
محمد التجاني عمر قش يكتب: بئس الغدرة يا مليشيا
رحل ود سهل وارث الشهامة من أجدادو
التلب اللزوم من صغير شايل حمل اندادو
الكرم والجود معروفين بيهو هم اسيادو
بخوضوا اللهيب والحارة كم معارك قادو
"محمد قش"
الغدر ليس من شيم قبائل العرب قاطبة، فهو فعل مذموم لا يفعله إلا أراذل الناس الذين لا يرعون ذمة ولا عهد. ولقد تعرضت مدينة المزروب وأهلنا المجانين وشمال كردفان كلها لغدرة خسيسة من قبل الجنجويد راح ضحيتها الشيخ سليمان جابر جمعة سهل ناظر عموم قبيلة المجانين ونفر كريم من وجوه القوم وسادتهم، ونحن إذ نحتسبهم عند الله شهداء، ندين هذه الفعلة البشعة التي تكشف عن طبيعة هذه الفئة الباغية من أحفاد الأعراب الذين مردوا على النفاق والغدر والخيانة وسفك الدماء بلا مراعاة لحرمة، عليهم من اللعنة ما يستحقون. ونتقدم لأهلنا في المزروب وكل فيافي وقرى وفرقان شمال كردفان والسودان عموما بأحر التعازي ونعزي أنفسنا في هذا المصاب الجلل ولا نقول إلا ما يرضي الله. والشهيد سليمان جابر جمعة سهل هو سليل أسرة انجبت حكيم كردفان وشيخ العرب جمعة ود سهل الذي سارت بذكره الركبان والحقب، وذات الأسرة هي التي خرج من أصلابها وأرحامها الشيخ الحافظ لكتاب الله مشاور جمعة سهل النائب البرلماني الذي ثنى إستقلال السودان من تحت قبة البرلمان في عام ١٩٥٥. ومن أفذاذ السودان الذين اخرجتهم المزروب مولانا حافظ الشيخ الزاكي رئيس إتحاد طلاب جامعة الخرطوم سابقا والقاضي المعروف ورئيس القضاء في السودان رحمه الله رحمة واسعة، ومن المزروب جاء الحافظ جمعة سهل الشاعر الفحل والفارس الذي لا يشق له غبار وقد ظل ينافح عن الإسلام حتى لقي ربه شهيدا هو الآخر تقبله الله قبولا حسنا. ودار المجانين هي التي ظلت فيها تقابة القرآن متقدة لما يربو عن قرن ونصف في مسيد ود كدام في أم حصحاص فعلمت الناس آي الذكر الحكيم والفقه والسيرة النبوية العطرة ولا تزال تخرج حفظة كتاب الله. ومن المجانين من علم الناس الكرم من أمثال الشيخ التجاني ود المراد ومنهم الشعراء الفحول ولهم علي فضل فقد تعلمت على يد الأستاذ والعمدة الآن محمد نور إدريس وزاملت كثيرا من رجال المجانين في المدارس سواء في بارا أو خورطقت وجامعة الخرطوم وجمعتني دروب الحياة بنفر منهم وفي جميع الأحوال كانوا نعم الرفقة والصحبة فهم كرام من كرام. وفي هذه الحرب برز من قيادات الشباب المدافعين عن الدين والوطن الفارس المغوار أويس غانم الذي عرفته ساحات الوغى في كل محاور القتال وهو يستميت في رد العدوان الغاشم والبغي فكان جيشا وحده وقائدا فذا حفظه الله.
الشهيد سليمان جابر تربطني به صداقة لمدة طويلة فهو رجل صادق وكريم يجود ولا يعرف البخل وما فقدنا له اليوم إلا كفقد بني النبهان الذين
كانوا كنجوم سماء خر من بينها البدر، رحمه الله هو رفاقه الشهداء وأسكنهم فسيح جناته. وللمليشيا نقول إن الله سيرفع لكم لوءا يوم القيامة مكتوب عليه هذه غدرة قيادات المجانين ليفضحكم بين خلقه يوم يقوم الأشهاد وبئس ما فعلتم ولن تترك قبائل شمال كردفان التي نعت الشهداء هذه الغدرة تمر بدون أخذ الثأر في أقرب وقت ويجب ألا تطمئنوا بعد اليوم فقد والله أتيتم من المنكر ما تأباه طبيعة البشر. اللهم أرحم شهداءنا وأجبر كسرنا وأجرنا في مصيبتنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مشاركة الخبر علي :