حديث الساعة الهام سالم منصور تكتب: سمو الأمير محمد بن سلمان… خطوة كبيرة في إحلال سلام السودان

لا يمكن لأي مراقب منصف أن يغفل حجم التحول الذي أحدثته المبادرة السعودية بقيادة سمو الأمير محمد بن سلمان في ملف السودان. فالساحة الإقليمية، التي طالما شهدت تداخلات وتقاطعات في المصالح، كانت بحاجة إلى صوت عاقل يضع استقرار السودان فوق الحسابات الضيقة، وهو ما فعله سموه بدقة وبُعد نظر.
لقد أثبتت المملكة، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، أنها تتحرك وفق نهج يقوم على بناء السلام لا صناعة النفوذ، وعلى تقديم الدعم لا فرض الوصاية. وهذه نقطة جوهرية بالنسبة للسودان، الذي عانى كثيراً من تدخلات أطراف دولية سعت لاستثمار أزمته بدلاً من مساعدته.
خطوة الأمير جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث انسدت المسارات السياسية، وفشلت المفاوضات، وتفككت المبادرات، ووجد السودان نفسه في منعطف خطير يهدد وحدته ونسيجه الاجتماعي. وفي خضم هذا التعقيد، قدم سموه رؤية مختلفة تُعيد الاعتبار للبُعد الإنساني ولحق الشعب السوداني في الأمن والاستقرار.
وما يُحسب للأمير محمد بن سلمان أنه لم يتعامل مع الملف السوداني كقضية سياسية فحسب، بل كقضية أخلاقية ومسؤولية تاريخية، إدراكاً منه أن استقرار السودان جزء أساسي من استقرار الإقليم، وأن الحلول تبدأ حين تُمنح الشعوب فرصة لالتقاط أنفاسها والعودة لطاولات الحوار دون ضغوط.
لقد ساهمت المبادرة السعودية في إعادة بناء الثقة بين الأطراف، وفي فتح قنوات للحوار كانت مغلقة لسنوات، كما أعادت السودان إلى الواجهة الدولية بصورة أكثر توازناً ووضوحاً، بعيداً عن محاور الاستقطاب التي عمّقت الأزمة.
ومن الواضح أن هذه الخطوة ستكون حجر الأساس لأي تسوية سياسية مقبلة، لأنها أتت من دولة يثق بها الشعب السوداني، ومن قيادة تُعرف بمواقفها الشجاعة ووقوفها الدائم مع الحق.
إن الدعم الذي قدمه سمو الأمير محمد بن سلمان ليس مجرد موقف تاريخي، بل هو منعطف حقيقي نحو سلام شامل، يضع السودان على بداية الطريق الصحيح، ويفتح باباً جديداً للأمل في قلوب الملايين الذين ينتظرون نهاية الحرب وبداية حياة كريمة ومستقرة.
الأربعاء 25نوفمبر2025
مشاركة الخبر علي :
