حديث الساعة إلهام سالم منصور تكتب: القوات المشتركة: سند القوات المسلحة السودانية وصمام الأمان للوطن

في وقت التحديات الأمنية والسياسية العميقة التي يشهدها السودان، تألقت القوات المشتركة كأحد أبرز القوى العسكرية التي لم تتردد في الاستجابة لنداء الوطن. هذه القوات، التي تمثل تحالفًا من فصائل متعددة، اختارت أن تضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار، متجاوزة خلافات الماضي لتقف مع القوات المسلحة السودانية كتشكيل موحد، يعمل بإرادة واحدة هدفها الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها.
إن ما يميز القوات المشتركة هو استعدادها الكامل للتضحية والفداء، حيث تركت خلفها كل النزاعات والصراعات الداخلية، وأعلنت انضمامها الكامل إلى القوات المسلحة السودانية تحت قيادة موحدة، وهو أمر يعكس عمق الالتزام الوطني وروح الانضباط العسكري. هذا الانصمام ليس مجرد موقف سياسي أو عسكري، بل هو تجسيد عملي لإرادة شعب سوداني عازم على حماية وطنه مهما كلف الأمر.
تضم القوات المشتركة في صفوفها مقاتلين ذوي خبرة وقدرة قتالية عالية، يحملون السلاح دفاعًا عن الوطن من كل خطر داخلي أو خارجي. كما أن هذه القوات تتسم بالتنظيم والالتزام بالخطط العسكرية الموحدة، مما يجعلها قوة فاعلة ومؤثرة على الأرض. وقد لعبت دورًا محوريًا في العديد من المعارك التي واجهت التهديدات التي تعصف بالسودان، مساهمةً في تثبيت خطوط الدفاع وحماية المدنيين وتأمين المناطق المستهدفة.
على سبيل المثال، برزت القوات المشتركة بقوة خلال معارك الدفاع عن مناطق استراتيجية مثل الفاشر، حيث تعاونت مع القوات المسلحة السودانية في صد هجمات المليشيات المسلحة وحماية المدنيين. كما لعبت دورًا محوريًا في تأمين الطرق الحيوية والمرافق العامة التي كانت عرضة للتدمير أو السيطرة من قبل الجماعات المسلحة.
في مناسبات عدة، شاركت القوات المشتركة في عمليات تطهير المناطق من العناصر الإرهابية والمتمردة، مما ساهم في إعادة الاستقرار المؤقت وتعزيز الأمن المجتمعي. وقد أثبتت قدرة عالية على التنسيق مع القوات النظامية، ما أدى إلى إنجازات ميدانية مهمة كانت السبب في إحباط محاولات تفكيك وحدة البلاد.
هذه الإنجازات ليست سوى جزء من الجهود الحثيثة التي تبذلها القوات المشتركة، والتي لم تكتفِ فقط بالقتال على الأرض، بل شاركت في حملات إعلامية توعوية تهدف إلى رفع الوعي الوطني وتعزيز الوحدة بين مختلف مكونات الشعب السوداني.
إضافة إلى دورها العسكري، تقوم القوات المشتركة بدور اجتماعي وإنساني هام، من خلال توفير الدعم للمجتمعات المحلية المتضررة، والمشاركة في جهود الإغاثة والتوعية الوطنية. وهذا يرفع من قيمتها ويجعلها أكثر من مجرد قوة قتالية، بل رمزًا للوحدة والتلاحم الشعبي في مواجهة الأزمات.
وتؤكد القوات المشتركة في كل مناسبة أن “الحصة وطن”، وهي رسالة واضحة بأن كل ما يهمهم هو السودان ووحدته، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة أو مصالح حزبية. هذا الموقف يجعل منها قوة حقيقية على مستوى الوطن، تعمل بلا كلل أو ملل لتوحيد الصفوف وتحقيق الاستقرار.
في النهاية، تمثل القوات المشتركة نموذجًا للنضال الوطني الحقيقي الذي يعتمد على التضحية والتكاتف، وتؤكد على أن حماية السودان مسؤولية جماعية يجب أن يتحملها الجميع بلا استثناء. إن انضمام هذه القوات إلى صفوف القوات المسلحة السودانية يعكس رغبة شعبية حقيقية في استعادة الأمن والسلام، ويشكل رسالة قوية لكل من يحاول المساس بأمن السودان أو تقويض وحدته.
السودان اليوم يحتاج إلى مثل هذه القوى الوطنية التي لا تتوانى في الوقوف صفًا واحدًا في وجه التحديات، والقوات المشتركة هي بالفعل صمام الأمان الذي يحمي مستقبل الوطن ويضمن استمرار حضوره ومكانته في قلب المنطقة.
السبت 8 نوفمبر2025
مشاركة الخبر علي :
