بقلم/ كتب الشعراني الكباشي المحامي:
من قلب أرض المحنة الجزيرة منبع الفنون والأدب والشعر والكورة والتراث نظمت الشاي بت احمد مدحاً في إبن عمها(الخير) في مناسبة زواجه أصبحت فيما بعد ذائعة الصيت يوم التقطتها الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية وتجعل من نداوة الكلمات مع صوتها الشجي تراثاً خالداً خلود هذه الأرض الطيبة فكانت اغنية : إن طلعت القمرا ...
انقل بعضاً منها بتصرف لحركة المناسبة وكأني بشاعرتها كانت تقصد جيش السودان مجسماً في شخص إبن عمها الهمام..
إن طلعت القمرا...(الجيش) يا عشانا تودينا لي أهلنا
بسألوك مننا
يا ضو القبايل يامقنع الكاشفات
الكل بي وراك يا مدّرج العاطلات
أليست هذه يا أحبة هي صفات جيشنا وقوي أمننا وشرطتنا...جيش السودان هذا المارد الممتشق السلاح حاملاً علي اكُف الفداء روحه وشعاره دون شعارات كل جيوش الدنيا:
نحن جند الله...جند الوطن
جيشاً كله أسود ما خان عهداً وما حنث يميناً قط تأريخه محفور بأحرف من ذهب ونور ما انهزم وما تقهقر له صفحات مشهودة في كل الدنيا تعرفه غابات المكسيك في أقصي الجنوب الأمريكي حارب وانتصر في كرن وفي طبرق وكان انتصاره مهراً لأستقلال بلادنا الذي تلقفه الساسة والافندية ليصنعوا لأنفسهم بطولة تحت شعار
(الخيل تقلِب والشكر لي حمّاد) جيشنا هذا الهمام اخرج أفريقيا -التي تغزو بعض دولها بلادنا بشذاذها -من مراتع ظلمات الفقر والجهل والمرض إنها سخريات القدر حتي دويلة الصحراء وتربة الشر بجملها الأجرب والتي قدم لها جيش السودان وشعبه قدموا لها نور الحياة لتكافأهم بنار الموت والفناء والدمار فدبرت ومولت وما بخلت نيابة عن اسيادها مستغلة بعض الاراذل والاشباه ممن ينتمون زوراً وبهتاناً لهذا الشعب النبيل فكانت حرب الخامس عشر من أبريل وهجمة تتار وهمج آخر الزمان حرباً كان هدفها طمس هويتنا ومحو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ولم يكن لتلك الحرب العالمية التي ضمت سبعة عشر دويلة ودول أن تنال مبتغاها إلا بكسر شوكة الجيش الذي يعرفونه وهم يعلمون أن العقبة الكؤود هي هذا الجيش لكن الجيش كان عند الموعد وعلي العهد حكي ضابط رفيع الرتبة وعالي الكفاءة وكان من ضمن آخر ثمانين ضابطاً رفيعاً وكفئاً تم احالتهم للتقاعد تمهيداً لتلك الحرب قال ذلك الضابط الصديق والذي كان يتقلد منصباً حساساً في قيادة الجيش: إن الهجمة الأولي والتي تقدمها قائد الجنجويد الهالك كانت تهدف للقضاء علي القائد العام ورئيس البلاد باعتباره رمز الوطن لكن القائد كان في مستوي هذا الجيش العظيم فقاد جند حرسه الشخصي مقاتلاً بشراسةٍ وشجاعةٍ معروفة عنه وهو يلبس(الفنيلة ) هكذا قالها محدثي فكان اقدامه وثباته الهاماً لهم ليتسابقوا للزود عن الوطن والأرض مجسداً في شخص القائد فأستشهد منهم ثمانية وثلاثون فارساً من مختلف الرتب ، ذلك كان فضل الله علي السودان واهله أن جعل لهم من أنفسهم هذا الجيش وتلك القوات من امن وشرطة ومستنفرين اسوداًضارية لا يهابون الموت في شأن الإله والوطن فبعون من الله افشلوا المشروع الجبان وانكسرت شوكة الجنجوارتزاق لتتحول بقاياهم وبغاياهم من القحاطة لمجرد لصوص ونهابين لحلي النساء وسالبين لشرف أهل السودان فسقُط في أيدي الدويلة الشريرة وكلابها من مثليي وخونة قحط لجأت لتنظيم حملة إعلامية شرسة علها تحقق لهم ما لم يستطيعوه حرباً ليفصلوا بين الجيش وشعبه ليستفردوا به ضعيفاً خائرا فيسطوا علي البلاد ومقدراتها ولكن هيهات فقد خاب مسعاهم وسقط ولم يصب الجيش والشعب إلا اذيً من بعض حزنٍ واحباط اصاب بعض المشفقين والمخلصين وذلك أمر نظنه طبيعي يصيب بعض البشر في مثل هكذا مواقف
نقول إن جيشنا لا يخون ولا يخور ولا يجبن وإن قيادته هي امتداد طبيعي لجيش همام عمره فاق القرن من الزمان ما انتكست رايته وما لانت عزيمته وقد رايناه ورأه الكون كله يقاتل في ظروف قاسية كلنا نعرفها فما وهن وما استكان سيبقي الشعب وجيشه وقواه كلها جسداً واحداً يتنفسون برئة واحدا سنبقي مع جيشنا إذا كرّ وإذا فرٌ وإذا انتصر نموت معاُ ونحيا معاً فلن نستذل ولن نستباح ولن نترك ارضنا وشرفنا يلغ فيه الكلاب سود الوجوه والقلوب القادمين من الشتات ومجاهل الظلام واقبية القماءة والذل
أيها الأحباب لا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون إن امانتم بربكم وبوطنكم وبحقكم في الحياة الحرة الكريمة غداً نغسل عن أرضنا الادران والرجس وكل نتن وقبيح ونمسح نحن وجيشنا وقوانا كاَبة المنظر وكل خبث ران فوق أرضنا الطاهرة ونعشي البايتات القوا ونقنّع الكاشفات ونحن أكثر صموداً وقوة مستمدنها من الله القوي والمتين ومن جيشنا الهمام ولسان حالنا:
نحن قلوبنا ما نزل الخفيف في ديارن
وبمشن دوغري بالدرب المشوبو كبارن
راسيات الجبال كيفن رحيل حجارن
البلٍدا المحن مجبور يلولي صغارن
قوموا فضموا الصفوف ووحدوا القلوب مع جيشكم وقواتكم ومجاهديكم يرحمكم الله ....
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
مشاركة الخبر علي :