
محمد التجاني عمر قش يكتب: من الفاشر إلى الدوحة... المعتدي واحد!
الكيان الصهيوني، هذا النبت السرطاني، لا ينفك ينهش في جسد الأمة العربية، سعيا منه لإقامة دولة يهودية تمتد حدودها من النيل إلى الفرات، فلا غرو أن شن غارة جوية على دوحة العرب العاصمة القطرية، في وضح النهار، ضد قيادات حماس، وبمباركة من راعي الصهيونية في العالم، أمريكا التي تدعي أن لها علاقات مميزة مع بعض الدول العربية، ولكنها في ذات الوقت توفر كل الدعم العسكري والتقني وللوجستي للكيان الصهيوني ليمارس العربدة والغطرسة والبلطجة ضد الدول العربية، وتبتز العرب بحجة أنها توفر لهم الحماية وتلك لعمري فرية لا يصدقها عاقل!
ومهما كانت المبررات التي قدما الكيان الصهيوني وداعموه إلا أن الضربة التي وجهت للدوحة تعد تعدياً سافرا على دولة ذات سيادة، وهذا فعل مجرم بموجب القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ولكن إسرائيل كونها دولة مارقة عن القانون لا تحترم موثقا ولا علاقات دبلوماسية، بل تمارس العدوان على كل من هو عربي في كافة رقعة العالم العربي، سيما وأن جامعة الدول العربية قد نسيت حتى كلماتها وعباراتها المكررة من قبيل "نشجب وندين ونستنكر" ناهيك عن السعي لاتخاذ موقف موحد وصارم ضد هذا العدوان الغاشم، ولذلك خلا الجو لبني صهيون ليعوثوا فسادا في العالم العربي ويدمروا ويقتلوا الأطفال والنساء وكبار السن بلا مراعاة لحرمة الدم الإنساني ولا خوف من أية جهة كانت.
وما حدث في الدوحة من هجوم منكر لا ينفك عما يدور في السودان من عدوان دولي سافر ضد الشعب السوداني، ففي كلا الحالتين فإن إسرائيل هي المحرك الرئيس لما يجري من أحداث دامية في الساحة العربية من لبنان إلى ليبيا والسودان، عبر وكيلها العربي، وكلب صيدها أو مخلب قطها، دويلة الشر التي انتدبت نفسها للقيام بكل ما تطلبه الدولة العبرية من تخريب وعدوان ضد الشعوب العربية، فهنالك إشارات واضحة تفيد بأنها قد فتحت مجالها الجوي للطيران الحربي اليهودي ليضرب جارتها قطر، بعد أن نسيت كل ما يربط بين الدولتين الجارتين من وشائج القربى وعضوية المنظمات الإقليمية الي تجمع بينهما!
وتفيد كثير من التقارير الدولية بأن إسرائيل تقف وراء حرب المليشيا في السودان عبر وكيلها الذي وضعت له خططا مشابهة تمام لما قامات به قوات الهاقانا في بناء الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، فها هي قوات آل دقلو المدعومة من إسرائيل ودويلة الشر وغيرها من الدول تمارس ذات الأفعال التي مارستها الهاقانا من تقتيل وتشريد وإخلاء المناطق من أهلها قسرا باستخدام السلاح والعنف المفرط . ليس هذا فسحب، بل طبقت دويلة الشر، نفس السيناريو الذي حدث في لبيبا بقيادة عميلها حفتر وها هي تسعى لإيجاد كيان موازي للحكومة السودانية بدعمها لهذا المسخ المشوه الذي يسمى حكومة "التأسيس"، وهي بذلك إنما تريد تفكيك الدول العربية وإضعافها.
ما حدث في الدوحة ظل يتكرر ضد فاشر السلطان، شنب الأسد، منذ بدء هذه الحرب الغاشمة، ولكن بفضل الله وثبات قواتنا المسلحة والقوات المشتركة وبصبر أهل الفاشر تحطمت كل محاولات بني صهيون ودويلة الشر على جدار الثبات والعزة والكرامة في الفاشر، وفقدوا كبار قادتهم وهم يحاولون إسقاط أو اقتحام هذه المدينة الصامدة. وفي نيالا البحير، بذلت دويلة الشر كل مساعيها اليائسة لتثبيت أقدام عملائها الخونة، ولكن قواتنا الجوية الجسورة ظلت تلقنهم الدروس القاسية كلما أشرقت أو غابت الشمس.
إن الاعتداء على أي من الدوحة والفاشر هو اعتداء على الأخرى، ونحن نقف مع أخوتنا القطريين في خندق واحد، ولن ننسى دعمهم السخي للسودان تحت كل الظروف، سيما وأن المعتدي واحد. وستظل الدوحة هي دوحة العرب يتفيؤون ظلالها كلما أدلهمت عليهم الخطوب أو حزبهم أمر أو فاجعة، وهذا الهجوم الغاشم لن يزيد الموقف القطري تجاه الشعوب العربية إلا صلابة وإصراراً. وغدا تتنفس مدينة المحمل، الفاشر، الصعداء وسوف تمتد لها أيادي قطر بالبناء والتعمير.
مشاركة الخبر علي :