المستشار/ الجيلي ابوالمُثني يكتب: ظاهرة عودة الوجود الأجنبي
جاء في احدي الصُحف المؤثوقة خبر مفاده عودة تسلل الأجانب الذين تم إبعادهم من ولاية الخرطوم في ظاهرة عودة جديدة اكثر شراسة حيث يتم التسلل من الولايات الحدودية المُتاخمة عبر مناطق و منافذ هشاشة أمنية ، تم ضبط عدد كبير منهم كان مُشارك في صفوف التمرد ضد الدولة ، مما ساهم ذلك على انتشار ظاهرة تواجد الجماعات الأجنبية المُتنوعة من عدة دول معلومة لدي الأجهزة الأمنية ، مسالة العودة بهذه الصورة السريعة علي حسب مراقبين ترجح في تطبيق إجراءات الترحيل والإبعاد ربما بصورة ضعيفة او عشوائية لذلك يجب السعي في ايجاد حلول موضوعية فاعلة لضمان عدم تسلل وعودة المُبعدين وهذا يتم عبر تطبيق نظام الإبعاد عبر آلية مُختصة في التعامل مع المخالفين الذين لا يحملون وثائق لجوء معتمدة من UN هولاء يتم ترحيلهم تحت إشراف الشرطة المختصة وتسليهم الي دولهم مباشرة بعد عمل ملفات خاصة بتحقيق الشخصية و البصمة وكافة الإجراءات القانونية المتبعة دولياً إما الذين تحت مظلة الأمم المتحدة يتم تجميعهم في معسكرات خاصة خارج الولاية والتأكد من صحة مستنداتهم من ثم تسليمهم للجهات المعنية بشؤنهم من المنظمات الدولية للعناية بهم حسب الاتفاقيات و البرتوكولات المنصوص عليها في الاتفاقيات المعمول بها عالمياً
وزارة الداخلية تعمل وفق ضوابط مهنية مُعينة قد لا ندرك بنودها بالقدر الكافي للفتوي فيها انما نكتب رؤيتنا من منطلق أهمية الملف رآي يحتمل الصواب و الخطأ و التصحيح من جانب المسؤولين لتقيم التجربة حسب مقتضيات المرحلة الانية التي تمكنهم من ضمان سير العملية علي الوجه المطلوب لسد الثغرات التي من شأنها أحداث إي خلل في المستقبل ، في سياق آخر هذه القضية محل اهتمام كافة الشعب الذي اكتوي بنيرانها علي مدي سنين طويلة ما قبل وبعد اندلاع الحرب ، هناك تزمر كبير من المهتمين بهذا الشأن الذين يرون انه من الخطأ التركيز علي ولاية الخرطوم فقط وترك باقي الولايات التي قد تكون مرتع خصب لاستقرار المُبعدين من الخرطوم وهذا ما حدث بالظبط ظهور تدفق المبعدين مرة اخري الخرطوم ، ذُكر في سياق هذا الخبر توضيحات كثيرة و ذُكرت مناطق مختلفة داخل ولاية الخرطوم و الولايات المتاخمة مثل الجزيرة التي تشهد مظاهر تدفق مهاجرين جُدد وعودة التجمُعات مثل الباعة المتجولين و انتشار فتح المحلات عشوائياً وغيرها من المظاهر السالبة نجد هذا ايضاً ينطبق على مناطق حيوية في ولاية الخرطوم المعنية بالتفريغ الكامل حسب الخُطة العامة لحكومة الولاية اذاً علي اللجان الأمنية بالولايات تشديد مراقبة حركة و تنقل الأجانب وتطبيق ضوابط أمنية صارمة لمنع التسلل الي الخرطوم وتفعيل قرار وزير الدفاع الخاص بحمل أوراق إثبات الشخصية ، من عدة أيام تفاجأ الجميع بتصريح والي الشمالية تلك الولاية المُستهدفة محلياً ودولياً بصورة خاصة لشئ في نفس يعقوب يعلمه الجميع هذا الأمر يُعد اختراقاً امنياً بالغ الخطورة يُهدد كامل المنطقة خروج الوالي في تصريح صريح مفاده أن الولاية الشمالية تحتضن اكثر من ثمانية ألف اجنبي اغلبهم من دولتين كان عناصرها من اكثر المقاتلين شراسة في شتي محاور المعركة ضد الدولة ، هذا التصريح يفتح باب الزرائع علي مصراعيه لان حكومة الولاية هي المعني الاول باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالضرورة في هذا التوقيت الحرج الذي تعيشه البلاد التي تمر بمنعطف خطير ، حربُ ضروس لها عدة أوجه لا يمكن الاستهانة بها ، البلاد في حالة طواري و قانون الطواري يتم تطبيق كافة بنوده في مثل هذه الظروف الحساسة ، الذي يحدث الان من تلكؤ و تباطؤا في اتخاذ القرار السريع الذي يُجنب الولاية والبلاد شراً مستطير يُحدق بها إنما يُعرض الأمة للهلاك ، ان اللاجئ العادي تحت مظلة حماية الUN في أي مكان ان اقدم علي مخالفة اللوائح والقوانين المحلية للدولة يُرحل علي الفور ناهيك من اجنبي شارك في عدوان ضد الدولة يُتاح له فُرصة التعايش بين أفراد المجتمع و البلاد تشهد تهديداً مُستمر علي قِدر صفيحٍ يغلي ، لا مجال لغضّ الطرف عن هذا الملف الحساس مهما كانت التقديرات المُتباينة حول الملف بين المسؤلين او رؤيتهم في التماشي مع فرضية القواعد التي تحكم قانون حقوق الإنسان و الاتفاقيات في هذا الصدد بينما في حالتنا هذه لا تنطبق تلك الفرضية لان البلاد في حالة عدوان شامل كما اسلفنا آنفاً ولا تنطبق علي الطرف الآخر الذي يُعد مهدد للأمن القومي للبلاد إذاً هذه القاعدة لا تنطبق علي نص البرتوكولات المشار اليها ، ان اتخاذ القرار الحازم في التوقيت المناسب يُجنبنا الكثير من المآلات الآنية والمستقبلية ، المسؤول الحصيف صاحب الرؤية الثاقبة والقراءة الصحيحة للأحداث الماثلة إمامه لا يتردد في اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً في ظل هذه الظروف الاستثنائية الراهنة.
وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للشرطة السودانية قطاع شؤون الأجانب يقع علي عاتقها الدور الأكبر في هذه القضية محل اهتمام كافة الشعب السوداني الذي هُجر مُشرداً في الفلوات البعيدة هائمين علي وجوههم يتملكهم الاسئ من حاضر مُظلم ومستقبلً مجهول يذرفون الدموع دماً من شدة الألم والحزن الذي اعتصرهم من الظلمٍ الذي وقع عليهم من الذين أذهقت بنادقهم الأرواح وسفكت الدماء بلا نهاية هولاء الهائمون في الفلوات شاهدوا كيفية ضبط الوجود الأجنبي في كل البلدان التي لجأوا اليها مما اكسبهم ثقافة واسعة أخذت بلباب الاهتمام في صدارة اهتماماتهم تلك المواقف التي ترسخت في الاذهان واهمها ملف الوافد او اللاجئ ما كانوا يعلمون عنه الكثير حتي صار جزء من حياتهم في المِهجر لذلك تجد الأصوات تعالت في هذا الاتجاه بالتحديد مما يجعلهم يساهمون مساهمة فعالة في هذا الشأن مُستقبلاً
ان كان ذلك بالرؤى الاستراتيجية او القانونية أو الإعلامية والاجتماعية من المهتمين والمختصين بالشأن العام يُسهم في تعزيز التكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع
مشاركة الخبر علي :
