
عبد الكريم ابراهيم يكتب: *حلفاية الملوك تتنفس الحياة: مستشفى جديد يضع حدًا للمعاناة*

في خطوة طال انتظارها، أصدرت وزارة الصحة بولاية الخرطوم قرارًا تاريخيًا يقضي بترفيع مركز صحي حلفاية الملوك بمحلية بحري، الذي يعود تاريخ تشييده إلى أربعينيات القرن الماضي وكان يُعرف آنذاك بـ"الشفخانة"، إلى مستشفى متكامل يقدم خدماته الصحية خلال الفترتين الصباحية والمسائية. وجاءت هذه الخطوة استجابةً لمذكرة رفعها أهالي المنطقة عبّروا فيها عن التحديات الصحية التي واجهتهم لسنوات، في ظل غياب الخدمات الطبية الأساسية.
وقد جاء القرار بتوقيع الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين، مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم، الذي وجّه بتفعيل قسم النساء والتوليد، وتخصيص عربة إسعاف لتغطية حالات المرضى المحالة إلى مستشفيات أخرى إذا اقتضى الأمر، مؤكدًا أن الوزارة تسعى لتسخير كافة الإمكانيات والكوادر الطبية لتقديم أجود الخدمات النوعية، وتقليل معاناة المواطنين دون الحاجة إلى التنقل لمسافات بعيدة.
وخلال زيارته للمركز، تلقى مدير عام الصحة تنويرًا تفصيليًا عن سير العمل من قبل الإدارة وممثلين عن أهالي المنطقة، وذلك بحضور دكتورة نوال بشير بانقا، مدير عام وزارة المالية بولاية الخرطوم، ودكتور هشام عبدالله، مدير الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية، ودكتورة ريم عبدالمنعم، مدير المركز. كما أجرى جولة ميدانية شاملة على الأقسام، ووقف على انسياب الإمداد الدوائي، موجّهًا ببدء العمل في الفترة المسائية لتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة.
ويمثل المستشفى الجديد إضافة نوعية ليس فقط لسكان المنطقة، بل أيضًا للأندية الرياضية المجاورة، حيث سيسهم في تقديم الرعاية الصحية للاعبين والمدربين في حالات إصابات الملاعب، كما يخدم التلاميذ في المدارس القريبة، نظرًا لوقوعه بجوار عدد من ميادين الأندية والمؤسسات التعليمية، مما يعزز من دوره المجتمعي والتربوي.
وتُعرف حلفاية الملوك بأنها غنية بأبنائها من أهل الخير والمحسنين، الذين لا يتوانون عن دعم المبادرات التنموية، كما تزخر بكوادر طبية فاعلة من أطباء، ممرضين، فنيين وغيرهم، منتشرين في أصقاع العالم، ومشهود لهم بالكفاءة والتميز. ونأمل أن يسهموا بمقترحاتهم وخبراتهم ودعمهم لهذا المستشفى، ليكون صرحًا صحيًا يليق بتاريخ المنطقة وعطاء أبنائها.
ويأمل أهالي حلفاية الملوك أن يكون هذا المستشفى بداية لتحسين شامل في الخدمات الصحية، وأن يُستكمل بدعم الكوادر والتجهيزات، ليكون منارة للشفاء، وبيتًا للرعاية، ومصدرًا للطمأنينة لكل من يحتاجها، خاصة في ظل الظروف التي تتطلب تعزيز البنية الصحية في المناطق الطرفية.
نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لسعادة وزير الصحة بولاية الخرطوم، ولسعادة الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين، مدير عام الوزارة، على استجابتهم الكريمة لمطالب المواطنين، وعلى جهودهم المخلصة في تطوير الخدمات الصحية بالمنطقة، والتي تُعد نموذجًا يُحتذى في التفاعل الإيجابي مع صوت المواطن.
كما نترحم على روح الدكتور جمال محمد أحمد موسى، رئيس مجلس أمناء المركز، الذي كان من أوائل المبادرين برفع مذكرة بهذا الخصوص، سائلين الله أن يجعل جهوده في ميزان حسناته، وأن يتغمده بواسع رحمته.
ولا يفوتنا أن نشكر أعضاء اللجنة الموقرة الذين عملوا بصبر وإخلاص حتى أثمرت جهودهم، كما نخص بالشكر كافة مواطني حلفاية الملوك، والجهات المساندة التي وقفت إلى جانب هذا المشروع الحيوي، مؤكدين أن هذا الإنجاز هو ثمرة لتكاتف الجميع، وإيمانهم بأن الصحة حق للجميع.
الرحمة والمغفرة للمساعد الطبي يعقوب أحمد عروة، الذي عمل سنوات طويلة بهذا المركز، ولكافة الأطباء والممرضين الذين رحلوا عنا، والصحة والعافية لمن هم على قيد الحياة.
*من نبض الشعر*
وفي حلفاية الخير بشرى أضاءت
فمستشفى بها صار النورُ عنوانا
لأمٍ كانت تخشى الطريقَ ولادةً
ولطفلٍ بات يُشفى دون أن يُعاني
*حكمة اليوم*
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.
مشاركة الخبر علي :