
محمد التجاني عمر قش يكتب: وزير الخارجية المصري مرحبا بك ولكن...
استقبلت بورتسودان أمس السفير بدر عبد العاطي وزير خارجية مصر الذي حمل رسالة من الرئيس السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يدعوه فيها لحضور افتتاح المتحف المصري! والدعوة تبدو في ظاهرها ثقافية تأتي في إطار التواصل المستمر بين البلدين الشقيقين ولكن ما نخشاه في واقع الأمر هو أن تكون الدعوة تمويها أو بلغة أخرى كمينا دبلوماسيا لجمع الفريق البرهان مع قادة بعض الدول التي تدعم المليشيا في حربها ضد الشعب والجيش السوداني؛ ولذلك يتوجس كثير من المراقبين من مثل هذه الدعوات التي ربما تمثل نفاجا للضغط على السودان حتى يقبل بأجندة الرباعية أو بمطالب الدويلة أياها لوقف إطلاق النار والدخول في هدنة إنسانية مزعومة تتيح للمليشيا إلتقاط أنفاسها بعد الهزائم الساحقة المتتالية التي منيت بها على يد القوات المسلحة؛ ولذلك فإن مثل هذه اللقاءات والدعوات يجب التعامل معها بحذر شديد حتى لا يستفيد منها التمرد والخونة ويدخلوا مزيدا من العتاد العسكري والمرتزقة.
نحن لدينا مصالح مشتركة مع شمال الوادي ولكن لدينا أمن قومي تعرض لامتحان عسير جراء اعتداء غاشم استخدمت فيه كلاب صيد محلية بدعم إقليمي ودولي لم يعد خافيا على ذي لب، ولهذا فإن قيادة الدولة مطالبة بتوخي الحذر والتفكير بشكل يراعي مصالح البلاد وأمنها القومي ويضع في الاعتبار موقف الشعب السوداني الذي يرفض أي رضوخ أو تنازل مقابل وعود كذوبة تبذلها بعض دول الجوار بطريقة ناعمة مغلفة بمثل هذه الدعوات.
الشعب السوداني الآن يقف مع جيشه في خندق واحد دفاعا عن الأرض والعرض والنفوس حتى النصر المؤزر أو الشهادة حيث أن الوطن لم يعد يسع معايشة من قتلوا الأبرياء واغتصبوا الحرائر واخرجوا الناس من بيوتهم تحت تهديد السلاح والعنف المفرط واستغلال ظروف الضعفاء والعزل من المواطنين.
نحن نرحب بكل خطوة إيجابية تقوم بها الشقيقة مصر شريطة ألا يكون خلف تلك الخطوة طرف ثالث له أطماع في مواردنا وسواحلنا إذ باتت تالك الأطماع مكشوفة للجميع سيما وأن الشعب السوداني قد أصبح مدركا لما يحاك ضده من قبل دول ساهم في تأسيسها وبنائها وكنا نعدها صديقة تحفظ للسودان الجميل ولكنها رهنت إرادتها للحركة الصهيونية وطفقت تسعى لتحقيق مخططاتها ضد مصلحة الشعب السوداني وهذا ما يأباه كل سوداني وطني غيور.
مرة أخرى نرحب بزيارة رئيس الدبلوماسية المصرية ولكننا نذكر قادتنا أولا وزوارنا ثانيا بأن للسودان مصالح وطنية وأمن قومي لن نفرط فيها بعد هذه التجربة المريرة التي تعرضت لها بلادنا على يد المليشيا والدول الداعمة لها. وعلى القيادة المصرية أن تفهم وتدرك أن الشعب السوداني وقواته المسلحة بمختلف تشكيلاتها ومسمياتها لديهم الآن هم واحد هو القضاء التام على المليشيا وإعمار ما دمرته الحرب ومن يريد مد يد العون في هذا المجال مرحبا به وإلا دعونا وشأننا.
مشاركة الخبر علي :