بقلم/ مُسـلم مُرحـال - المُـحامــى
من المؤكد أنه قد خاب ظن من يعتقد ان إنسحابات الجيش من حاميات دارفور إنتصاراً للتمرد..
من المؤكد أن الجيش يعى تماماً حجم المؤامره محلياً وإقليمياً ودولياً من A to Z ابتداءاً....
ويعلم أيضا ان ما يحدث الآن هو (حلقه) من حلقات تلك المؤامره وهنالك الكثير لابد من إنجازِه للحيلوله دون إكتمال بقية حلقات تلك المؤامره خاصةً وان الحلقه الأولى والأهم (الإستيلاء على الحكم بالبلاد) قد فشلت...وما زالت الحرب سِجالاً....
من المؤكد أن الجيش الآن مُمسك بكامل خيوط اللعبة تماماً (وهذه الخيوط كثيره جداً فيها الطويل والقصير والسميك والرفيع)....
من المؤكد أن دار فور عصيه على المليشيا ومن يدعمونها داخلياً وخارجياً... وفى القريب العاجل ستصفُوا ليالى دار فور من بعد كُدرتِها وتعود كما كانت ...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
المتابع للأحداث ومنذ بدايات الأزمه فى السودان بشقيها السياسي والعسكري وبعد أن تعثرت عملية التوقيع النهائى على (الإتفاق الإطاري) وفق العمليه السياسيه التى كانت جاريه.... فكانت كل المؤشرات تذهب فى إتجاه (إندلاع القتال) او إلى ما نحن عليه الآن وما كان الإتفاق الإطاري وتوابعه إلا ذريعه أو وسيله لتأجيج الصراع لتنفيذ المؤامره والمخطط الخارجى...
كان من الخطه ان يستولى قائد قوات الدعم السريع على السلطه فى البلاد عبر إنقلاب تم التخطيط له داخلياً وخارجياً من أجل تثبيت (النظام الديمقراطى) فى البلاد على حد زعم قائد قوات الدعم السريع لحظة اندلاع الاحداث ، وكان من المقرر أن يعتمد الإنقلاب على عنصر المفاجاة و المباغتة بغرض إحداث صدمة للقوات المسلحة وذلك بتصفية قياداتها او إعتقالهم ولكن استبسال قوة (الحرس الرئاسى) حالت دون ذلك وأحدثت خسائر فادحه فى قوة المليشيا المُكلفه بالمهمه وقدمت أكثر من ثلاثين شهيداً من مختلف الرتب ولو لا هذه التضحيات لكانت الآن البلاد تحت حُكم (آل دقلو) وفعلياً يكون تنفيذ المخطط قد بدأ ... حيث كان من المقرر ان يكون قائد قوات الدعم السريع (حميدتى) رئيساً للبلاد وشقيقه عبد الرحيم نائباً للرئيس ووزيراً للدفاع....
كان من المخطط له كذلك ان يحصل الدعم السريع على دعم ومساعده من خارج البلاد من الامارات واثيوبيا وأفريقيا الوسطى والنيجر وتشاد وليبيا (حفتر) ويتضمن هذا الدعم عناصر قتاليه (مرتزقه) واسلحه ثقيله وخفيفه وصواريخ ارض جو متقدمه ودعم لوجستى متكامل من أجل إنجاح المخطط...
كان أيضا من المخطط أنه فى حال نجح الإنقلاب وإستلم (آل دقلو) السلطه أن يتضمن الخطاب الموجه للشعب إلتزام (حميدتى) بتنفيذ ما جاء بالإتفاق الإطارى على أن تعمل مجموعة الإتفاق الإطارى على توفير غطاء بواسطة المجتمع الدولى والإعتراف بالإنقلاب الذى جاء من (أجل الديمقراطيه) وتشكيل حكومة مدنية من القوى الموقعة على الإتفاق الإطارى ويتم الإعتراف بها دولياً ومن ثم يتم تقسيم وتوزيع الكيكه (السودان وهويته ومكتسباته وارثه وحضارته وثرواته وخيراته وإنسانه).....
🔹لكن كل المخطط تم إجهاضه بفضل الله وعونه وقوة وعزيمة القوات المسلحه السودانيه ومن خلفها الشعب السودانى الأبى حيث تم تدمير البنيه التحتيه العملياتيه للدعم السريع فى اليوم الأول والثاني والثالث لإندلاع القتال وتم تحييد وعزل القياده عن الميدان وكذلك الحيلوله دون الحصول على الإمداد العملياتى (ذخائر،وقود،تشوين) لقوات التمرد وتلقت المليشيا ضربات موجعه وما زالت... وبذلك فشلت خطة المليشيا للإستيلاء على السلطة عبر الحرب الخاطفه كما كان مخطط لها .. ومن ثم تقطعت أوصالها وأصبحت قوات بلا قياده (تحكُم وسيطره) وبلا هدف (الإستيلاء على الحُكم) وبالتالى أصبحت بلا (برنامج أو خطه) ونتج عن ذلك فوضى عارِمه (حرب عصابات وحرب شوارع) حيث اتخذت قوات المليشيا من الأحياء السكنيه ملاذات ومن المواطنين دروعاً بشريه وعاثت فى المواطنين سلباً ونهباً وإغتصاباً وقتلاً وتحول هدفها إلى حرب ضد المواطنين والبنيه التحتيه للبلاد ... كما وفقدت قوات الدعم السريع السند محلياً واقليمياً ودولياً لارتكابها إنتهاكات جسيمه وجرائم ضد الإنسانيه وبذلك أصبحت معركتهم الآن معركه بقاء على قيد الحياة بينما القوات المسلحه تعمل وفق إستراتيجيات وتكتيكات حربيه فى خوض المعركه وفق خُطط علي أعلي مستوي قد لا تبدو ظاهره العيان بالنسبه للمواطن العادي....
نتيجة لفشل المخطط فى الخرطوم وصمود وبسالة القوات المسلحة والقوات الخاصه وهيئه العمليات وأبو طيره فقد هرب قائد ثانى المليشيا (عبد الرحيم دقلو) بعد هلاك أخيه (حميدتى) إلى دار فور ونقل الحرب إليها....
من المؤكد أنه سوف يكون أول النادمين من نقل الحرب إلى دارفور هم ابناء وقبائل دار فور اللذين هللوا لدخول التمرد لديارهم وتحديداً أهل (الضعين) اللذين إحتفلوا بذلك وربما فات عليهم أنهم قد قاموا سابقاً بقطع كل صلاتهم الإجتماعية بالقبائل التى من حولهم لا سيما المعاليه و السلامات و الهبانية والفلاته غيرهم من قبائل بما يسمى الزرقه من فور ومساليت وزغاوه.... الخ...
المؤكد أن المحفز الوحيد في إستجابة أبناء درافور للانضمام للدعم السريع هو المشاركه والحصول على أسلحه قتاليه من سلاح الدعم السريع لمعركه مؤجله وقد حان وقتها الآن إضافة إلى أن الكثير من شباب القبائل الدارفورية انضموا للدعم السريع حتى لا يكون السلاح فقط في ايدى قبيلة الرزيقات والان كل القبائل تمتلك سلاح ...والحقيقه ان آل دقلو و ناظر الرزيقات لم يكن من ضمن خطتهم وتوقعاتهم ان تكون هناك حرب في مدينة (الضعين) ...كانو فقط يتوقعونها ويريدونها في الجنينة و نيالا و زالنجي و الفاشر أما (الضعين) فيريدونها آمنه ومستقره وأهلها مطمئنين وهم يستمتعون بما (غَنِمُوه) من سكان الخرطوم أو الجلابة أو الكيزان كما يقولون...
بات جلياً أن المليشيا ومن يعاونونها وكذلك الدول الداعمه لهم لقد قنعوا من أي انتصار في الخرطوم...وبذلك فإن اللحظه التي سيندم عليها أبناء دارفور عموماً و حملة السلاح خصوصاً هي لحظة إطلاق اول طلقه بالفاشر واندلاع القتال هناك ...حيث سيتم إبادة متبقي قادة التمرد بسلاحهم الذي عادو به لدارفور و سيُصفِي حملة سلاح التمرد تاراتهم القبلية فيما بينهم بسلاح (دقلو) و ستشهد دارفور حربا طاحنة تطال تاثيراتها أبناء دار فور والمرتزقه الغازين والمحايدين والناهبين والمغتصبين لحقوق الآخرين...
وعندها يتأكد للكل أن إنسحاب الجيش من كل الحاميات بدارفور هو هزيمة للتمرد وليس انتصاراً له وسيعلمون عاجلاً أم آجلاً ان الجيش أذكى مما يتخيلون وحتما سيجدون فى القريب العاجل ان الجيش أعاد الأمور إلى نصابها دون أن يطلق رصاصه واحده على أي من فرقاء الخراب و السلب والنهب والاغتصاب والدمار...
عاشت القـوات المسلحه السودانيه حاميةً للوطن
مشاركة الخبر علي :