بقلم/ محفوظ عابدين
قد يكون هذا العنوان مثيرا للتساؤل عند البعض وقد يكون عاديا عند البعض الآخر.
فالذين يرونه (عاديا) أن شندي محلية من محليات الولاية ويمكن لحكومة نهر النيل أن تنقل إليها الإجتماع الدوري للحكومة وفيه لفته بارعة حيث أن مشاكل المحلية في كل جوانبها المختلفة تكون بين يدي حكومة الولاية نظريا على (الورق) وعمليا في (الميدان) ،وبالتالي يكون هذا الاجتماع مفيدا بشكل كبير للمحلية ولحكومة الولاية في تلمس قضايا الجماهير عن قرب.
ويكون عاديا أن كانت حكومة الولاية سنت سنة نقل الاجتماع في كل مرة إلى محلية من محلياتها ،وليس في الأمر عجب.
أما الذين يرون أن اجتماع حكومة نهر النيل في شندي أمر غير عادي في ظل الظروف التي تعيشها البلاد وقد يجيء تفسير افضل المحللين بأن الاجتماع في شندي جاء لكسر حالة( الروتين) التي تسوده في مقر الأمانة العامة للحكومة في الدامر ، بتغيير المكان وتجديدا لروح الاجتماع خاصة أن كان مرتبطا بأجندة متعلقة بالمحلية.
ويبدو أن قرار نقل إجتماع الحكومة من الدامر إلى شندي كان خطوة ذكية ويحمل في جوانبه عدة رسائل.
الرسالة الأولى أن محلية شندي تقع جنوب ولاية نهر النيل وهي تحد ولاية الخرطوم التي تدور فيها الحرب ،وتأثرت المحلية بنزوح سكان الخرطوم إليها ونجحت المحلية في حسن الاستقبال وترتيب الإيوا وتقديم الخدمات ،وتنظيم سبل كسب العيش بتنظيم أسواقها وتوسيع مواعينها لاستيعاب اكبر عدد من هؤلاء الوافدين ،وجاء هذا الاجتماع( تكريما)للمحلية وما قدمته من عمل يحق أن تقف عليه كل محليات الولاية بل كل محليات السودان بأكمله لأن العمل الذي قدمته محلية شندي هو في الأصل عمل حكومة( إتحادية )وليس عمل محلية محدودة الإمكانيات والموارد ،رغم ذلك قدمت شندي تجربة فريدة تستحق التوثيق ليس على المستوى الوطني بل على المستوى الدولي في منظمات الأمم المتحدة المعنية بمثل هذه القضايا،قدمت شندي عملا للاطفال وهذا عمل( اليونسيف) قدمت للتعليم والثقافة وهذا عمل (اليونسكو) قدمت عملا في إنتاجها وهذا عمل (الفاو)، وقدمت عمل منظمة الصحة العالمية، هذا فضلا على عمل الأمم المتحدة الأساسي في العمل الانساني وشؤون النازحين واللاجئين.
وكانت الرسالة الثانية لانعقاد هذا الاجتماع دعما لمحلية شندي التي قادت عملية الاستنفار لدعم المجهود الحربي وقدمت ارقما في إعداد وعدد المستنفرين كانت فخرا لولاية نهر النيل وهي تقدم فرسانها مهرا لحماية الوطن.
وجاء اجتماع حكومة نهر النيل في شندي عقب أحداث عاصمة الجزيرة ودمدني ودخول بعض عناصر مليشيا الدعم السريع إليها ومااحدثته وسائط التواصل من هلع وسط المواطنين في مدني أو بقية أنحاء السودان بأن المليشيا سوف تتجه إلى مدن أخرى مثل كوستي وسنار. القصارف وشندي.
وجاء هذا الاجتماع ليقدم رسالته الثالثة للشعب السوداني وللمليشيا ومن يقف وراءها أن شندي قادرة على صد اي هجوم أو عدوان عليها بل على كل شبر من أرض السودان بما أعدت من مستنفرين مقاتلين يقدمون أرواحهم رخيصة فداء للوطن.
وجاء هذا الاجتماع تقديرا وتعضيدا لشندي التي فتحت كل مشافيها التي أهلتها بمزيد من الكوادر والمعدات لاستقبال جرحى العمليات ليس في تضميد الجراح فقط بل بالتأهيل النفسي ودعم الروح المعنوية، بل وفتحت كل دورها الصحية لاستقبال كل مرضى مشافي ولاية الخرطوم.
أن اجتماع حكومة نهر النيل في شندي وما حمل من رسائل فلن يوفي شندي حقها لأنها تحملت عبء حكومة اتحادية بل عمل منظمات الأمم المتحدة الذي تنفذه بميزانيات كبيرة.
التحية لأهل شندي ولمديرها التنفيذي خالد عبد الغفار الشيخ وكبار وصغار مساعديه الذين نجحوا نجاحاكبيرا في أمر طاريء وضخم دون سابق إستعداد.
مشاركة الخبر علي :