وغاب العقل السياسي الذي يخطط للمستقبل وأصبحت البلاد في حالة عدم استقرار وينهش عظمها عملاء الجنجويد في الداخل وتتعرض محطات الكهرباء للضرب بالمسيرات لأن عملاء المليشيا يمسكون بمرافق الدولة ومن المحزن والمخزي أن يوجه نائب رئيس مجلس السيادة بعد مايقارب العامين من اندلاع الحرب بإيقاف صرف رواتب موظفي الدولة الموالين للملشيا ولن يستطيع طبعا نائب رئيس مجلس السيادة إصدار قرار بالقبض على قادة المليشيا داخل حتى مجلس السيادة أو مجلس الوزراء وبعض وكلاء الوزارات العاملين الآن ولائهم لحميدتي الذي عينهم فكيف لاتضعف الدولة ويتم ضربها من الداخل
مشاركة الخبر علي :