
حديث الساعة إلهام سالم منصور تكتب: خالد الأعيسر.. هدهد السودان وقائد معركة الإعلام
في زمنٍ تكاثرت فيه الشائعات وضجّت فيه الساحة بأصوات مأجورة باعت ضميرها، نهض اسمٌ واحد في السودان ليقف شامخًا، يصدح بكلمة الحق بلا خوف ولا مساومة. إنه خالد الأعيسر، وزير الإعلام والثقافة والسياحة، الرجل الذي تحوّل إلى قائد معركة الإعلام السوداني وصوت الحقيقة في وجه التضليل، حتى شبّهه الكثيرون بـ"هدهد سليمان"، لا ينقل إلا خبر اليقين ولا يرضى إلا بالصدق.
لم يكن الأعيسر وزيرًا تقليديًا يكتفي بالتصريحات، بل كان حاضرًا في الميدان يقود الإعلام بروح المحارب. أدرك أن الإعلام هو خط الدفاع الأول عن الوطن، وأن معركة الكلمة لا تقل شراسة عن معركة البندقية. لذلك وقف صلبًا في مواجهة الأقلام المأجورة وأبواق الشائعات التي سعت إلى تشويه صورة السودان، رافعًا شعارًا واحدًا: السودان لا يُدار بالكذب، ولا يُباع في سوق الأخبار المضللة، بل بالشفافية والصدق.
لكن ما تحقق لم يكن جهد فرد واحد فقط، بل ثمرة تنسيق مؤسسي عالي المستوى بين جهات الدولة. فقد قادت الاستخبارات العسكرية بالتعاون مع مركز الشهيد عثمان مكاوي وبتنسيق كامل مع وزارة الإعلام هذه المبادرة، ليُكتب للسودان نصر إعلامي غير مسبوق. هذا التناغم بين الأجهزة الرسمية أكد أن معركة الإعلام ليست مسؤولية وزارة بعينها، بل هي واجب وطني جماعي تتكاتف فيه مؤسسات الدولة لحماية صورة الوطن وكشف الحقائق للعالم.
ومن ثمار هذا التعاون إصدار (153) تصريحًا رسميًا لوسائل إعلام أجنبية خلال سبتمبر الماضي. لم تكن الخطوة مجرد إجراء إداري، بل إعلانًا صريحًا أن السودان يفتح أبوابه أمام العالم ليرى الحقيقة كما هي، بعيدًا عن التشويه والتضليل.
لقد شملت التصاريح قنوات وهيئات عالمية: هيئة الإذاعة البريطانية BBC التي غطت الجوانب الإنسانية، والجزيرة التي نقلت صورة الأسواق والمستشفيات، ووكالة رويترز التي وزعت صورًا وفيديوهات للعالم، وفرانس برس AFP التي وثقت المشاهد المؤثرة، إلى جانب سكاي نيوز عربية، العربية، وأفريقيا 24 التي سلطت الضوء على جهود الدولة والمنظمات.
دخلت هذه الوسائل السودان بمهمات واضحة: نقل نبض الشارع مباشرة، توثيق عودة الحياة تدريجيًا، إبراز جهود الدولة في الصحة والخدمات، متابعة الكوارث الطبيعية ورصد الدعم الإنساني، وإيصال صوت المواطن السوداني للعالم بلا وسيط. فخرجت بتقارير صنعت فارقًا، حيث لم يعد السودان مجرد عناوين عن الحرب والمعاناة، بل ظهر بصورة جديدة: شعب يصمد، أسواق تنبض بالحياة، مبادرات إنسانية، وإرادة لا تنكسر.
ولم تكن هذه الخطوة الإعلامية منفصلة عن الواقع العسكري والسياسي في السودان، بل جاءت امتدادًا لمعركة الكرامة التي يقودها الجيش السوداني ضد التمرد وكل قوى التضليل. فكما يصمد الجنود في الميدان حاملين أرواحهم فداءً للوطن، كان الإعلاميون بقيادة خالد الأعيسر، وبتنسيق محكم بين الاستخبارات ومركز الشهيد عثمان مكاوي ووزارة الإعلام، يقاتلون بالكلمة والصورة، ويكشفون للعالم حقيقة ما يجري بعيدًا عن الشائعات.
وبذلك أثبت السودان أن المعركة الشريفة لا تُخاض بالبندقية وحدها، بل بالكلمة الصادقة التي تُعري الباطل وتُعلي صوت الشعب. إنها معركة متكاملة: في الجبهة العسكرية جيش لا يعرف الهزيمة، وفي الجبهة الإعلامية كلمة لا تعرف التزوير، وفي الجبهة الشعبية صمود لا يعرف الانكسار.
ورغم أن الإنجاز كان جهدًا مشتركًا، إلا أن دور خالد الأعيسر ظل محوريًا باعتباره الواجهة الإعلامية التي عبرت عن السودان للعالم. لم يكن بعيدًا عن الإعلاميين، بل قريبًا منهم، متواضعًا بينهم، مؤمنًا بأن الإعلام هو صوت الناس قبل أن يكون صوت السلطة.
اليوم يخوض السودان بقيادة إعلامه الوطني، وبتنسيق مؤسساته، معركة فاصلة: معركة الكلمة ضد الشائعة، والصدق ضد التضليل. ولم يعد السودان متلقيًا سلبيًا، بل أصبح صانعًا لخبره، وراويًا لقضيته، ومؤكدًا للعالم أجمع:
"هنا السودان... وطن الحقيقة، بلاد العزة، وأرض الرجال الذين لا يبيعون الكلمة ولا يساومون على الحق."
مشاركة الخبر علي :