
د.سعاد فقيري تكتب: أزمة التعليم السوداني بمصر: صراع صلاحيات وضياع مستقبل الطلاب
أولاً: تشخيص الواقع الراهن
المشهد التعليمي للسودانيين في مصر يعاني من فوضى إدارية وتشويش في الصلاحيات، ما انعكس في:
1. تضارب القرارات بين المستشارية الثقافية (الجهة الدبلوماسية الرسمية) ومدرسة الصداقة (الذراع التنفيذي ).
2. إرباك وتأخير خطير هدد سير العملية التعليمية وزاد قلق أولياء الأمور والطلاب.
3. أضرار مباشرة مادية ومعنوية لحقت بالمدارس الملتزمة وغير الملتزمة بسبب غياب آليات واضحة.
ثانياً: أسئلة حادة تحتاج إلى إجابة فورية
1. لماذا تأخر المستشار الثقافي في حسم موقفه رغم وضوح الأزمة منذ البداية؟
2. ما معنى أن تُفوَّض مدرسة الصداقة ثم يُسحب منها الملف فجأة؟ وهل كانت هناك تجاوزات لم يُكشف عنها للرأي العام؟
3. من المسؤول عن تشويه صورة المدارس الأخرى؟ ولماذا لم تُصحح الأخطاء بعد إعلان المستشارية مسؤوليتها المباشرة؟
4. كيف يُصرّح مدير مدرسة الصداقة بامتلاك الصلاحيات بينما المستشارية تقول العكس؟ وأين الحقيقة؟
5. ما هو مصير العقوبات السابقة على المدارس والمراكز؟ هل تُلغى أم تُطبّق من جديد تحت إشراف آخر؟
6. كيف ستستجيب المستشارية لضغط أولياء الأمور الراغبين في فتح المدارس أو كورسات تقوية عاجلة؟
7. متى ستُعلن القائمة الأولية للمدارس المعتمدة حتى لا يضيع العام الدراسي؟
8. هل تملك المستشارية خطة مستقبلية واضحة، أم أننا بصدد جولة جديدة من التجريب والتراجع عن السياسات كما حدث مع الكتاب المدرسي ونظام (IP Schools)؟
ثالثاً: خارطة الحلول المقترحة
1. خطوات عاجلة (الطوارئ)
بيان رسمي فوري: يوضح الحقائق كاملة، وينهي التفويض السابق لمدرسة الصداقة.
قائمة أولية بالمدارس المعتمدة: حتى لو مؤقتة، لإعادة الثقة وتنظيم الساحة التعليمية.
خطة إسعافية للعام الدراسي: تشمل الكورسات، التسجيل، وضمان عدم ضياع وقت الطلاب.
2. خطوات متوسطة الأجل
تشكيل لجنة عليا مشتركة: تضم المستشارية، وزارة التربية السودانية، المجلس الأعلى للجالية، وخبراء تربويين.
اعتماد معايير شفافة: تراعي لوائح وزارة التربية السودانية وظروف التعليم في مصر.
حوار مباشر مع المجتمع: جلسات استماع للمدارس، المعلمين، وأولياء الأمور، لضمان إشراك الجميع في الحل.
3. خطوات استراتيجية عليا
مخاطبة مجلس الوزراء السوداني: باعتبار أن القضية تخص 840 مدرسة ومركزاً، وتمس سيادة الدولة في ملف التعليم.
تمويل وإصلاح جذري: عبر تنسيق وزارة الخارجية مع وزارة التربية والتعليم السودانية لإطلاق مبادرات جديدة ومستقرة.
ختاماً:
الوضع الحالي ناقوس خطر: فوضى القرارات تهدد مستقبل آلاف الطلاب.
المستشارية الثقافية أمام اختبار تاريخي: إما أن تتحرك الآن بخطة واضحة وشجاعة، أو أن تترك المجتمع السوداني في مصر رهينة للتجريب والفوضى.
السؤال الأهم:
هل نحن أمام بداية إصلاح حقيقي يعيد الاعتبار للعملية التعليمية؟
أم أننا بصدد تكرار دائرة الارتجال والتراجع التي أرهقت الجالية السودانية بمصر.
مشاركة الخبر علي :