Author Image
أضواء البيان

23 -12- 2023

بقلم/ د. عصام بطران* 

- سطر يراع الاستاذ الصحفي ابشر الماحي الصائم مقال بعنوان: (فلعمري هذا من اسباب النصر) تناول فيه التسامح الاجتماعي لمجتمع الشمال ونهر النيل على وجه الخصوص قائلا: ( تصوروا ان شقيق المتمرد عثمان عمليات  يمارس عمله ويعيش حياته الطبيعية بمدينة الدامر عاصمة موظفا بمؤسسات (دولة الجبلابة) ومعقل (ابناء الشريت النيلي)، وواحدة من أعرق قلاع دولة ٥٦ !!) او كما يدعي دعاة التهميش ..
- اذكر من باب الذكرى ليس شقيق عثمان عمليات وحده ولكن التاريخ القريب مليء بمثل هذه النماذج ..
- قبله ابنة المتمرد مالك عقار ضابطة الشرطة التي شهد في عقد قرانها المتعافي والي الخرطوم وقيادات الدولة حين كان والدها على دفة التمرد يقاتل الدولة وشعبها والجلابة .. 
- وقبله اخوان واخوات المتمرد الاخرس ياسر عرمان وسكنهم بالدروشاب معززين وفي الحصاحيصا ونهر النيل مكرمين معززين بينما ياسر عرمان في عمالته ونجاسة فعله .. 
- وقبله منزل الدكتور جون قرنق ديمابيور بالحاج يوسف ظل مفتوحا لاهله وهو متمرد على الدولة ولم يهدم او ينهب او تغتصب نسائه ..
- وقبلهم المتمرد فاولينو ماتيب واسرته ... وقبلهم وليس اخرهم الدكتور خليل ابراهيم واسرته المقيمة بامدرمان وبناته واولاده يدرسون بالجامعات .. 
- وكذلك دكتور على الحاج معارضا بالمانيا واحتفالات زواج انجاله مبعث فرح وحضور من قيادات الدولة .. 
- كثيرون هم من يؤيدون الفعل ولم ينالوا من العقاب جانبا لاهم ولا اسرهم الذين اختاروا الشمال امنا واستقرارا وتسامحا .. 
- ثقافة الشمال تختلف ، لم يحمل اهله حقدا او عداءا على احد حتى مع اعدائهم ، اووهم وحفظوا انفسهم واموالهم واعراضهم ، لم يعاقبوا بما اقترفه ابنائهم من حمل السلاح ضد الدولة وقتل ابناء الشمال في مذابح واو وجوبا وتوريت والاعتداءات المتكررة عليهم بمدن الجنوب . 
- هجمة شرسة وحقد دفين على الشمال وابناءه البررة ، كانما الوطن السودان للجميع ومقطعياتهم وحواكيرهم حكرا عليهم ، وهذا لعمري من علامات النصر الحقيقي .. لذلك نقول: (الشمال غير) ، غير لانه لم يشهد حرب بين ابناءه ومكوناته الاجتماعية ، غير لانه لايقتل الاخ جاره في (بهيمة) ولا تلف زرع ، غير لان قيمة اهله العليا التسامح ، كان كذلك وسيبقى على ذلك هدا ونبراسا للمجتمعات الامنة ..

   

مشاركة الخبر علي :