
المستشار الجيلي أبو المثنى يكتب..وزارة الخارجية حظ ولا قسمة من الله
بسم الله الرحمن الرحيم
المستشار / الجيلي ابوالمثني
١٨/ابريل/٢٠٢٥م
وزارة الخارجية حظ ولا قسمة من الله
تناقلت الأخبار شبه المؤكدة اليوم الخميس عن إعفاء وزير الخارجية السفير علي يوسف ترجل سعادة السفير الذي لم يُكمل بضعة أشهر كغيره من الذين تولوا حقبة الوزارة في سابق الأيام الماضية خلال فترة الحرب ان وزارة الخارجية من الوزارات والمؤسسات المهمة التي لا تقل في الأهمية عن وزارة الدفاع لذلك تعتمد اعتماد كلي علي شخصية وزيرها وقوة قيادته بالحكمة والحنكة والدراية والخبرة الكافية التي تمكنه من تحقيق الأهداف المرجوة من خلال ترتيب العلاقات بين الدول ونسج اواشج المصالح المشتركة وتعتمد ايضاً علي مستوى علاقات الوزير الدولية وقبول الآخرين له وهذه لها عُدة صفات ومميزات معروفة بالضرورة لدي الدول
أن مسالة الخبرة في كافة المجالات في الوقت الراهن لم تعُد مُرتبطة بعامل السن بل اصبح هذا العامل يُمثل عبء علي الأداء لعدة أسباب أبرزها الانقطاع عن ممارسة العمل لفترات طويلة تقدم السن يُؤثر ايضاً علي الوظائف الحيوية للإنسان مما يُعيق حركته ويُقلل من ادائه لذلك اصبح هذا الشرط من العناصر الغير فاعلة و في المقابل هنالك الكثير من الشباب اصحاب الهمم العالية من المُنتمين للسلك الدبلوماسي يعملون بحيوية ونشاط الشباب و أداء معرفي اكتسبوه بالممارسة العملية التي مكنتهم من خدمة بلادهم في كافة المحافل الدولية بصمت تام غير مرئيين ولا يُحبون الظهور إعلامياً يعملون أعمال جليلة لصالح البلاد ويتصدون لكثير من الكوارث والأزمات التي تهدد الامن والسلم كل ذلك عن طريق سلاح الدبلوماسية الذي لا يقل عن سلاح الجُند في ميدان المعركة لان الميدان واحد تختلف فيه الأسلحة فقط
السيد الرئيس القائد العام للجيش صاحب زمام الأمر الآن في البلاد لا يستطيع القيام بكافة الأعمال لوحده لابد ان يكون بجانبه من يحمل بعض الأعباء الاستشارية وتقديم الترشيح والأختيار للشخصيات التي تصلح لبعض المواقع الهامة في الدولة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد لا سيما تولي المناصب الدستورية والحِقب الوزارية و لعمري ان تلك البطانة من صفات أصحابها ان يكونوا أهل ثقة من الأوفياء الأقوياء أهل الفكر والرأي السديد ممن يتمتع بالوطنية ويخاف الله تعالى ويُسدي النُصح بالحق دون كذب أو نفاق أو سمعةً أو ريأ يُرشد الي الطريق القويم فيهدي الله به ولاة الأمر الي فعل الصواب والرشاد ونفع البلاد والعباد
كما اسلفنا هناك شباب لا نُريد أن نقصم ظهورهم بذكرهم نعرفهم ونشهد لهم بالاجتهاد والجهاد من آجل رفعة الوطن يعملون بصمت دون كلل أو ملل لا يرجون جزاءً ولا شكورا من احد أنما عملهم لوجه الله ورسوله والمومنين يبتغون فضلُ الله عز وجل والرفعة لبلادهم لتكون الرائدة بين بلدان العالم والأولي في كل المحافل رافعين روؤسهم وجباههم عالية يُخبرون كل الدنيا أنهم سودانيون بكل فخر واعتزاز
تحضرني في هذه المساحة كلمة للسيد وزير الخارجية في مخاطبة جماهيرية كانت في مناسبة تم فيها ترتيب برتوكول وترميم علاقات مع دولة من الدول الأخرى كان وزير الخارجية آن ذاك علي ما اذكر لام أكول وقد أوفد الوزير احد الشباب الدبلوماسين التابعين للوزارة لهذه المهمة وأظن أنها كانت صعبة ونجح فيها ذلك الشاب وانجز الأمر ، حينما التقي الوزير برئيس تلك الدولة قال له الرئيس طالما عندكم شباب ذي ديل داسنهم ليه هذه العبارة تنم علي ان الجانب الآخر كان في قمة الارتياح من الشخص المفاوض الذي خرج بنتيجة إيجابية ممتازة جعلت رئيس دولة يُعجب بشخص استطاع ان يبني علاقة طيبة وينزع فتيل الاحتقان ويُعيد المياه لمجاريها ، السيد الرئيس الشباب هم المستقبل وهم الهمم والطاقة والأداء نسأل الله ان يُهيء لك من الأمر رشدا وأن يرزقك البِطانة الصالحة التي تُعينك علي تحمل المسؤولية وأداء الواجب علي أكمل وجه وأن يمدك بمن فيهم خير البلاد والعباد
مشاركة الخبر علي :