
الجيلي ابوالمثني يكتب.. زيارة مسرح الجريمة (ودالنورة)
في عالم الكشف عن مُلابسات الحوادث والجرائم والسعي لفك الطلاسم وتحريز الأدلة اول خطوة بعد تلقي البلاغ هي زيارة مسرح الجريمة لجمع الأدلة الكاملة عن الحادث ومن ثم البدء في التحقيقات الأولية لمعرفة الملابسات والوصول الي الجاني ومعرفة دوافع ارتكاب الجريمة ثم
بعد اكتمال التحري تُرفع الأمستندات الي القضاء ليقول كلمته ويصدر الأحكام اللازمة
في قضية مجزرة ودالنورة التي أُرتكبت في يوم الجمعة عيد المسلمين السادس من يونيو من العام ألفان أربعة وعشرون أي بعد حوالي أربعة عشر شهراً من اندلاع الحرب الضروس في السودان هذه القضية لها نظرية اخري غير التي ذكرنا آنفاً حيث هاجمة المليشيا المتمردة مواطني القرية العُزل بكل وحشية وتجرد من الإنسانية البشرية السوية وكانت العملية شبه انتقامية سفكت دماء الأطفال والنساء والشباب والشيوخ الانتقام كان من عموم شعب السودان لان المليشيا كلما اجتاحت مدينة او قرية وعاثت فيها الفساد والتنكيل والقتل والسلب والنهب كلما تآذي وتآلم كافة جموع الشعب السوداني في الداخل والخارج وهذا ما التمسته الغرف التي تُخطط وتوجه بمزيد من التصعيد لتزيد من آلآم الناس وتَمارس نوع من الضغوط علي قيادة الجيش لتعيق عملياته العسكرية ولكن ما لم تتوقعه تلك الشرزمة الباغية كلما توجهت نحو التصعيد وجدت صبر لا مثيل له من الشعب و قوة وثبات وعزيمة من الجيش صمود في وجه الرياح العاتية لم تلن لهم قنا من تقدُم الي اجتياح الي نصر مما اربك حسابات العدو وجعله يتصرف بهستيرية وعدم اِتزان كما راينا ترجمة ذلك في مجزرة ودالنورة التي أهتزا لها عرشُ الرحمن ، النظرية التي سارت بها هذه القضية في مُجريات احداثها أنها ارتُكبت وضح النهار والشمس في كبد السماء وقام الجانى بتوثيق جريمته بث حي مُباشر صورة وصوت والعالم يُشاهد الفظائع لحظة وقوعها وارتكابها التكنلوجيا الحديثة ساعدت في انتشار الحدث في جميع ارجاء العالم من عُدة مواقع هذا غير توثيق الأقمار الصناعية ثم بداءت معركة الدبلوماسية في جمع الأدلة البائنة والمعلومات والتحقيق ورفعها للجهات المختصة في العالم من مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وكل الجهات المعنية بالانتهاكات ضد الإنسانية، والجيش يتقدم ويزحف نحو موقع الحدث للتطهير الكامل لمسرح الجريمة من الاعداء بعد سحقهم وطردهم شر طردة و بعد ذلك سنحت الفرصة للقائد العام للقوات المسلحة ورفاقه يزيارة مسرح الجريمة والوقوف علي قبور الشهداء الذين وجدوا ما وعدهم به ربهم حقا ، تجول مُعزياً زويهم ويواسي اهليهم و تعهد لهم أمام الله والناس أجمعين بانه لن يترك الثار وسوف يقتص من كل خائن الي آخر مُتمرد في ارض السودان
هذه الزيارة اثلجت صدور قومً مؤمنين مسهم الضُر في أكبادهم وفي ثمارهم وفي أموالهم ولكنهم صبروا واحتسبوا ذلك عند الله، استقبلوا الرئيس استقبال الفاتحين مُكبرين مُهللين مُستبشرين رسموا لوحةً مُعبرة من الالتفاف والصمود وتجديداً للعهد لقائد الأمة الذي وعد وأنه مُوفي وعده بإذن الله بسط لهم إياديه بالمحبة والتقدير كما بادلوه الشعور ذاته اخبرهم أنهم حاضرين في ذهنه وأروقة الدولة اكد لهم انه سوف يرعاهم ويوفر لهم كل احتياجاتهم الضرورية نعلم ان الحِمل عليه ثقيل ولكن نامل في طاقم مكتبه ومستشاريه ان يكونوا عند حسن ظن أهالي ودالنورة بسرعة تنفيذ أوامر الرئيس على أكمل وجه نُريد ان نروي أكبادهم بعد ظمأ
البرهان اخبر العالم انه حاضر في كل مكان وكل شبر من ارض الوطن وأنه جزء لا يتجزاء من شعبه وهو معهم في السراء والضراء يربطهم حبل ويقطعهم سيف وهذا لعمري ما يُوارق مضاجع أعدائه يُزلزلهم ويُشتت شملهم
البرهان ارسل رسائله للعالم الصامت من مسرح الجريمة بان المجزرة لا تزال حية والحساب ولد والعقاب مُستمر والفورة ألف ليعلم كل من يقف خلف التمرد بانه في الميدان يقود المعركة بنفسه وعلي مسافة واحدة من جنوده ومواطنيه واليكُن العالم شاهد علي ان هذا البلد اصله ثابت وفروعه في عنان السماء ارتوت ارضه بدماء الشهداء الطاهرة وها هي ودالنورة انموذج للتضحية والفداء
الله اكبر الله اكبر ولا نامت أعين الجبناء
مشاركة الخبر علي :