بقلم/ محفوظ عابدين
استقالة مستشار قائد مليشيا الدعم السريع وعضو مفاوضات منبر جدة (فارس النور)، ملأت الأسافير (نصا) و(تحليلا) و(تشريحا) لأنها بالحسابات المادية غير متوقعة في هذا الوقت في نظر البعض لأن مليشيا دعم السريع تقدمت جنوبا من الخرطوم إلى الجزيرة في خطوة غير( محسوبة النتائج) ولا( محمودة العواقب) وبالفعل أتت بنتائج( عكسية) وردة فعلها اكبر من فعلها ومختلفة للنظرية( الفيزيائية) ، لأن نظرية الفيزياء تقول ( لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه). والفعل الذي أحدثته (المليشيا) بدخولها ود مدني كان رد الفعل أكبر من الفعل ، وبالتأكيد مضاد له في الإتجاه.
فخرجت القضارف تعلن الإستنفار والإستعداد للقتال وجاء كرم الله عباس يحمل لواء من( ٦٠٠) مجاهد و (٩٠)سيارة ،وفي الشرق أعلن ناظر محمد الامين ترك التعبئة العامة وفي نهر النيل خرجت الدامر وشندي، وعطبرة، وبربر، عن بكرة إبيها وكتبت الشمالية اسمها في (دفتر) المعارك بمداد من ذهب ،وتدفقت الميادين بالملايين من المستنفرين والقادرين على حمل السلاح وامتلأت المواقع بالآلاف من السيارات دعما للقتال وأمتلأت الخزائن بالمليارات من الجنيهات سندا وعضدا لمعركة قصيرة او طويلة تنته بالنصر الكبير والعريض والمؤزر إن شاء الله.
لم تتوقع المليشيا ردة الفعل الكبيرة لحماقتها وهي تدخل عاصمة ( الإبداع) و(الفنون) و(الإنتاج) و(الإسناد) ،وكانت حساباتها غير التي شاهدتها في بقية مناطق السودان ،حيث أن الذي حدث في (مدني) تداعت لها بقية مناطق البلاد (بالسهر ) و(الحمى)، بل كان دافعا لإلتقاط (القفاز) و (السلاح)وكان خيار من تبقى من المليشيا الاتجاه إلى جنوب الجزيرة. وليس شمالها أو شرقها من حيث أتو، لان الحسابات هنالك تغيرت والمواقف إختلفت ولم يبق أمامهم إلا الهلاك.
لهذا جاءت إستقالة مستشار قائد مليشيا الدعم السريع فارس النور عقب ردة الفعل القوية من ولايات السودان،التي جعلت (غرفة) إستخباراتهم الاقليمية التي تعج بخبراء الاستخبارات من( محمد دحلان) وانت نازل أن تجتمع وتدرس معطيات الميدان لتخرج بهذا السيناريو باستقالة المستشار فارس النور ليحدد هو بكل سذاجة نقاط (السيناريو) المقبل في خطاب الاستقالة للمهمة القادمة له ، ليلعب هو دورا جديدا ،ويتحول من الغرف المغلقة في إستشارية المليشيا ومن الغرف المغلقة في منبر جدة ، ليخرج من تلك الغرف ويلبس (جلباب) المصلح (السياسي) و(الاجتماعي) الذي تم (تفصيله) و (تخيطه) عند ( الترزي) محمد دحلان.
ويبدو أن الكتابات التي تناولت استقالة فارس النور قد تجعل غرفتهم من أعادة حساباتهم لأن السيرة الذاتية وتاريخ شخصية المستقيل في العمل العام قد تجعل من هذا (الجلباب) المفصل عليه( ضيقا حرجا) كأن يتصعد إلى السماء، اويكون الجلباب طويلا (فضفاضا) ،يجعله( مكبا على وجهه) ولا يترك له أثرا.
وبالتالي فإن (مهمة)فارس النور (المتوقعة) ستكون محفوفة بالمخاطر، مثل مهمة المليشيا التي كانت محفوفة ب (الشهوات) و(النهب) و(القتل)،و(الدمار).
أن مهمة الإصلاح السياسي والاجتماعي التي أختير لها فارس النور ،ليكون( فارسها) في المرحلة المقبلة هي، ( فكرة) جانبها الصواب، لأن الاختيار في الأصل كان خاطئا ،( فارس) ليس هو ذلك( الرجل) الذي يمكن أن تجلس إليه قيادات أو قواعد من البلاد اي كان مستواها في الهرم (الشعبي) أو( الرسمي) ،وفارس الذي اختارته غرفة الاستخبارات الإقليمية المساندة للمليشيا لإرتداء هذا (الجلباب) قد يكون الاختيار جاء على مواصفات معينة في شخصيته، ولكن سيرته الذاتية التي رشحت ستكون سببا في هزيمته ولن تجعل النجاح حليفه.
وتطورات الأحداث في السودان وتسارع وتيرة الاستنفار والتدافع نحو القتال ،قد تجعل من غرفة(الأستخبارات الاقليمية) في أن تعيد حساباتها في هذه (المهمة) التي هي جزء من( المخطط) وجاء اختيار (فارس النور) لها ،لانها هي حقيقتها قفزة في (ظلام الخوف) وستكون نتائجها( عكسية) كما كان دخولهم إلى ود مدني،وستكون عليهم (وبالا) مثل ما كان (حلمهم) بالأستيلاء على السلطة في البلاد.
مشاركة الخبر علي :