
الدكتور/ احمد التجاني محمد يكتب ،، يا قادة الأمة يا ملح البلد من يصلح الملح اذا الملح فسد ,, وزارة المالية إعتذرت عن إستئجار مقر لوزارة الخارجية ومراسم رئاسة الجمهورية في الوقت الذي يستأجر فيه وزير الشؤون الدينية والأوقاف منزلا بمبلغ (140) مليار لمدة مائة وخمسون يوما !!
*يحكي أن رجلا كتب خطابا بأحسن خط ، وظرفه بأحسن ظرف ، وكتب فيه يصل الي السيد/ كبير " المغفلين " فظل الخطاب يصول ويجول في" الحضر والوبر " ولم يجد من يستلمه ، فعاد للذي كتبه، وأصبح هو" كبير المغفلين "عقد إيجار منزل وزير الشئون الدينة كتب بأحسن خط وضمن فيه كل الإحترازات القانونية وظرف بأحسن ظرف ، وظل يصول ويجول في الدوائر الحكومية ، ليعود مرة أخري لصاحبه الذي توهم أن تكليفه للجنة مهام ، لابرام عقد صوري يعفيه من شبهة الفساد !!*
*مائة وأربعون مليون "مليار بالقديم " سيضيع هدرا في إيجار منزل لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الأستاذ بشير هارون ، صاحب الوزارة المعنية بترسيخ القيم الدينية ، ونشر الوسطية والإعتدال، يصرف وزيرها الحافظ لكتاب الله " أموالا لبدا " في إيجار منزل مفروش يكلف خزينة الدولة مائة وأربعون مليون جنيها لمدة خمسة أشهر حسب العقد المبرم بين الطرفين ، وإذا تم التجديد بالتراضي حسب ما جاء في العقد لمدة خمسة أشهر أخري فسوف يكون المبلغ (280) مائتين وثمانين مليون جنيها ، وإذا أستكمل الوزير سنة واحدة بالمنزل ، فسوف يصل المبلغ ل ( 340) ثلاثمائة وأربعون مليون جنيها، هذا المبلغ يكفي لانشاء مدينة الحجاج بسواكن الذي أعلن عنها الوزير عقب عودته من السعودية !!*
*وهمة " المنزل " كانت مجرد فكرة نبعت خلال تناول وجبة طعام ، ثم تطورت ونمت "وأنبتت من كل زوج بهيج " السماسرة المحترفين قلبوا المدينة ، وطافوا باذقتها وحواريها بيت بيت ، دار، دار ، ليجدوا منزلا لائقا لوزير الشؤون الدينية، لكي ينتقل بروحه وجسده من فندق " البوصيري " المقر المتاح لإقامة بعض الوزاء ببورتسودان الي سكن خاص ، عقب جولة مفاوضات ولقاءات مع وزير المالية ، وعلي عجل تم الاسراء بالوزير للمقر الجديد والاسراء لغة المشي والترحال ليلا والوجهة من فندق البوصيري الي السراي الوثير فيلة أرضي وطابق اول بمربع (1) بورتسودان، ليعيش الوزير حياة الترف والرفاهية، والبلاد تعيش حالة الحرب وتداعياتها المعروفة ، عند فقهاء الاصول والقانون بفقه النوازل*
*معناة أهلنا المحاصرين في مدينة " الفاشر " واللاجئين من حاضرة ولاية غرب دارفور "الجنينة " بمعسكرات تشاد لم يحرك في وزير الشؤون الدينية والأوقاف ويهز فيه شعرة واحدة وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، والا لما قام بإهدار كل هذه المليارات في سبيل مائة وخمسون يوما، كان ممكنا قضائها خروجا في سبيل الله، كل اسبوع يتنقل الوزير فيه من منطقة لاخري مقيما بين أهل القرآن والدعوة ، يرفع الهمم ويغرس القيم ويتافكر مع الدعاة ويناقش معهم القضايا التي اقعدت عمل الدعوة، وبهذا يكون الوزير قد سنة سنة حسنة في إقامة أسبوع الوزير الدعوي للنهوض بالوزارة من حالة الخمول والركام ، الي الارتقاء والصعود للامام ، لكن الوزير أخلد الي الأرض واتبع هواه، و كل جده أصبح مكرسا في الزيادة من بريق السلطة والارتواء من معين المال العام ، والهيمنة علي الوزارة ومؤساتها ، وتقنين شرعية المحلق الإداري السابق المتغلب المغتصب للمنصب تسلطا ظنا منه أن السكينة في القلوب والطمأنية في الارواح ، تكمن في القصور الذي يوصف عند العوام هذا منزل الوزير فلان ، وهذا قصر علان، وليست في دور العبادة ومحراب التقوي ومنابر الخطباء وكراسي العلماء ، وليعلم الوزير أن ويلات الحرب واحزان الأمهات بمراكز النزوح ودول اللجؤ ستلاحقه اينما حل ونزل بعد أن فعل فعلته المنكرة هذه*
*عند الفقهاء " الحرب نازلة " من النوازل الكبري عندما تقع في أي بلد مسلم ، وقتها تكون الأمور مقيدة في كل الأمور، حتي الصلاة شرع الله صلاة الخوف وساعود للحديث عنه في نهاية المقالة*
*إن ترشيد المال في الحرب مقصد شرعي لمن عرف الشريعة الإسلامية ، وفقه المقاصد والنوازل والضرورة المبيحة لتوجيه الموارد نحو أولويات المجهود العسكري، والأعمال الإنسانية ، وتوفير العلاج والغذاء ، و السلع الأساسية للناس ، وتقليل الإنفاق في المجالات غير الضرورية للحفاظ علي الامن القومي قال تعالي:(كتب عليكم القتال وهو كره لكم)*
*وزارة المالية والتخيط الإقتصادي إعتذرت عن إيجاد مقر لوزارة الخارجية ومراسم الجمهورية ، نسبة للظروف الاقتصادية والفترة المؤقتة للعاصمة الإدارية، وعلي هذا الأساس ظلت وزارة* *الخارجية تمارس عملها وانشطتها من مقر لاتليق بوزارة الخارجية ، وعدد من السفراء يقيمون في شقة صغيرة ، أما مراسم الجمهورية او مراسم الدولة التي تعد من أعظم إدارات رئاسة الجمهورية او السيادي فتوزع اصطافها في قروبات يتقاسمون المهام بينهم ، كل مجموعة تعمل لمدة معينة ، لتأتي المجموعة الاخري نسبة لضيق المكتب واعتذار وزارة المالية عن توفير مقر لائق للعمل والسكن لمنسوبي هذه الإدارة الهامة، لتمسكها بالسياسات التقشفية الصارمة!*
*اقتصاد الحرب" في فقه النوازل ضرورة من الضروريات المعروفة بداهة، ليس من بينها إيجار فلل وسراي لإقامة الوزراء تكلف خزية الدولة مئات المليارات ، لأن مرعاة أولويات الإنفاق وتوجيه كل الموارد وتخصصها لتلبية إحتياجات القوات المسلحة ودعم المجهود الحربي، والعمل الإنساني والصحة والتعليم مقدم علي من سواه ، وتطبيق برامج تقشف صارمة يبدأ الوزراء بانفسهم أولا ليكونوا قدوة للناس، لكن اذا اصبح الوزير المعني بامر الدعوة وغذاء الأرواح وربط قيم السماء بالارض يبحث عن حياة الرفاهية والترف في مثل هذه الظروف القاسية من حرب وفيضانات وامراض وجوع وفقر ، فعلي الدنيا السلام ، ، وفي هذا قال عبد الله ابن المبارك يا قادة الأمة يا ملح البلد من يصلح الملح اذا الملح فسد !!*
*فقه النوازل هو علم شرعي مقاصدي يتناول الأحداث أو الوقائع المستجدة التي تحتاج إلى حكم شرعي جديد ورؤية شرعية جديدة ، وفي كل عصر يبعث الله من يجدد لهذه الامة امر دينها ، واليوم نجد المجامع الفقهية في الدول الإسلامية يقوم بعملية الاجتهاد الجماعي في انزال الحكم الشرعي والتوقيع عن رب العالمين ، ويصدرون الفتاوى بناء علي استنباط الأحكام، وتبيان الحلال من الحرام في الأمور الطارئة، وهو واجب كفائي يتولاه العلماء والمتخصصون لإجابة الناس عن مسائلهم المعاصرة وتبيين حكم الشريعة فيها*
*والنوازل في اللغة العربية تعني شدائد الدهر أو المصائب التي تنزل بالناس "والحرب " من المصائب ، واصطلاحا هي الحوادث، أو الوقائع الجديدة التي تستدعي اجتهادًا وإصدار حكم شرعي لها، نظرًا لأنها لم تكن موجودة في السابق أو أن حكمها قد تغير بسبب المستجدات واهميته تنبع لكونه يجيب علي اسئلة الناس المستجدة في قضايا حياتهم المعاصرة ،فيقوم العلماء بالاجتهاد الجماعي والنظر في النازلة من جميع أبعادها الشرعية والواقعية والقانونية والاجتماعية ، وهناك العديد من الامثلة قضي فيه العلماء مثل أحكام المياه المستحدثة أو المياه المتغيرة بالمنظفات ، ومسائل متعلقة بالمعاملات مثل الأحكام الشرعية للنقود الورقية، أو زراعة الأعضاء الخ !!*
*بالعودة لصلاة الخوف فهي ايضا نازلة ومشروعيته ثابتة بالكتاب والسنة ، وتشمل كل حالات الخوف من أي عدو أو هرب من سيل أو سبع أو حريق، وتُؤدى بكيفيات متعددة حسب شدة الخوف، إما بتقسيم المصلين لطوائف أو صلاة رجالاً وركباناً*.
*قول الله تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ}*
*وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة الخوف وشرعت في كل قتال مباح كقتال الكفار أو البغاة فإذا كانت الصلاة الواجبة عند النازلة شرع الله لها طريقة معينة ، فمابالكم باستثمار وزير الشؤون الدينية هذه الظروف وتوظيف هذه المليارات في حياة الرفاهية، ومن خلال هذا الاستقراء يتضح أن الحرب نازلة يغير احوال الناس من حال لأخري سواء كان ذالك في العبادات او المعاملات !!*
*ختماما شكر خاص للسيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لاهتمامه بأمر وزارة الشؤون الدينية وإحالة ملفها لنائبه الحكيم المخضرم السيد مالك مالك عقار للتحكيم وإعادة الأمور لنصابها ، فبشري بهذا القوي الأمين الذي اجتمعت فيه الصفات الدالة والمؤكدة للحكم والمسؤولية علي بصيرة وفطنة ونزاهة واقتدار!!*
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
*🌏شبكة المحيط الاعلامية*
*اضواء البيان نيوز*
*د.احمد التجاني محمد*
*رئيس التحرير*
*السبت/11/اكتوبر/2025م*
*الموافق /19/ربيع الثاني/ 1447ه*
مشاركة الخبر علي :