
محمد التجاني عمر قش يكتب: من غزة إلى الفاشر.. النصر آت!
كان صافحت حمدوك بس بتفقد ناسك
أركز قوي أبقى مع البيرفع رأسك
جيش الوطن خابره هو جندك وساسك
يا كاهن أوعى تلين كل الشعب فراسك
"محمد قش"
انتصرت غزة ليس بكثرة عتاد أو نصير، بل بالصبر والعزيمة والتوكل على ناصر المظلومين وحده، وبعزة وصمود شعب غزة الأبي الذي رفض الانكسار والذل وقد تعرض للقصف الكثيف والقتل والتدمير الذي طال حتى غرف الولادة وحاضنات الأطفال في المستشفيات، ودمرت الدور والمساجد وعانا الناس الأمرين من الخوف والجوع والعطش ونقص الدواء، ولكنهم صبروا حتى جنوا ثمار صبرهم بلا عون من أحد غير الله الواحد القهار.
وها هي غزة تخرج في عرس جماعي تباهي المدن بما حققت من نصر مؤزر على عدو غاشم بات يلوك مرارة الهزيمة بعد أن فشل في تحقيق أهدافه اللعينة التي تتمثل في سحق المقاومة في غزة وإخراج أهلها منها وتحويلها إلى ريفيرا يتسكع فيها طواغيت العالم والماجنون من الأثرياء! غزة لقنت الصهيونية درسا لن تنساه فقد كسرت شوكتهم ومرغت غرورهم وغطرستهم في ترابها الطاهر. لقد تعرضت غزة لأعنف عدوان يشهده التاريخ المعاصر، ولكنها صبرت وانتصرت.
في المقابل تتعرض فاشر السلطان لعدوان مستمر من مليشيا آل دقلو، المدعومة من دويلة الشر الممثل الرسمي للصهيونية في إقليمنا العربي، بل هي كلب صيده المكلف بتدمير السودان وإخراج أهله منه بمباركة من شرطي العالم في البيت الأبيض بواشنطن! بمعنى آخر فإن العدو مشترك والأهداف مشتركة والخطط هي نفسها وصانعها واحد معلوم للجميع حتى رعاة الإبل في بوادي السودان المختلفة؛ ولذلك لنقول لأهلنا في الفاشر- شنب الأسد- أصبروا وصابروا ورابطوا فمن نصر أهل غزة موجود وهو ناصركم لا محالة؛ لأن الله ينصر المظلوم ولو بعد حين. ومع علمنا التام بما يعانيه الناس في الفاشر إلا أن ثقتنا في جيشنا والقوات المساندة له لا تهتز تحت كل الظروف والأحوال، فهم حماة الوطن ودرعه الفولاذي. وقد شهدنا كيف صمدت الفاشر أمام الهجمات المتكررة التي تشنها المليشيا حتى بدأ اليأس يدب في نفوس مرتزقتها بعد أن فشلت كل محاولاتهم الغادرة.
وإن كان العدوان على غزة قد انتهى بتوقيع اتفاقية السلام في شرم الشيخ بمصر، وفقا لبنود، وافق عليها الطرفان، منها وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين وإعادة إعمار ما دمره العدوان الغاشم إلا أن هذا الاتفاق الهش لا يحل القضية السياسة المستدامة طالما أن إسرائيل طرف فيه؛ ذلك لأن اليهود لا يرعون عهداً ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة. وفور عودة الوفود المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ إلى بلدانهم اتضح أن الشرطي الكبير قد أوعز لأذنابه في المنطقة بمحاولة السعي لفرض شروط سلام على القيادة السودانية الفتية، ولكن خاب فألهم؛ إذ رفض الكاهن مجرد مصافحة العميل حمدوك وعاد إلى البلاد مرفوع الهمة.
ما حدث في غزة تجربة ينبغي أن تستفيد منها كافة الشعوب المستهدفة وتعلم أن الصبر هو المخرج الوحيد في عالم ساد فيه الظلم والطغيان بعد أن سيطرت عليه الصهيونية العالمية وأوجدت لنفسها عملاء يخدمون أهدافها في السيطرة على البلدان ومواردها، ونحن في السودان لسنا بدعاً من الشعوب، وكل ما نرجوه من قيادتنا هو عدم الرضوخ للضغوط، بل عليهم المضي قدما حتى نقضي على هذه الفئة الباغية وبعدها سنعيد بناء الوطن بسواعدنا وقدراتنا، والنصر آت لا محالة.
مشاركة الخبر علي :