
المستشار الجيلي أبو المثنى يكتب فاشر السلطان اخر قلاع السيادة السودانية
بسم الله الرحمن الرحيم
المستشار/ الجيلي ابوالمثني
١٦/ أبريل/٢٠٢٥م
فاشر السلطان آخر قلاع السيادة السودانية
الفاشر هي صرة الدولة السودانية وهي الجبهة الغربية الأكثر أهمية وتأثير نحو شمال كردفان والنيل الأبيض والحزام الشمالي باكمله والمعركة القائمة الآن في الفاشر هي معركة وجود ونقطة تحول استراتيجية في العمق الوطني للبلاد
ما حدث في مُخيم زمزم شي يندي له الجبين ويُخالف كافة التشريعات السماوية والقوانيين الدولية والمحلية ويُعد انتهاك صارخ وواضح لحقوق الإنسان ويُعد تحدي صريح لكافة المعاهدات الدولية التي تمنع ارتكاب مثل هذه الأفعال البشعة التي تنتهك حُرمة الإنسان وتندرج تحت بند الإبادة الجماعية والتصفية العرقية التي تستهدف المجتمع السوداني عامة في الشرق والغرب والشمال والوسط
أن التعويل علي المجتمع الدولي في الوضع الراهن هو بمثابة المستنجد من الرمضاء بالنار هم علي علم ودراية بأدق التفاصيل وغاضي الطرف عن الأمر لعدة أسباب معروفة بالضرورة
هناك تحرك اسفيري نشط ورآي عام يُردد بعدم قدرة الجيش علي الحسم والتأخير في التدخل لإنقاذ الموقف وهذا شعور طبيعي وتساؤل مشروع للمتابع عن كثب مألات الوضع الكارثي بقلوب يعتصرها الألم من الذي حدث ولكن قد حدث مثله وأكثر في الجزيرة وتعالت الأصوات ايضاً في هذا الصدد شجب وادانة وتخوين للمؤسسة العسكرية ولكن الجيش لا يتحرك بالمشاعر والعواطف بل بالخطط الاستراتيجية العسكرية التي تضمن له الانتصار وعدم الخسارة ان الحرب الدائرة الآن حرب ضروس لا قبل لنا بها لو فضل الله ولطفه بالعباد والبلاد وصمود الشعب جنود ومواطنين صداً منيعاً ضد المؤامرة وتوفيق الله عزوجل ونصره المبين الذي وعد لحدث ما لا يُحمد عقباه ، لذلك صمود الجيش طيلة هذه الفترة عامين أو اكثر يُعد معجزة بالحسابات الفلكية ومادة تُدرس مستقبلاً في الجامعات والمعاهد العسكرية العالمية
الجيش لن يتخلي عن حفنة تراب صغيرة من الفاشر أو كافة ربوع البلاد ومن يظن ان سقوط الفاشر معزول عن سقوط الخرطوم مرة اخري فهو لا يعرف طبيعة الصراع لذلك القوات المسلحة والمشتركة والقوات المساندة الاخري هي في أتم الاستعداد والجاهزية لحسم المعركة الضخمة التي تحتاج لترتيب معين وخطط محددة لا يدرك فهمها إلا العسكريين في دفة القيادة والسيطرة لذلك لابد من تجديد الثقة في القيادة و دعمها ومساندتها أعلامياً لتبصير الرآي العام وتمليكهم الحقائق كي لا ينجرفوا وراء الشائعات والإعلام المُضاد المُوجه الذي يضر بسير المعركة و من ثم التحشيد الشامل والاستنفار بأقصي درجاته والاستعداد وانتظار التعليمات لعملية هي الأكبر من نوعها في هذه الحرب لعدة أسباب معروفة ايضاً بالضرورة دون الإذهاب في الحديث
ان النصر أت لا محالة بثبات الجُند ودعاء وتضرع الناس لله ان يُعجل النصر المبين
الله اكبر الله اكبر ولا نامت أعين الجبناء
مشاركة الخبر علي :