
د.سعاد فقيري تكتب: الإنسان السوداني بين التحدي والحلم
المقدمة:
السودان بلد غني بالموارد الطبيعية، يمتلك نيلين عظيمين، وأراضي زراعية شاسعة، ومعادن نادرة، ومغتربين منتشرون في أصقاع الأرض، إضافة إلى إرث حضاري يمتد لآلاف السنين.
ومع ذلك، يعاني شعبه من الفقر، وتنهار فيه الخدمات، وتتعطل فيه المشاريع.
لا يكمن في الموارد بل في الإنسان
السوداني ذاته: هو التحدي
الأكبر.
أولًا: تشخيص الواقع
التحديات السلوكية والاجتماعية
انتشار الكسل المقنّع والاتكالية المزمنة.
تقديس الرموز والشخصيات على حساب القيم.
التحديات المؤسسية:
ضعف الإدارة والتخطيط الاستراتيجي.
سيطرة المركزية والروتين على مؤسسات الدولة.
غياب الشفافية وتفشي المحسوبية.
التحديات القيمية:
ضعف ثقافة النزاهة والانتماء الوطني.
غياب وعي حقيقي بالمواطنة.
هيمنة الولاءات الجهوية والقبلية على حساب الولاء للوطن.
ثانيًا:
الرؤية الاستراتيجية لإعادة بناء الإنسان السوداني
الرؤية:
إنسان سوداني حر، واعٍ، منتج، قادر على بناء وطنه والمنافسة عالميًا.
الرسالة:
الاستثمار في الإنسان قبل البنية التحتية، عبر منظومة متكاملة للتعليم، القيم، التدريب، والعمل، لتحقيق تنمية مستدامة.
الهدف العام:
إعادة تشكيل الشخصية السودانية بما يعزز النزاهة، الإنتاجية، والمسؤولية.
ثالثًا: الأهداف الاستراتيجية
1. تطوير التعليم وربطه بسوق العمل.
2. غرس قيم المواطنة والنزاهة والانضباط.
3. تمكين الشباب والمرأة كشركاء في النهضة.
4. تعزيز الاقتصاد الإنتاجي وريادة الأعمال.
5. إصلاح مؤسسات الدولة على أساس الشفافية والكفاءة.
رابعًا: محاور الخطة الاستراتيجية
1- المحور التعليمي
تحديث المناهج بما يعزز التفكير النقدي والإبداع.
إدخال التعليم الفني والتقني لاستيعاب الفاقد التربوي.
تدريب المعلمين على أساليب حديثة.
2- المحور القيمي والثقافي
إطلاق حملات وطنية لترسيخ النزاهة والانتماء.
إدماج قيم العمل والإنتاج في المناهج والأنشطة المدرسية.
تفعيل دور الإعلام في بناء وعي وطني جامع.
3- المحور الاقتصادي
إنشاء صناديق لدعم المشاريع الصغيرة للشباب.
تحفيز الابتكار وريادة الأعمال.
ربط المغتربين بالمشاريع الوطنية والاستفادة من خبراتهم.
4- المحور المؤسسي
إصلاح الخدمة المدنية ومحاربة المحسوبية.
اعتماد سياسات شفافة للتوظيف والإدارة.
تعزيز اللامركزية وتمكين المحليات.
خامسًا: آليات التنفيذ
إطار زمني:
خطة على ثلاث مراحل (قصيرة – متوسطة – طويلة الأمد).
شراكات:
بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والسودانيين بالخارج.
مؤشرات قياس:
مستوى الإنتاجية، نسب البطالة، جودة التعليم، درجة الثقة في المؤسسات.
الخاتمة:
إن معركة السودان الحقيقية ليست فقط في بناء الطرق والمطارات، بل في بناء الإنسان السوداني ذاته. فكل مشروع سيظل هشًّا إن لم يُزرع فيه الضمير قبل الحجر.
السودان لا ينقصه الذهب ولا النيل، بل ينقصه إنسان له وطنية صادقة وحبا لترابه.
مشاركة الخبر علي :