بقلم/ محفوظ عابدين
.
في الوقت الذي تتخذ فيه الحروب مناح جديدة وأدوات مبتكرة لم تكن معروفة سابقا في القاموس الحربي في حالتي الهجوم والدفاع ، فبذات القدر يتجلى هذا الأمر بشكل واضح في تلك الحروب أو المعارك التي دارت في أطراف من العالم في أوقات مختلفة تباينت نتائجها نصرا أو هزيمة ، كان لتلك الوسائل دورا أساسيا في تحديد اتجاهها النهائي.
وكانت البداية هي إمتلاك (المعلومة ) وكانت أكثر أهمية من إمتلاك السلاح في ترجيح كفة أحد الأطراف لأن المعلومة توفر للطرف الذي يمتلكها جهدا ووقتا وعتادا ، ولازالت المعلومة ذات أهمية في الحروب خاصة في جانبها المعنوي والنفسي لأنها تفعل فعل السحر في حال توظيفها إيجابيا أو سلبيا .
ثم جاء (الإعلام )كعامل مهم في الحروب وتوظيفه ليقود الرأي العام في تحقيق ( المبتغى) مثلما فعلت الآلية الإعلامية الأمريكية بتضليل الرأي العام العالمي أن العراق يمتلك( أسلحة دمار شامل) دون ان تقدم دليلا على ذلك بل بهذه الحملة الإعلامية خاضت امريكا حربها ضد العراق دون الرجوع إلى مجلس الأمن الدولي بل وجعلت عددا من الدول العربية تشاركها في حربها ضد العراق لصالح إسرائيل باعتبار أن العراق أصبح مهددا للأمن والسلم الدوليين ، واتضح للعالم فيما بعد أن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل (ولا يحزنون) ولكن كانت فرية من أجل تدميره لصالح أمن إسرائيل.
واليوم الحرب التي تدور في السودان هي في الأصل ( إعلامية) لتدميره والسيطرة على موارده ، فان كانت المليشيا تستخدم نظام ( الفزع) في هجومها على المواقع العسكرية والمدنية ، وهذا دليل على قلتها فإن وراء هذه القوات قليلة العدد ، غرف إعلامية منتشرة في الداخل والخارج تقود هذه المعركة في الفضاء( الأثيري) و(الأسفيري) موازية للعمل العسكري بل متقدمة و متفوقة عليه في القوة ، لانها تستهدف المواطنين في بث الإحباط وتثبيط الهمم وقتل الروح المعنوية واغتيال الحماس وزرع الفتن والتشكيك في القيادات ،وهذه ما تفعله غرف الآلية الإعلامية التي تساند المليشيا في المعركة التي يدور رحاها في بعض أطراف السودان.
والحل يمكن في مواجهة هذه الآلية الإعلامية بنفس الطريقة (وداوني بالتي كانت هي الداء).
فالمعركة هي في الأصل ( إعلامية،) بنسبة كبيرة قد تصل إلى( ٧٥٪)
و عسكرية بنسبة (٢٥٪)
، ولابد من امتلاك ادواتها ، لبث الطمأنينة وسط الصغار والكبار من الرجال والنساء الذين ارتبط وجودهم وحياتهم بهذه الأرض ، وبث روح الحماس والقتال وسط الشباب والقادرين على حمل السلاح لحماية الأرض والعرض من دنس العملاء والدخلاء ، وهي دعوة لتوظيف كل الإمكانيات التي يتمتع بها الشباب السوداني في الاعلام الالكتروني والسوشيال ميديا وتوجيهها لمواجهة الإعلام المضاد ، و لدعم القوات المسلحة وبث روح الاطمئنان ولتحقيق الانتصار على أعداء الوطن.
ولقد شرعت ولاية نهر النيل في تأسيس مثل هذه الغرف للإعلام الالكتروني ، لبث روح الحماس وقتل الشائعات في مهدها ومواجهة الإعلام المضاد وبدأت في إستنفار من نوع جديد وهو ( الاستنفار النوعي) لتأسيس منصات إعلامية . ومواقع الالكترونية وهذا هو المطلوب.
مشاركة الخبر علي :