يا جنجا ... جاييكم بلا! بقلم /محمد التجاني عمر قش
الجنجا، سجم الرماد، ظنوا، بعد انتشارهم في مناطق كردفان شمالها وغربها، وإلى حد ما جنوبها، أنهم قد صفا لهم الجو وباتوا يتصرفون كما لو أن لهم اليد العليا في هذه المنطقة الواسعة التي تنفتح على مصادر إمدادهم بالسلاح والذخيرة والمرتزقة من ليبيا وتشاد وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى، لكن على ما يبدو أن الأيام سوف تقلب لهم ظهر المجن، وبالتالي ستدور عليهم الدوائر في وقت قريب؛ ذلك لأن القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها بمختلف فئاتها ومسمياتها قد أكملت الاستعدادات العسكرية للانقضاض على ما تبقى من عناصر المليشيا!
ومن تابع خطاب سعادة الفريق أول ياسر العطا في الأبيض وهو يشهد تخريج دفعة جديدة من المستنفرين، يستيقن أن ما ينتظر المليشيا والسياسيين التابعين لها في صمود وقحت وهذه المسميات الواهية لهو أمر سيشرح ويشفي صدور الشعب السوداني الذي ذاق الأمرين من التعذيب والقتل والتجويع والحصار في أكثر من منطقة من الفاشر غربا وحتى الأبيض في وسط إقليم كردفان، ولا ننسى طبعا تلك المجزرة البشعة التي ارتكبتها المليشيا الباغية في بارا، حيث لا تزال بعض الجثث لم توارى الثرى! ومما هو معلوم عن الفريق ياسر العطا أنه ينفذ ما يقول فهو رجل من طراز عسكري يعي ما يقول ومتى يقوله ولمن يقوله، فهو قد خاطب الجنجا باللغة التي لا يفهمونا سواها ألا وهي لغة البندقية ولا شيء غيرها.
ومن جانب آخر قال سعادة الفريق العطا أن عداد وعتاد القوات المسلحة ومسانديها مما يوجد في الأبيض كافي لتحرير السودان حتى حدودنا الدولية غربا أي إلى أم دافوق كما كان يقال سابقا! وياسر العطا معروف عنه أنه إذا قال فعل لا محالة، وهذا ما يجعلنا نقول ملئ أفواهنا أن الجنجا لا مكان لهم بعد اليوم لا في كردفان ولا في دارفور وهذا ما يفسر هروبهم زرافات ووحدانا من أماكن سيطرتهم؛ خاصة في شمال كردفان فقد ولى كثير منهم الدبر في رابعة النهار، ويا أخوانا الموت حار و"الجري قبل الشوف قدلة" مثلما يقول المثل السوداني.
ومما يسر البال أيضا أن الكلام قد أصبح على لسان القادة وهذا وحده يكفي دليلا على تفوق القوات المسلحة السودانية من حيث الخطط والعتاد والعدد اللازم، وأخذ زمام المبادرة لحسم التمرد بلا رجعة، سيما وأن موقف الجيش قد تحول من الدفاع إلى الهجوم في أكثر من واحدة من جبهات القتال مثلما هو الحال في منطقة جبل أبو سنون وأبو قعود والمناطق الواقعة غرب الأبيض! وهذا ما يجعل العدو الغاشم يعيش في حالة ترقب دائم ومشوب بالحذر الذي يشي بقرب النهاية ولا نامت أعين الجبناء! ويا جنجا " أحسن تبقجوا" فالطوفان قادم وياسر العطا "كل البقولو بسوي".
مشاركة الخبر علي :
