*محجوب أبوالقاسم* *يكتب:* *قائد لايلين*

في كل يوم تشرق فيه الشمس تتبدد مساحات الشك وتتسع دوائر اليقين لدى السودانيين بأن قائدهم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يمضي بثبات نحو حسم معركة الوطن وأن رصيد احترامه الشعبي يزداد بقوة كلما تكشفت الفظائع التي ارتكبتها المليشيا المتمردة بحق المواطنين وبحق الدولة.
في الأيام الأولى للحرب كان صمت البرهان حديث الناس صمت طويل ألقى الرعب في النفوس وأربك المراقبين وفتح باب التأويلات على مصراعيه لكن ما لم يكن يراه كثيرون آنذاك هو أن ذلك الصمت كان جزءا من حسابات قائد يعرف أنه يقاتل معركة وجود لا تحتمل الحديث.
ومع توالي الاختراقات الميدانية وتقدم الجيش والقوات المشتركة والشرطة والمخابرات مدعومين بقوات الشعب المساندة بدا جليا أن الرجل كان يدير معركته بصبر القائد وإيقاع العسكري الذي يترك للميادين وحدها صدح الحقائق فأصبح لسان حال البرهان حديثنا… بيان بالعمل.
منذ تلك اللحظة بدأت أسهم البرهان ترتفع في وجدان شعبه شعب أنهكته الحرب وفزعت روحه من جرائم التمرد فوجد في جيشه وقائده الجدار الأخير الذي لم ولن يسقط.
حديث البرهان الأخير أمام كبار ضباط الجيش جاء كجلسة كشف حساب أمام الشعب بأكمله لا أمام المؤسسة العسكرية فحسب كان خطابا حاسما مباشرا حادا في عباراته واضحا في رسائله لا يحتاج إلى تفسير ولا يفترض على أحد أن يقرأ ما بين السطور.
لقد تحدث البرهان بلسان جيشه وشعبه وأكد بالقول القاطع أن لا تفريط في الوطن ولا مساومة على سيادته ولا مكان للمليشيا ولا لسياسييها في أي مشهد قادم.
كانت تلك اللحظة التي شعر فيها السودانيون أن قائدهم وضع النقطة الأخيرة في جدل طويل أراد البعض أن يجرهم إليه.
حديثه كان بمثابة إعلان
هذه بلادنا ونحن من يقرر وليس المجتمع الدولي ولا الوكلاء ولا الطامعون، وفي رسالته إلى العالم وضع البرهان سقفا واضحا لاحلول مفروضة لا وصاية ولا استاذية من أي دولة، مهما حاول مسعد بوليس أو غيره من دعاة الفوضى إظهار السودان دولة يمكن ابتلاعها أو إملاء القرار عليها.
اليوم يقف البرهان أمام مرحلة حاسمة من المعركة مرحلة لا ينفع معها التردد ولا الالتفات إلى الوصفات الخارجية التي تريد للسودان أن يبقى مثقلا بالجراح
فالمعركة لم تعد سياسية أو عسكرية فقط بل أصبحت معركة كرامة وطنية عنوانها لا عودة للمليشيا ولا عودة لسياسيي الخراب
ولا مكان لمن دنس شبرا من تراب هذا الوطن.
ومن خلف البرهان يقف شعب لم يعد قابلا للانكسار ولا مستعدا لتكرار مأساة الفوضى، شعب بات يدرك أن النصر معقود لواءه على كتف جيشه وأن الهزيمة ليست خيارا وأن المعركة معركة وطن لا تحتمل القسمة ولا التجزئة.
أمضي أيها القائد الشجاع .. أمضي بقوة وبثبات فإن النصر من عند الله ، والخزي والعار على من خان وعلى من ظن أن بلاد النيل يمكن أن تباع أو تقسم.
ولنا عودة.
26 نوفمبر2025م
مشاركة الخبر علي :
