
الدكتور/ أحمد التجاني محمد يكتب ،، لا أمل في حكومة الأمل مع وزير يخطب من الموبايل !!
*تفاعل الناس كثيرا ، بالدكتور/ كامل إدريس وحكومته التي اطلق عليها اسم حكومة الأمل ، غير أن الواقع المعيش اثبت خلاف ذالك ، فقدت الامال، وتبخرت الأحلام ، في نيل المرام ، والكل بات " غضبان اسفا " عن الحالة المأساوية ، وتردي الأوضاع الاقتصادية ، وتعسر سبل المعيش الكريم عقب تعين رئيس الوزراء ، " الكامل " ، الذي أصبح إسما علي " النقيض " في أرحج الأقوال ، ولم يعد سرا ان " كاملا" بات مبعثا " للتشاؤم ، وليس التفاؤل " نتيجة لإستفحال الازمة، وإنهيار العملة بصورة لم تسبق لها مثيل ، وعجزت حكومته عن تحقيق وعودها في الريع الاول من العام ، ولم يجري تقيم وتقويم لاداء الوزراء وحكومته التي تترنج يمينا وشمالا، رغم الوعد الذي قطعه علي الشعب ، بأن وزير لم يحقق إنجازات ملموسة خلال ثلاثة أشهر سوف يتم عزله !!*
*رئيس الوزراء القادم من " سويسرا " دغدغ المشاعر باطروحاته ونظرياته السودان 2025م تقويم المسار وحلم المستقبل ، وهو أول من كفر بهذه النظريات المرسلة وابتدع التعامل غير المؤسسي في إدارة دولاب الدولة !*
*حكومته الأمل خلقت أزمات متوالية ، زاد من حجم المعاناة ، والإرهاق الذي اعيا جسد الشعب المتلظي بنيران الحرب ، والنزوح واللجو والمرض ، والجوع ، وانعدام ادني مقومات الحياة*
*حكومة الأمل لم تحرز أي تقدم في الواقع ، وبات الوعد " المخلوف " سيد الموقف ، وجأر وزير الصحة بالشكوي ، لعجز حكومته عن توفير تسع وثلاثين مليون دولار لمكافحة حمي الضنك المنتشرة في سبعة عشر ولاية*
*رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس لا يعرف أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، في عدد من الدول الإسلامية هي وزارة سيادية ، للمكانة العلمية لشغالي هذه الوظيفة المحصورة في الفقهاء المتمتعين بعلوم الشرع ، والخطابة، والبيان " والسحر " بالمعنى اللغوي الذي يفصح عن القدرة الفائقة على التأثير في الآخرين بالعلم و الفصاحة وقوة اللغة وجمالياتها ، كما ورد في الحديث الشريف " إنّ من البيان لسحراً "، لأنها تُحدث تأثيرا قويا وعميقا في النفس والعقل.*
*حكومة الأمل قدمت لاهل السودان وزير شؤون دينية ليس من أهل التخصص بالمجال ، بدليل سقوطه امام إختبار حقيقي في أول واخر خطبة جمعة له منذ تعينه ، وسقط في منبر الخطابة سقوطا مدويا وعجر عجزا واضحا، من ارتجال خطية جامعة مانعة مؤثرة ، يستميل فيها المصلين ، للأهداف العليا والتاصيل لجرائم مليشيا الدعم السريع الإرهابية، واستعاض عن ذالك برسالة قراءها من الموبايل ، كاول سابقة وزير شؤون دينية يخطب من الموبايل !!*
*رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس في نظرياته تقويم المسار وحلم المستقبل ، أغفل جانب الروح والتزكية ، وفات عليه أن الخطابة من أهم أصول وأركان شاغل وظيفة وزير الشؤون الدينية، وجاء في بيان ذالك ( ان من الشجر شجرة لا تسقط ورقها ) " أي الخطابة " وخطبة الفقيه يفصح عن مكانة الشعب واهتمامها بالعلم الشرعي !!*
*حكومة الأمل قدمت للشعب السوداني وزير شؤون دينية عاجز عن المهام الموكلة إليه، وسوف يقف غدا حائرا امام جهابذة العلماء في مؤتمر الأوقاف بالمملكة العربية السعودية ، او ملتقى وزراء الأوقاف التي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية ، بالتعاون مع الأزهر الشريف ، او الدروس الحسينية التي تنظها وزارة الأوقاف المغربية بالتعاون مع الديوان الملكي ، ليقدم كلمة قوية يمثل الشعب السوداني في هذا المحفل العظيم ، كلمة تليق بعظمة الامة السودانية ، ولا أدري كيف يتصرف وزير الشؤون الدينية حينها ، اايقرأ من الموبايل ، ام يكلف شخصا نيابة عنه لانه سوف يجد نفسه في مقام علماء عظام متمكنين في العلوم الشرعية ، و اللغة العربية ، وأصحاب مهارات وقاموس واسع من المفردات، وقدرات عالية على صياغة الكلمات ، وارتجال الخطب بشكل جذاب ومؤثر !!*
*حكومة الأمل خطيبت الامال ، حين قدمت المحاصصة علي الكفاءة ، ولم تقدم العلم والمعرفة ، والثقافة وإتقان علوم القرآن والحديث ، والفقه والتاريخ الإسلامي، ليكون وزيرها مقنعا ومؤثرا بكلماته الدالة علي ذالك ، ممثلا للشعب السوداني في المحافل العلمية الدولية !*
*ان المراهنة علي خطب الموبايل رهان "خاسر " ، لان شاغل المنصب يمثل حضارة وثقافة الشعب السوداني باسرها وليست حركة مختزلة !!*
*وليعلم رئيس الوزراء أن خطب الموبايل ، لا تحقق غاية ، لأنها ضعيفة التأثير وغير قادرة على الوصول إلى قلوب وعقول الجمهور، العلم الحقيقي يعتمد على الأدلة الدامغة والبراهين وقوة الطرح ، والتجارب غير القابلة للانكار ، فضلا عن الأدلة العلمية الموثوقة المستمدة من العلم الشريف بالتلقي ، ولا يمتلك العلم الزائف خصائص العلم الحقيقي، لأنه علم سطحي يعتمد على تفسيرات فطيرة واطروحات بالية ، ونصوص غير مدعمة بأقوال المفسرين ، ومدارس المتكلمين والفقهاء والمحدثين لتكون أدلة صلبة للإقناع والإستمالة !*
*جاء في التاريخ الإسلامي أن الخلفاء العباسيين والأمويين عندما انصرفوا عن العلم الشرع الذي كان اساسيا في تولي الإمامة والإمارة ، وأشغلوا بالدنيا ومتاعها ، اتخذوا " الموالي " ككتاب ووكلاء لنقل العلم ، والوثائق والمكاتبات من عاصمة الخلافة للأمصار ، ومن مهامهم ايضا جلب العلماء من مناطق اخري ، وتسهيل امورهم في التدريس والتأليف، وفي حقبة من الحقب اصبح " " الموالي " سفراء للخلفاء يبلغون العلم للناس نيابة عن الخلفاء ، سأكتفي بهذا القدر لان الحديث عن الموالي واصنافهم وطبقاتهم في العلم يطول*
*خلاصة الأمر اذا تعسر وزير الشؤون الدينية من إلقاء الخطب المنبرية والكلمات الجماهيرية والحديث امام المنابر والمحافل الدولية ، هل سنشهد حقبة متحديث يتحدثون باسم وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأستاذ بشير هارون مثلا كما حدث في الدولة الاسلامية !!*
*حكومة الأمل لا تعرف كيف تدار الوزارات والمؤسسات ، بل خلقت الصراعات ، وسمحت لقنصل جدة السفير كمال علي عثمان ليمارس دور الوزير بتوجيهات مباشرة من رئيس لوزراء ، يعني رئيس الوزراء نفسه من فتح باب العلاقة الشخصية في إدارة المصالح القومية ، ورغم سيولة المعلومات حول القضية التي اصبحت محل رأي عام لم يخرج وزير الشؤون الدينية ، ليدرأ عن وجهة ، ولا عن وجه حكومة الأمل السهام ، بل دخل في وادي الصمت ، مقابل دفاعات هنا وهناك من قنصل جدة ، الذي دافع عن نفسه ، واعتبر أن مصدر الفتنة هو وزير الشؤون الدينية حين اراد تكليفه بمهام الأمين العام للحج والعمرة، فاعتذر له عن ذالك ، ويبق تدثر الوزير امرا محيرا لدرجة جعل البعض يظنون أن وزارة الشؤون الدينية لم يعين لها وزيرا مع استمرار حالة الصمت والتخبط ، وظهور إتلاف قبلي وجهوي يقوده ملحق الحج والعمرة وشقيق الوزير ، لخلق واقع جديد يتماشي مع طموحاتهم الشخصية ، ويكون لهم المنة والفضل في الخلف القادم الذي يجري تفصيله علي مقاسهم ليسهل تسيره وتحريكه بالطريقة التي يشاءون ، قدمت هذه الشرذمة مساومة للمدير الأسبق الذي كان هو سببا في اقالته ابان توليه مكتب مفرح ، ولم يجد حرجا في طرق بابه لاعادته للخدمة مجددا ليمرر عبره أجندته الرخيصة في ظل غياب تام لوزير الشؤون الدينية والأوقاف عن مركز الفعل حتي عن خطبة الموبايل !!*
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
*🌏شبكة المحيط الاعلامية*
*اضواء البيان نيوز*
*د. احمد التجاني محمد*
*رئيس التحرير*
*الأربعاء/24/سبتمبر/2025م*
*الموافق/2/رييع الثاني/1447ه*
مشاركة الخبر علي :