
د.سعاد فقيري تكتب: العقيد ركن إبراهيم الحوري… شرف الخدمة وعنوان الوفاء
في سجل القوات المسلحة السودانية، تبقى أسماء الضباط الذين وهبوا أعمارهم للوطن علامات مضيئة في مسيرة العطاء والتضحية.
ومن بين هؤلاء يبرز اسم العقيد ركن م. إبراهيم الحوري، الذي غادر موقعه الرسمي بعد أكثر من ثمانيةٍ وعشرين عاماً قضاها في ساحات الواجب، لكنه لم يغادر موقعه الأصيل في خدمة السودان.
لقد ودّع الحوري موقعه مرفوع الرأس، مؤكداً أن الجندية لا تنتهي بخلع الزي العسكري أو التقاعد من الخدمة النظامية، بل هي عهد مستمر، ورسالة باقية ما بقيت في الجسد أنفاسٌ تتردّد.
فقد أكد في كلماته أن الوطن أكبر من المناصب، وأن القيادة العسكرية ستظل مظلّة وفاء يظل تحتها الجندي مستعداً لتلبية النداء متى دعا الواجب.
إن مسيرة العقيد الحوري تمثل نموذجاً لشرف الجندية السودانية التي تقوم على الولاء والانضباط والتضحية.
وهي القيم ذاتها التي تربّى عليها آلاف الضباط والجنود في المؤسسة العسكرية، والذين ظلوا وما زالوا يشكلون الحصن المنيع للوطن، في السراء والضراء، في التكليف والإيفاء.
إن ما خطّه العقيد الحوري من عبارات وداع، لم يكن خطاباً شخصياً بقدر ما كان رسالةً جامعةً لكل جندي في الجيش السوداني: أن خدمة الوطن لا تنتهي برتبة ولا تُختزل في منصب، بل هي التزام أبدي يورَّث جيلاً بعد جيل.
ومن هنا، فإن التحية واجبة لكل جندي يرابط على الثغور، ولكل ضابط يواصل العطاء في الميدان، ولكل شهيد عبد بدمائه طريق الكرامة الوطنية.
هؤلاء جميعاً يجسدون حقيقة القوات المسلحة السودانية: حصن البلاد المنيع ودرعها الواقي.
رحم الله شهداء الوطن، وأدام العزة والرفعة للقوات المسلحة، والنصر المؤزر للسودان.
مشاركة الخبر علي :