
*رسالة عاجلة الي نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار* *سامي الرشيد: قائدٌ من نور في دروب الحج والعمرة – بين الإنجاز والإعجاز فرض عين حمايته*

*كتب: الهادي قرن*
في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه التحديات، تبرز شخصيات نادرة تُشعّ كالفجر في عتمة الإدارة، وتُثبت أن القيادة ليست مجرد منصب، بل روحٌ تُلهم وتُنجز وتُعطي دون توقف. من بين هؤلاء، يسطع نجم سامي الرشيد أحمد، الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة في السودان، الذي بات يُنظر إليه كأحد أعمدة الإدارة الحديثة في البلاد، ورمزًا للحنكة والصلابة في مواجهة أصعب المهام وأكثرها تعقيدًا.
بدأت رحلة سامي الرشيد في إقليم النيل الأزرق، حيث تقلّد عددًا من المواقع الإدارية الحساسة، في بيئة تتطلب من القائد أن يكون أكثر من مجرد مدير. هناك، صقلت التجربة شخصيته، وبرزت فيه صفات القيادة الحقيقية التي لا تُكتسب من الكتب، بل تُولد من رحم الميدان. لم يكن مجرد موظف يؤدي واجباته، بل كان قائدًا يُعيد تعريف معنى المسؤولية، ويزرع الثقة في كل من حوله.
في وصفٍ بليغٍ للقيادة، قال الشيخ ود بدر لأحد مريديه:
"سهر وقهر، ويسند الظهر، ويفرش البرش، ويدي القرش، ويفرش البرش."
وهذه الكلمات، رغم بساطتها، تختزل فلسفة القيادة التي يجسدها سامي الرشيد بكل تفاصيلها. فهو لا ينام على راحة، ولا يتراجع أمام التحديات، يسند فريقه ويمنحهم القوة، يتواضع في الميدان، ويكرم من حوله بسخاءٍ نادر. هذه الصفات ليست مجرد شعارات، بل واقعٌ يعيشه كل من عمل معه أو تابع إنجازاته.
في موسم الحج، حيث تتقاطع الأرواح والقلوب من كل بقاع الأرض، تتطلب المهمة الإدارية دقةً لا تعرف الخطأ، وتخطيطًا لا يحتمل التردد. وهنا، برز سامي الرشيد كقائدٍ استثنائي، يقود بعثة الحج السودانية بكل اقتدار.
في واحدة من أعقد المهام اللوجستية، نجح في تصعيد أكثر من 11,500 حاج إلى مشعر منى في توقيتٍ مثالي، مع توفير كل الترتيبات الفنية والخدمية، من الإطعام إلى النقل، ومن السكن إلى الرعاية الصحية.
وقد نالت هذه الجهود إشادة واسعة من مجلس السيادة السوداني، الذي وصف أداء البعثة بأنه "نموذج يُحتذى به في التنظيم والانضباط".
ليست كل المعارك تُخاض في وضح النهار، فبعضها يُدبّر في الظلام، وتُنسج خيوطها في الخفاء. لكن سامي الرشيد، كما وصفته العرب، كالشجرة المثمرة التي تُرمى بالحجارة، لأنه يُنجز ويُبدع ويُغيّر.
ورغم العواصف التي مرت، ظل شامخًا كأبي الهول، لا تهزه الرياح، ولا تُثنيه المؤامرات. انتصر في معركة النواقل، وتفوق في ملف الإطعام، وأثبت أن القيادة ليست فقط في مواجهة الخصوم، بل في بناء الثقة، وتحقيق الإنجاز، وتجاوز العقبات.
ما يميز سامي الرشيد ليس فقط قدرته على إدارة الأزمات، بل امتلاكه لرؤية استراتيجية بعيدة المدى. فهو لا يكتفي بحل المشكلات الآنية، بل يضع خططًا مستقبلية تضمن استدامة النجاح.
في كل خطوة، يُراعي البُعد الإنساني، ويُعلي من قيمة الخدمة، ويُدرك أن الحج ليس مجرد رحلة، بل تجربة روحية يجب أن تُدار برحمةٍ وعقلٍ واحتراف.
💬 شهادات من الميدان
من عملوا معه، يصفونه بأنه "قائدٌ لا يعرف الكلل"، و"رجلٌ يُشعّ طاقةً إيجابية في كل اجتماع".
أحد أعضاء البعثة قال:
"سامي لا يُديرنا، بل يُلهمنا. يجعلنا نؤمن أن المستحيل ممكن، وأن الخدمة للحاج هي شرفٌ لا يُضاهى."
مع كل هذه الإنجازات، لا يزال سامي الرشيد يعمل بصمت، بعيدًا عن الأضواء، مؤمنًا بأن العمل هو أبلغ خطاب، وأن الإنجاز هو أصدق تكريم.
لكن السودان، الذي يحتاج إلى نماذج قيادية مثله، يجب أن يُكرّمه بما يليق بعطائه، وأن يُسلّط الضوء على تجربته، لتكون مصدر إلهام للأجيال القادمة.
في عالمٍ يزداد تعقيدًا، تظل القيادة الحقيقية هي تلك التي تُبنى على القيم، وتُترجم إلى أفعال. وسامي الرشيد، بما قدمه ويقدمه، يُثبت أن السودان يملك من الكفاءات ما يُدهش العالم، وأن الإدارة ليست مجرد علم، بل فنٌ ورسالةٌ وأمانة.
هو ليس فقط قائدًا إداريًا، بل حالةٌ سودانيةٌ فريدة، تُجسّد الإعجاز في الإنجاز، وتُعيد تعريف معنى القيادة في زمنٍ يحتاج إلى من يُضيء الطريق.
مشاركة الخبر علي :