
الهادي قرن يكتب: *رسالة عاجلة الي رئيس مجلس السيادة : القنصل العام بجدة الإقالة أو الاستقالة*
في الوقت الذي يتحرك فيه المجلس الاعلي للحج و العمرة لترتيبات حج 1447 هجرية ، يواجه المجلس الاعلي تحديًا إداريًا خطيرًا قد يهدد نجاح موسم حج 1447 هـ. الأزمة التي تفجرت مؤخرًا بين القنصلية العامة في جدة والمجلس الأعلى للحج والعمرة، لم تعد مجرد خلاف إداري داخلي، بل تحولت إلى قضية رأي عام ومطلب شعبي عاجل، يطالب القيادة العليا في البلاد بالتدخل الفوري والحاسم.
منذ سنوات، ظل المجلس الأعلى للحج والعمرة بقيادة الأستاذ سامي الرشيد يعمل على تطوير منظومة الحج السودانية، متجاوزًا تحديات لوجستية واقتصادية وإدارية معقدة. وقد تُوّجت هذه الجهود بزيادة عدد الحجاج السودانيين من 11 ألفًا إلى 23 ألف حاج، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث، يعكس قدرة المجلس على التخطيط والتنفيذ بكفاءة عالية.
لكن هذا المسار الإيجابي تعرض لهزة عنيفة مؤخرًا، بعد تدخل القنصل العام بجدة في قرار صادر عن أمين المجلس الأعلى للحج والعمرة، يقضي بنقل الملحق الإداري. هذا التدخل، الذي تجاوز حدود الصلاحيات الدبلورباك إداري كبير، وأثار تساؤلات حول دوافعه وأهدافه.
طبيعة التدخلات وتأثيرها
وفقًا للمصادر، فإن القنصل العام لم يكتفِ برفض تنفيذ قرار النقل، بل قام بحماية الملحق الإداري السابق، ورفع تقارير إلى رئيس الوزراء تتضمن معلومات وُصفت بأنها "مغلوطة"، بهدف إحداث فتنة داخل المنظومة وإضعاف قيادة المجلس الأعلى للحج والعمرة.
هذا السلوك، بحسب مراقبين، يمثل إخلالًا بمبدأ الفصل بين العمل الدبلوماسي والاختصاصات الإدارية للمؤسسات الوطنية، ويهدد بانهيار التنسيق الذي بُني على مدى سنوات بين الملحقية والمجلس.
أهمية الملحقية ودورها
الملحقية الإدارية للحج في جدة ليست مجرد مكتب تمثيلي، بل هي الذراع التنفيذية للمجلس الأعلى للحج والعمرة على أرض المملكة العربية السعودية. وهي المسؤولة عن التنسيق مع السلطات السعودية، وإدارة شؤون الحجاج، وضمان انسيابية الخدمات من السكن والنقل إلى الإعاشة والرعاية الصحية.
أي خلل في عمل الملحقية أو تدخل خارجي في قراراتها، ينعكس مباشرة على راحة وسلامة الحجاج، ويعرض موسم الحج بأكمله للفشل.
الإنجازات المهددة
منذ توليه قيادة المجلس، واجه سامي الرشيد تحديات جسيمة، من ارتفاع تكاليف الخدمات إلى تعقيدات الإجراءات، لكنه استطاع أن يعبر بالسودان إلى "بر الأمان" في مواسم الحج السابقة.
زيادة عدد الحجاج بنسبة تفوق 100% لم تكن مجرد رقم، بل كانت ثمرة تخطيط استراتيجي، وتوسيع في الحصص، وتحسين في الخدمات، ما جعل التجربة السودانية محل إشادة من جهات عدة.
اليوم، كل هذه الإنجازات مهددة بالضياع إذا لم يتم احتواء الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها.
المطلب الشعبي
الأصوات المطالبة بإقالة القنصل العام بجدة لم تعد مقتصرة على العاملين في قطاع الحج، بل امتدت لتشمل قطاعات واسعة من المواطنين، الذين يرون أن استمرار القنصل في منصبه يعني استمرار حالة الشلل الإداري، وربما فشل موسم الحج القادم.
المطلب واضح:
1. إقالة القنصل العام فورًا.
2. إعادة الملحقية الإدارية إلى تبعية المجلس الأعلى للحج والعمرة.
3. اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان نجاح موسم حج 1447 هـ.
الأبعاد السياسية والإدارية
الأزمة تكشف عن ثغرات في التنسيق بين المؤسسات الدبلوماسية والإدارية، وتطرح تساؤلات حول آليات الرقابة والمساءلة.
في الأنظمة الحديثة، يُفترض أن يلتزم كل طرف بحدود صلاحياته، وأن تُحل الخلافات عبر القنوات المؤسسية، لا عبر فرض الأمر الواقع أو تقديم معلومات غير دقيقة لصناع القرار.
نداء إلى القيادة العليا
إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، والفريق مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، والسيد رئيس مجلس الوزراء:
إن التدخل السريع والحاسم في هذه القضية ليس خيارًا، بل ضرورة وطنية. فالحج ليس مجرد موسم ديني، بل هو واجهة السودان أمام العالم الإسلامي، وأي إخفاق فيه ستكون له تداعيات على سمعة البلاد ومكانتها.
لقد قالت الصحافة كلمتها، وعبّر الشارع عن موقفه، ولم يبقَ إلا أن تتحرك القيادة لحماية ما تحقق من إنجازات، وضمان أن يظل الحج السوداني نموذجًا في التنظيم والخدمة.
اللهم إنا قد بلغنا، اللهم فاشهد.
مشاركة الخبر علي :