بين صوت الشارع وقرارات القيادة
في لحظة فارقة من تاريخ السودان، يخرج صوت الشارع ليجد آذاناً صاغية لدى القيادة العليا. الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، بصفته رأس الدولة وقائد المرحلة، أثبت أن من صميم عمل القائد الاستماع إلى نبض الجماهير وإزالة الشوائب التي تعيق مسيرة الوطن.
لقد كان قرار إبعاد كامل إدريس من المشهد السوداني، ومعه حاشيته التي ارتبطت بعقليات استعمارية قديمة، خطوة تعكس وعياً سياسياً وإدراكاً عميقاً لمخاطر استمرار هذه الوجوه في إدارة الشأن العام. فوجودهم لم يكن سوى امتداد لثقافة خارجية لا تنتمي إلى تطلعات الشعب السوداني، ولا إلى مشروعه الوطني.
اليوم، ومع مغادرة إدريس إلى سويسرا، وتولي آخرين مناصب في دول غربية، يظل السؤال قائماً: هل آن الأوان لتطهير الحكومة من كل من لا يحمل همّ السودان؟ إن حكومة الأمل التي وُعد بها الشعب، لم تعد تحمل في وجدان الناس أي أمل، بل تحولت إلى عنوان للخيبة.
الشارع السوداني يقول كلمته بوضوح: الوزراء الذين فقدوا ثقة الناس لن يجدوا مكاناً آمناً بيننا، والأيام القادمة ستكون شاهداً على ذلك.
إنها رسالة قوية: السودان لا يقبل أن يُدار بعقلية استعمارية، ولا أن يُختطف قراره الوطني. القيادة التي تستمع إلى صوت الشعب وتتحرك لإزالة الشوائب، هي القيادة التي تصنع التاريخ وتعيد للوطن كرامته
مشاركة الخبر علي :
