
الدكتور/ محمد الحسن امام يكتب لم يكن الفقيد عالما اكاديميا فحسب بل كان رجل دعوة وخير الذكري التاسعة لرحيل الوالد
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
الذكرى التاسعة لوفاة والدي
في الثاني عشر من أغسطس عام 2016، ودّع الوطن والأمة العلمية والدعوية أحد أعلامها الكبار، البروفيسور حسن إمام عبدالمجيد، الذي ارتقى إلى جوار ربه راضيًا مرضيًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لأكثر من أربعين عامًا في ميادين التعليم والبحث والدعوة.
كرّس الفقيد حياته للعمل الأكاديمي، متنقّلًا بين الجامعات والمعاهد العليا داخل البلاد وخارجها، وأشرف وناقش ما يزيد على مائة رسالة ماجستير ودكتوراه وبحوث محكمة لطلاب من شتى الجنسيات. خلّف إرثًا فكريًا ومكتبة علمية تجاوزت الألف كتاب ومصدر، كانت مفتوحة يومًا محددًا من كل أسبوع لطلاب العلم والمعرفة، حتى أصبحت قبلة للباحثين والدارسين. غير أن الحرب الجائرة حرمت الوطن من هذا الكنز العلمي الذي نهبه محدودي الفكر ومعاونيهم كنا نظن بهم حسن الجيرة والعشيرة
لم يكن الفقيد عالمًا أكاديميًا فحسب، بل كان رجل دعوة وخير، درس مصطلح الحديث والقرآن وعلومه بجامعة القران الكريم والعلوم الاسلامية وجامعة امدرمان الاسلامية وجامعة افريقيا العالمية وجامعة صنعاء وجامعة العلوم والتكنلوجيا وتلقى تعليمه بالازهر الشريف والجامعة الاسلامية وجابت قدماه ولايات البلاد في رحلات دعوية، واعتلى صوته المنابر مسجد النيلين ومسجد القوات المسلحة ، وساهم في بعثات الحج، ناشرًا للخير والهدى واخر رسالة دكتوراة طبعت في كتاب بوزارة الاوقاف والشئؤن الاسلامية بدولة قطر بعد توصية اللجنة حملت عنوان منهج السنة النبوية في ادارة الازمات للدكتور صلاح خليل
وفرغ من كتابين هما بعنوان رعاية الموهوبين في الإسلام - اثر الوقف على التنمية الاجتماعية
واجه المرض بثبات العلماء وإيمان المؤمنين، فظل حتى أيامه الأخيرة مثالًا للعطاء والصبر والإخلاص. كان أبًا عطوفًا، وأستاذًا مُلهمًا، وقامة سامقة في ميادين الفكر والدعوة والمعرفة، ترك بصمة لا تمحى في قلوب طلابه وزملائه وكل من عرفه واخص بالشكر سعادة البروفيسور الشيخ عبدالله الزبير عبدالرحمن الذي قدم مرثية يوم وفاته اذكر ابيات محدودة منها
ياحسرتاه فكرسي الحديث خلا من مجلس الذكر والتحديث والآدب
وقاعة الدرس تبكيه ومافتئت تضج أركانها من صمته الصخب وشكرنا يمتد للدكتور سرالختم عثمان لمقاله بالصحف الحزن المديد لرحيل شيخ الحديث حسن عبدالمجيد
نم قرير العين يا أبتي، فإنا على العهد والوعد، وسنظل نحمل ما غرسته من قيم العلم والإيمان، حتى نلقاك على حوض الحبيب المصطفى ﷺ.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه خير الجزاء على ما قدّم للأمة والوطن والإنسانية.
مشاركة الخبر علي :