
محمد التجاني عمر قش يكتب: الإعلام صنو البندقية في معركة الكرامة!
يبرز دور الإعلام في حالة الحرب كظهير فعال للقوات المسلحة، ليس فقط بنقل الأخبار، بل برفع الروح المعنوية لدى الجنود والمواطنين على حد سواء! وقد كتب كثير من الخبراء عن الدور الذي ينبغي على الإعلام، بكافة أنواعه من مقروء ومسموع ومرئي وإلكتروني، القيام به؛ خاصة في هذا العصر الذي أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة بديل لأجهزة الإعلام التقليدية، وطفقت تضلل الرأي العام بكل ما هو مكذوب وكلام ملفق باستخدام الذكاء الصناعي الذي بات يهدد أمننا القومي بما يبث من تلفيق وأكاذيب لا يصدقها عاقل!
يقول العميد محمد مرتضى الشيخ: "في أزمنة الحرب، لا يُعد الإعلام مجرد ناقل للخبر أو وسيلة للاتصال الجماهيري، بل يتحول إلى أحد أهم أدوات التأثير والسيطرة، سواء على الرأي العام الداخلي أو العالمي. وتتعاظم مسؤولية الإعلام في صياغة المفاهيم، والتأثير على النفسيات. وهذا الدور المزدوج يضعه أمام معضلة مستمرة: كيف يوازن الإعلام بين التزامه المهني وضرورات الموقف الوطني؟ وهل يمكن له أن يبقى موضوعيًا في سياق استقطاب حاد ومعركة وجودية؟ إن التخطيط الاستراتيجي للإعلام في زمن الحرب يقتضي تجاوز الردود العاطفية الآنية، مع لاستيعاب البيئة الإعلامية الحديثة".
فهل استطاع إعلامنا تلبية ما تتطلبه ظروف الحرب من مواقف مساندة للقوات التي تخوض معركة الكرامة ضد المليشيا الباغية والمسنودة من دويلة الشر إعلاميا وعسكريا؟ وما هي الأسباب التي قعدت بإعلامنا وجعلته عاجزا عن الدور المنوط به في إسناد القوات المسلحة ؟ ولعل من أهم الأسباب تلك الهجمة الشرسة التي شنتها عناصر قحت على الجيش السوداني وأجهزة الإعلام بعد عام 2019 فأفرغت الأجهزة الإعلامية من الكوادر المهنية المدربة واستبدلتهم بالتابعين لها من الرجرجة والدهماء الذين حولوا تلك الأجهزة إلى أبواغ تبث الدعاية الفارغة لقحت بعون من دويلة الشر التي خططت لهم كل شيء، سعيا لتحقيق مآربها في السودان، ولعلمها بأهمية الإعلام في المعركة.
ومن جانب آخر، أبتعد الإعلاميون الوطنيون عن مسرح الأحداث مما أفسح المجال للنشطاء والهواة فطفقوا يبثون سمومهم الإعلامية عبر الفيديوهات والتسجيلات الصوتية المضللة، وبث المعلومات المؤيدة للتمرد؛ علما بأن داعمي الخراب من الداخل والخارج قد وفورا كل ما هو مطلوب لإنجاح الحملة الإعلامية المضادة من غرف إلكترونية وحسابات مزورة وعملاء مضللون بمختلف اللغات. ومع بداية الحرب احتل المتمردون مباني الإذاعة والتلفزيون في أم درمان وبذلك خرجت الجهتان عن البث! ودمرت دور الصحف والمطابع وشرد الصحفيون وخلت الساحة لمراسلي المؤسسات الإعلامية المغرضة التي تعمل لصالح المليشيا وداعميها.
ومع اندلاع الحرب انشغل الجيش بالعمليات العسكرية في غياب خطة مدروسة لاستصحاب دور الإعلام وقد اثر ذلك بشكل كبير لولا أن الله قد قيض بعض الوجوه الإعلامية المخلصة التي نافحت عن الوطن بكل ما تملك من قوة حتى تحول الموقف الدولي بشكل كبير واستوعب حجم المؤامرة التي تحاك ضد السودان باستخدام الإعلام المضلل.
مشاركة الخبر علي :