حديث الساعة الهام سالم منصور تكتب: سفارات السودان بالخارج: مأساة المواطن المغترب بين الإهمال والتجاهل
لا شك أن المغترب السوداني هو واجهة الوطن في الغربة، وهو الهمزة التي تُشد بها أوتار الدعم والإسناد في أحلك الأوقات. وفي كل دول العالم، تحرص سفاراتها على تيسير حياة رعاياها وتقديم الخدمات لهم بحُسن نية ومسؤولية، تقديراً لقيمة المواطن وكرامته.
لكن سفارات السودان في الخارج، للأسف، تشكّل واقعًا مختلفًا تماماً، يحمل ملامح الإهمال، والبيروقراطية، والظلم.
حيث تحوّلت بعض السفارات إلى ساحة لإذلال المواطن السوداني، الذي جاء يحمل وطنه في قلبه رغم بعد المسافات، ليواجه مواقف قاسية لا تليق به.
مشاهد لا تُنسى نراها في سفارة السودان بجدة، حيث يقف آلاف السودانيين في طوابير طويلة تحت حرارة الشمس، ينتظرون دقائق وأحياناً ساعات طويلة ليستمعوا إلى رنين جرس الحراسة… وكأنهم غرباء وليسوا مواطنين لهم حق في خدمة وطنهم.
ليس هذا فحسب، بل كثيراً ما تنتشر ظاهرة الوسطاء الذين يستغلون ضعف التنظيم والفساد الإداري داخل السفارات، بينما المواطن البسيط يُترك للانتظار والحرمان.
إن ما نراه اليوم من تعاملات رديئة، وعدم تقدير للمغترب السوداني الذي حمل هم وطنه في الغربة، هو أمر مخجل ويستوجب مراجعة جذرية لكافة منظومة العمل بالسفارات.
على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المغتربين، وأن تضاعف جهودها في تحسين مستوى الخدمات، وتسهيل الإجراءات، والقضاء على الفساد والوسطاء، لأنهم الركيزة الأساسية التي لا يُمكن تجاهلها في بناء الوطن ودعمه.
نحن لا نطالب بمعجزات، بل فقط حقوق أساسية تحفظ كرامة المواطن السوداني أينما حلّ وارتحل.
أهمية المغترب السوداني ودوره المحوري في دعم الوطن
لا يمكن لأحد أن يُقلل من الدور الكبير الذي يلعبه المغترب السوداني في دعم وطنه، ليس فقط مادياً من خلال تحويلات الأموال التي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني، بل أيضاً معنوياً في نقل صورة السودان الحقيقية للعالم، والدفاع عنه في أوقات الأزمات.
المغترب هو سفير الوطن في كل زاوية من زوايا العالم، وهو الجسر الذي يربط بين السودان وبقية دول العالم عبر العلاقات الإنسانية والثقافية والاجتماعية. بجهوده وتضحياته، يقدم الدعم لأسرته داخل السودان، ويساعد في الحفاظ على تماسك المجتمع السوداني في الخارج.
ومع كل هذه الأدوار الجسام، فإن ما يلاقيه المغترب من إهمال وتجاهل في سفارات بلده هو أمر غير مقبول أبداً، ويدعو إلى مراجعة شاملة لسياسات التعامل معه، وتوفير كل ما يلزمه من خدمات تسهل حياته وتعزز ارتباطه بوطنه.
وإن كان المغترب قد حمل الوطن في قلبه وحمى ترابه في الغربة، فإن ما يعانيه اليوم من إهمال وتجاهل وإذلال في سفارات بلده هو جرح عميق ينهش جسد الوطن.
إما أن تستفيق السلطات، وتعيد الاعتبار لكرامة المواطن السوداني، أو نكون قد كتبنا صفحة سوداء جديدة في تاريخنا تُذكَر بها أجيالنا القادمة.
فالكرامة لا تُباع، والوطن لا يُهان، وطالما في قلب كل مغترب سوداني شعلة حب لا تنطفئ، فلا بد أن يعود النصر.
جدة بداية تحقيقات سفارات السوداتية والبقية قادمة باذن الله
الاتنين16نوفمبر 2025
مشاركة الخبر علي :
