
المستشار الجيلي أبو المثنى يكتب مابين غزوة بدر الكبري ومعركة الكرامة
بسم الله الرحمن الرحيم
المستشار/ الجيلي ابوالمثني
٢٨/ابريل/٢٠٢٥م
مابين غزوة بدر الكبري ومعركة الكرامة
قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَة بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين)
في معركة بدر الكبري كان عدد المقاتلين المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر جندياً بينما كان عدد المشركين ألف مُقاتل مُجهزين باحدث الأسلحة والمعدات والمُؤن من مأكل ومشرب ويصاحبهم ضاربي الدفوف من المُغنيين لاشعال الحماس وسط الجُند
ولكن كل هذا لم يصمُد امام جُند المسلمين وتحقق النصر المبين بفضل الله ومدده وثبات الجُند وإيمانهم وتوكلهم علي الله كان الوطيس حامي والمعركة مُشتدة بلغت الأرواح الحناجر واشتد البأس فاتي المدد من صاحب المدد جنود الله المُجندة التي قاتلت جنباً الي جنب وكتفاً الي كتف مع الجنود في الميدان وهذا لعمري ما كان حدوثه في معركة الكرامة سيناريو أعاده الله مرة اخري في ارض السودان بعد ثمانومائة اثنان وعشرون عاماً حيثُ اندلعت الحرب من المسافة صفر بعدد جنود يفوق المليون جُندي مُتمرد مجُهزين بالعُدة والعتاد واقوي أنواع الأسلحة وأكبر مخزون للتشوين الغذائ والعسكري في مُقابل عدد اقل من عشرون بالمائة من قوات الجيش يُمكن ان يكونوا في أضعف حالاتهم في كثير من النواحي العسكرية ولكن كانوا يملكون ما لا يملكه العدو وهو الثبات والصبر والعزيمة والتوكل على الله والمثابرة والجلد في اشد الأوقات لقد شاهد جنودنا في الميدان من الأهوال ما يشيب له الولدان لقد كانت المعركة قاسية وغير مُتكافئة وكانت الهزيمة تلوح في الأفق واقعة لا محالة بداء بعض الذين شهدوا ضربة البداية في سرد جزء من الأحداث والأهوال التي عاشوها وهم في ميدان المعركة انخرط كبار القادة في القتال بأنفسهم جنباً الي جنب مع جنودهم متنقلين هنا وهناك لرفع الروح المعنوية للجُند وتفقد الوضع وتدارك الأمر وأصيب منهم من أُصيب واستشهد منهم الكثيرون والمعارك ضارية تستمر اكثر من أربعة وعشرون ساعة متواصلة حتي ذكر المتحدث أنهم انهكوا كما اُنهك العدو ايضاً من شدة البأس العدو شيطاني مُندفع كالسيل المُنهدر تسبقه كثافة النيران الملتهبة وجنودنا يعلو صوتهم بالتكبيرات ورفع الآذان مما يُشتت شمل العدو ويفكك أوصاله ويُدخل الرعب في قلوبهم لان الرعب جُند من جنود الله ( فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ،) هذا ما حدث بالظبط فئة قليلة هزمت فئة كبيرة بإذن الله وصبر ومثابرة وإيمان وقوة وعزيمة الرجال أن ما دار في حرب السودان مُعجزة إلاهية وملحمة بطولية سطرها أبطال للتاريخ دروس وعِبر تُدرس للأجيال أسطورة حقيقية نهضة لا مثيل لها من ضعف الي قوة وسطوة والتفاف شعبي غير مسبوق دون شرطاً أو قيد الكل اتفق على شئ واحد هو دحر التمرد واستصاله مهما كلف الأمر بالرغم من كِبر المؤامرة التي اجتمع فيها عملاء الداخل واعداء الخارج احد عشرة مليون اجنبي خارج منظومة الدولة الهجرية منهم آثنين مليون جاسوس تخطوا كل الخطوط الحمراء (وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) أن غالبية دول العالم كانت مشاركة أو متؤاطئة أو صامتة عن هذا الغزو التي فتك بالأمة التي أبت إلا ان تنتصر (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
واتت أقدار الله ان اعز عبده ونصر جنده وهزم الاحزاب وحده ، فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ،، هيهات بين جُند الله المجاهدين في سبيله المُعمرين لبيوت الله وبين من قتل وسلب ونهب ودمر واغتصب واتخذ من بيوت الله سكناً لممارسة الرزيلة والبقاء واشاعة الفاحشة والمُنكر لقد اتي هولاء المجرمين بما لم ياتي به المغول من قبل إننا سمعنا بقصص التتار وما فعلوه بالمسلمين وما كنا يوماً نتوقع أو يدور بِخلدنا ان نراه عياناً ولكن شأت الأقدار غير ذلك رينا الشيطان متمثلاً في هيئة بشر يقدم علي فعل كل ما حرمه الله وشرعاً ونهي عنه القانون وأستنكره العرف بين الناس ها نحنُ
راينا وعايشنا القصتين علي ارض الواقع اليوم جور التتار وانتصار أهل بدر لقد اعز الله أهل السودان بعد ذُل ونصرهم بعد ضُعف وايدهم بعد خزلان وكفاهم الشر الذي كان سوف يمحوهم من خارطة العالم الحمدلله علي نعمة النصر الحمدلله علي نعمة التأيد الحمدلله علي نعمة القوة والكبرياء ورفع رايته عالية الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
مشاركة الخبر علي :