
الدكتورة سعاد فقيري تكتب نحو خارطة طريق الإصلاح التعينات غير الموفقة في السودان
بقلم د.سعاد فقيري
نحو خارطة طريق لإصلاح التعيينات غير الموفقة في السودان
مقدمة :
شهد السودان خلال العقود الأخيرة موجة من التعيينات غير الموفقة في مختلف مؤسسات الدولة، نتيجة غياب المعايير المهنية، وهيمنة الولاءات السياسية والقبلية. وقد انعكس ذلك سلبًا على أداء الدولة وخدمة المواطن. تستدعي هذه الأزمة اعتماد خارطة طريق وطنية شاملة لإصلاح منظومة التعيين وبناء دولة تقوم على الكفاءة والمحاسبة.
أولًا: تشخيص الأزمة :
هيمنة الولاءات السياسية والحزبية على معايير التعيين.
غياب الشفافية وآليات الرقابة.
تفشي المحسوبية والتمييز الجهوي والقبلي.
تدني الأداء المهني وتهالك مؤسسات الدولة.
ثانيًا: خارطة الطريق المقترحة
1. إصلاح النظام الإداري والمؤسسي :
إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية على أسس مهنية.
اعتماد معايير واضحة للكفاءة والمؤهلات في التعيين والترقي.
إعادة النظر في الهياكل الوظيفية لضمان الفاعلية والمرونة.
2. تعزيز الشفافية والمحاسبة :
إنشاء مفوضية قومية مستقلة للخدمة العامة تتولى:
فحص ملفات التعيينات السابقة.
الإشراف على التوظيف والتقييم المهني.
تفعيل دور المجتمع المدني والإعلام الرقابي.
3. تأهيل وبناء القدرات :
إطلاق برامج تدريب وإعداد مهني للكوادر الجديدة والقديمة.
تعزيز مؤسسات التدريب المهني والإداري.
استقطاب الكفاءات الوطنية بالخارج.
4. ترسيخ ثقافة الكفاءة الوطنية:
نشر خطاب وطني يعلي من قيمة العمل والمهنية.
تجاوز الاعتبارات الحزبية والقبلية في التعيين.
تعزيز دور المؤسسات التعليمية في تخريج قيادات مؤهلة.
5. الإرادة السياسية والتنفيذ :
ضرورة تبني القيادة السياسية للإصلاح بجدية.
وضع جدول زمني للتغيير ومراقبة التنفيذ.
التعلم من تجارب دول مرت بتحولات مماثلة (جنوب أفريقيا، رواندا).
الخاتمة:
إن إصلاح نظام التعيينات في السودان ليس ترفًا إداريًا، بل ضرورة وطنية لإنقاذ ما تبقى من الدولة .
وبناء مؤسسات قادرة على تلبية تطلعات المواطنين بعد الحرب، وتحقيق التنمية والسلام المستدام. ولا سبيل لذلك إلا بخارطة طريق واضحة، تقودها الإرادة السياسية وتدعمها الرقابة المجتمعية.
مشاركة الخبر علي :