
*غنّي يا ود طه.. وزيل هموم الجيل*

*غنّي يا ود طه.. كما كنت تفعل في ليالي العيلفون، حين كانت الساحة تمتلئ بالفرح، وتنتعش الأرواح مع صوتك المرِهف، ذاك الصوت الذي حمل إلينا شاعرها الجاغريو في الأمسيات والأعراس كانت الأغنية حينها وعدًا بالبهجة ورسالة أمل، تُسجَّل في دفاتر الذاكرة:*
*غنّي يا ود طه.. زيل هموم الجيل، يا محمد سجّل عندك التسجيل.*
*أما اليوم، في هذا الزمن التعيس، زمن الحرب والتهجير والنزوح، تعود تلك الأغنية لتطرح سؤالها الكبير: أيُّ جيل سيُمحى همّه؟ وأي مغنٍّ سيحمل على عاتقه هذا الحزن الثقيل؟*
*رحم الله العم محمد طه، الرجل الأنيق العفيف، مؤديًا مهذبًا وصاحب قلب كبير، وبيتٍ أكبر. بيته العامر في حي الشروق كان مأوى للفرح والأتراح، ملاذًا آمنًا لأهل العيلفون وزوّارها. بيتٌ شهد على الكرم والأنس، قبل أن تطأه أقدام الغزاة، فتحيله إلى أطلال باهتة تشهد على زمن جميل مضى.*
*غنّي يا ود طه.. وزيل هموم جيل بأكمله.*
*لكن، من يزيل هموم هذا الجيل الممزق اليوم؟ من يرمم البيوت، ومن يعيد للروح صوتها؟*
*بقلم/ مبارك صباحي*
مشاركة الخبر علي :