
حديث الساعة إلهام سالم منصور تكتب: البرهان.صمام امان السودان

الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ليس مجرد قائد عسكري أو مسؤول سياسي في مرحلة حرجة من تاريخ السودان، بل هو حالة وطنية فريدة، ورمز حيّ لقوة الإرادة حين تتجسد في الإنسان.
هو ليس نهرًا يُروى، ولا جدولًا يُحد، بل هو بحرٌ عميق لا شاطئ له إلا الرجالة، ولا قرار فيه إلا الفراسة والشجاعة.
حين تنظر إلى ملامحه، تجد فيها قسمات المقاتل الذي لم تُرهقه المعارك، ولم تُثنِ عزيمته الضربات. وحين يتحدث، تسمع في صوته صدى السودان كله؛ تسمعه يتكلم لا بلسانه فقط، بل بلسان الجندي، والمزارع، والمرأة النازحة، والطفل الحالم بوطن آمن.
البرهان، في كل ظهور، لا يأتي ليتكلم عن نفسه، بل ليُمثل صوت جيش كامل اختار أن يكون الساتر الأمين للوطن، وصوت شعب لم يساوم على كرامته، رغم الجراح العميقة التي خلّفتها الحرب.
لقد أنزل الله على هذا القائد من الصبر والثبات، ما جعله يمشي على الرماد دون أن يحترق، ويقف على الحافة دون أن يهتز. كأن ملاكًا من السماء قد نزل عليه، وانتزع الخوف من قلبه، ووضع مكانه فراسة ورجولة، وبأسًا لا ينكسر.
هو لا يحتاج إلى دروع تحميه، فإيمانه بالقضية هو درعه. ولا يطلب وسامًا، لأن الشعب وحده هو الوسام الذي يتوشح به كل صباح.
أما جيشه، فحدّث ولا حرج... جيش البرهان هو صورة مكثفة من روح السودان: قوي في الميدان، شريف في المبدأ، نبيل في الانضباط.
ليسوا فقط جنودًا يحملون السلاح، بل أبناء الوطن الذين آمنوا أن الأرض لا تُحمى إلا بالدم، وأن السيادة لا تُصان إلا بالشجاعة.
حرسه الجمهوري، جنوده في كل الجبهات، أولئك الذين يسهرون حين ينام العالم، ويقاتلون حين يخبو الصوت، ويصمدون حين يفرّ الآخرون... هم صورة الوحدة الوطنية التي لا تنكسر، مهما حاول الأعداء بث الفُرقة وزرع الفتنة.
إن ما يقدمه الجيش السوداني اليوم، بقيادة البرهان، لا يمكن اختصاره في بيان رسمي أو تقرير إخباري. هو أسطورة وطنية تُكتب كل يوم، بحبر الصبر ودماء الشهداء.
وإنني، ككاتبة، لا أستطيع أن أقيّد قلمي بمقال يومي واحد حين أكتب عن البرهان وجيشه. فكيف لقلمي أن يستريح، وهناك جندي لا يعرف طعم الراحة؟ كيف أكتب سطرًا واحدًا، وهناك ألف موقف يستحق أن يُروى؟
البرهان وجيشه ليسوا مجرد عنوان سياسي... بل هم أيقونة وطنية تنبض في ذاكرة الشعب.
فمن أراد أن يرى السودان في شكله الحقيقي، فلينظر إلى ميادين جيشه، إلى قسمات رجاله، إلى صموده رغم المؤامرات، إلى شموخه رغم الوجع.
إنهم ليسوا رجال حرب فقط...
بل رجال وطن، رجال مبدأ، رجال مستقبل..
مشاركة الخبر علي :