
بهدوء:- ابك ياوطني الحبيب
بقلم/ حسن محمد زين*
هذا أوان كنا نحتفي فيه ونحتفل بك ياموطني الحبيب ،نرفع عقريتنا بحلو الغناء وعذب النشيد ونغني ونمني النفس بامنيات طيبة أن كل عام وانت بخير ونزهو فرحين بأن اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا ،اتراه كان محض عشق الغاوين للغانيات في شبق عابر فحالنا الحقيقي :يا اخوتي ابكوا لنا فاليوم نكاد نفقد استقلالنا في وطن أعطانا كل الخير فكأفناه بأن سلمناه للسماسرة ،سماسرة السياسة وسماسرة الاقتصاد فخربوه بأيديهم وانانيتهم المقيتة فكيف نلوم الطامعين على طمعهم ونملأ العالم ضجيجا ونجأر بالشكوى من ظلم الأقربين والاشقاء والجيران وبعض أبناء جلدتنا باعوا انفسهم للشيطان في سوق النخاسة الدولية.
حق لك أن تبكي ياوطني فقد اشبعناك جعجعة ولم ترى منا طحينا يؤدمك أو طحنا لمن آذوك واهانوا كبريائنا وكشفوا عوار انتمائنا وعورات حرائرنا وأصبح جسدك عرضة لكل ذئب حقود.
هل يفرح بعضنا -جهلا- بأنه فل الحديد السوداني حديد مثله؟ ام نأسى على انا دخلنا حالقة المسلمين (بأسهم بينهم شديد) ؟؟؟ في كل التاريخ السوداني ومنذ دولة كوش لم ينتصر على السودانيين جيش غازي ولا عدو خارجي متربص،اقرأ التاريخ قرأة الناقد المبصر وستجد ان حالنا كحال عصا سيدنا سلمان ماهدها الا السوس وقد كانت تسنده حتى وهو ميت.
لم يهزمنا عدو خارجي قط قولا واحدا بلا استثناء ولكن هزمنا الشقاق والنفاق والانانية والتي هي بذرة السماسرة الذين أشرنا إليهم آنفا.
ابك ياوطني على ناسك ولا اقول شعبك ، اي شعب هذا الذي لايتقن الا الجدال والتنظير فإذا صحت فيه متوجعا هاتفا بالعمل والتنمية خلد إلى الدعة والسكون وادعاء الرقة والرومانسية والتحضر والابتعاد عن دروب الحرية (الحمراء) رغم أن أسياده في الغرب الأوروبي أعدوا كل العدة للقتال ومحو امم كاملة من الوجود وارتكاب كل الفظائع ،ونحن نسعي جاهدين لمحو كل آيات الجهاد حتى من المصحف والمقررات الدراسية لترضى عنا اليهود والنصارى ،رغم أنهم حازوا ويحوزون على أعتى ترسانات الأسلحة القذرة ومن عجب أنهم لا يجربونها الا في بلاد المسلمين ونحن كقطيع خراف يستمتع بحد الشفرة الذي يمسح حد اي لحية وان كان صاحبها قد تركها انشغالا عن الحلاقة لا رغبة في السنة.
نحن بفعل سماسرتنا قد نكسنا راية استقلالنا ودمرنا مواردنا وخربنا دارنا الآمنة من أجل (شلية) لاتدوم وعرض زائل، سماسرة بلا استثناء من اليمين والوسط واليسار،كلهم شارك بسهم في تدمير البلاد على عباد حق عليهم أن يبكوا كالنساء على بلاد لم يحافظوا عليها كالرجال.
هل هذه نهايتك؟ كلا ورب الكعبة،علمتنا ياموطني أن رحم عفيفاتك ودود ولود ،الشامخات ينجبن الشوامخ ومن حزنهن ومن دموع الاطفال ومن دعوات الأمهات الصادقات سينبري رجال حقيقيون ،يشبهون تاريخك وعزتك وسموقك يتشربون حضارتك وقيمك ،ينتفضون كالبركان يحرقون كل عدو متربص وينشرون الامان باذن الله ، أكاد أراهم ينهضون من كل فج يتنادون من أجل ويبذلون الغالي والنفيس من أجل عزتك وكرامتك ،يدفعون ثمنا غاليا لكنك تستحقه لأنهم ببساطة أصحاب قيم عليا وأنهم يحبونك حقا وصدقا،هكذا هو التاريخ السوداني ،نكباته عابرة وامجاده باقية وقد بدأنا نغير مابأنفسنا وسيصدقنا الله وعده ويومها سنبكي ياوطني وستبكي فرحا ونرفع باعتزاز راية استقلالنا.
مشاركة الخبر علي :