
محمد التجاني عمر قش يكتب: فرية استخدام الجيش السوداني للسلاح الكيميائي
ينبني هذا المقال على ثلاث إفادات أولاها للبروفسور معتصم إبراهيم خليل الأستاذ الجامعي المعروف في الجامعات السودانية والسعودية والحاصل على عدة جوائز علمية مرموقة في مجال تخصصه في علم الكيمياء وله بحوث منشورة في مجلات علمية محكمة، ومؤلف للعديد من الكتب من بينها كتابه بعنوان " الكيمائيون- المتهم الأول" الذي صدر من دار جامعة الملك سعود بالرياض في عام2019 . ويتحدث البروفسور معتصم عن السلاح الكيميائي من حيث تعريفه وأنواعه وتأثيراته المختلفة. وهذا النوع من الأسلحة يعتمد على مواد سامة تستخدم لإيذاء أو قتل الإنسان، أو الحيوان، أو النبات، والكائنات الحية الأخرى بدلا من الرصاص أو المتفجرات.
يورد البروفسور معتصم أنواع وخواص مواد السلاح الكيميائي التي تشمل الغازات الضارة بالجهاز العصبي، وغازات مسببة للتقرحات، وغازات خانقة وأخرى ضارة بالدم. وهذه الغازات تشمل الكلورين والساينيد والخردل ومشتقاتها المتنوعة. وهذه المركبات والغازات ذات تأثير على البيئة قد يكون طويل المدى ويبقى في التربة والمباني لأسابيع وشهور؛ خاصة تأثير غاز الخردل . وأما التأثير على المياه الجوفية فنادر بيد أنه محتمل في المناطق المغلقة وقليلة التهوية. و لكن الأثر يبقى على الأرض لفترة زمنية مما يتسبب في مزيد من الضحايا. والأضرار الصحية للناجين الذين تعرضوا لهذه الغازات أو بالأحرى الأسلحة فتتمثل في الضرر المستدام للجهاز التنفسي والأمراض الجلدية والخلل في الجهاز العصبي وحتى الإصابة بالسرطان على المدى البعيد! ويضيف البروفسور معتصم أن تأثير بعض الغازات المستخدمة في السلاح الكيميائي يظل لساعات قليلة ثم يختفي تماما. كما أن خطر السلاح الكيميائي يعتمد على نوعية وثبات المادة المستخدمة والظروف البيئية المحيطة مثل درجة الحرارة، والرطوبة، وحالة الطقس، والتربة.
وقد راجت في الآونة فرية وزعم لا تسنده الوقائع بأن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيمائية في حربه ضد المليشيا المتمردة حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت عقوبات على الجيش السوداني بسبب هذه الفرية! ومن جانب آخر، يتحدث الدكتور على الحاج السياسي المعروف في فيديو منشور في وسائط التواصل الاجتماعي زاعما أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش السوداني مثل هذه الأسلحة حيث استخدمها من قبل في عام 2003 و2004 علاوة على استخدامها في الخرطوم خلال هذه الحرب الدائرة، وهذه لعمري مجرد فرية لا تعدو كونها مكايدة سياسية مكشوفة؛ لأن علي الحاج طالب بحل ما أسماه "بحكومة العسكر" التي تسعى لفرض حلول عسكرية فقط، وهذا اتهام باطل يؤكد أن علي الحاج إنما يعبر عن كيد سياسي ليس إلا!
وقد فند الدكتور عقيل سوار الدهب، اختصاصي الطب العدلي، كل هذه المزاعم والافتراءات في لقاء تلفزيوني أجري معه حيث أورد أنه لم تظهر أية علامات أو أعراض تدل على أن الجيش السوداني أستخدم أسلحة كيميائية في حربه ضد المليشيا؛ ولم تقم فرق أو جهة علمية بإجراء فحوصات تؤكد استخدام أي نوع من الأسلحة الكيميائية وبالتالي فإن هذا محض ادعاء أو كذبة لا تستند على أدلة علمية "والما بدورك بحدر ليك في الضلمة".
مشاركة الخبر علي :