للإمام أبو الحسن الندوي كتاب بعنوان (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) كتابٌ قيّم خلاصته ...أن العالم بحربه على الإسلام خسر تقويم سلوك البشرية فزادت الشرور وانتشرت الرزيلة فانحدرت البشرية إلي مستوى البهيمية ...
على غرار عنوان الكتاب أعلاه نحاول البحث والتشخيص ما كسبه حميدتى من هذه الحرب وما يترتب عليها من مسؤوليات أخلاقية بينه وبين الشعب السوداني مستقبلاً ...
سيرة حميدتي وتاريخ دخوله للعمل العام وظهور نجمه كفاعل فى الساحة السياسية لا تتعدى بضع سنوات تقلب من خلالها لمراحل متناقضة تمثلت فى الآتى :-
* من موالى للبشير وحامياً له إلى منقلبٍ عليه وعدوٌ له.
* ومن داعم للثورة السودانية إلى متهمٍ بفض الاعتصام وقتل الثوار .
*ومن الانقلاب على الثورة مع البرهان إلى متمردٍ على الجيش وندٌ للبرهان ومتحالفٍ مع الثوار مرة أخرى ...
هذه السيرة والتقلب فى المواقف تجعل كل من تحالف مع حميدتى لا يطمئن لمستقبل العلاقة معه...
الحرب أظهرت أزمة المجتمع السودانى وتعقيداته بين الانتماء الجهوي والانتماء الفكرى والسياسي وكشفت غياب المنهجية فى معالجة الأزمة السودانية وأن الأحزاب السياسية عبارة عن لافتات قماشية تحركها رياح المصالح ...
كثير من السياسيين يتقلبون وفق مصالحهم لا مبادئهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وبالعكس...!!
القحاتة من أعداء للدين ومنادين بإبعاده إلى متبتلين فى محرابه يدعون الله بهلاك خصومهم ...
حميدتى بتحالفه الأخير مع القحاتة وهو متهم من قِبَلِهم بأبشع الجرائم مثل فضّ الاعتصام والمشاركة فى جرائم دارفور ومازالت الشعارات على الجدران والحوائط فى الخرطوم مكتوب فيها (الدم السريع بدلاً من الدعم السريع )! تبدل المواقف بهذه التوتيرة تجعلنا نطرح أسئلة مهمة :_
ما الذي يجعل القحاتة يتصالحون و يتحالفون مع حميدتى وهو صنيعة الإسلاميين ويرفضون التصالح مع الإسلاميين ؟!!
هل الذين وقفوا مع حميدتى من أبناء الهامش من الحركات الذين كانوا يحاربونه تجاوزوا عنه كل سوءاته وزلاته من أجل إمكاناته المادية لتحقيق مصالحهم أم للقضاء على خصومهم من أبناء الجلابة كما يزعمون ؟!!
كيف يتحالف حميدتى مع عرمان وخالد سلك وجعفر حسن والدقير وغيرهم من أبناء الجلابة كما يقول أنصاره ممن يحملون حقداً للجلابة ودولة ٥٦ ؟؟
هذه التناقضات تُظْهِر بجلاء أن حميدتى فاقد البوصلة متخبط فى مواقفه خاض هذه الحرب وهو مدفوع إليها عبر جهات استغلت فيه كثير من الثغرات أهمها دوافعه الذاتية وبساطته فى تقدير الأمور واندفاعه وجرأته فى المغامرات ...
هذه الحرب أفقدت حميدتى تعاطف كثير من أبناء الشعب السودانى معه لأنه تركهم عرضة للقتل والنهب والإذلال من قبل مليشياته التى لا تعرف حدود للأخلاق ...
حميدتى بخوضه لهذه الحرب كشف عن سلوكيات منسوبيه الذين يتستر عليهم طيلة الفترة الماضية وأثبت للشعب السودانى أنه ليس قائداً يتملك الحكمة والتأثير على منسوبيه وبهذا أثبت أنه غير مؤتمن على المستقبل السياسي لهذا الوطن مالم يتَطهر من أدرانه والعار الذى لحق وهو مختفى لشهور عن أعين الشعب ويتلذذ بالنهب والقتل والسلب وتشريد الشعب دون أن ينطق بكلمة واحدة ينهى بها منسوبيه عن استهداف الشعب الأعزل ...
كل من مسّه ضرٌ من أبناء الوطن يتحمل وزره حميدتى ولن يستطيع حمدوك وزمرته والدول الداعمة لهم أن يُكْرِهوا الشعب السوداني بالتصالح مع القتلة المعتدين مالم تتم محاسبتهم وردّ الحقوق المسلوبة لأهلها ...
حميدتى باع دينه بدنياه بعد أن ركن لقوى سياسية عجزت إقناع الشعب بمشروعها إلا عبر فوهة بندقية حميدتى الذي أصبح كالأجير لخدمة من يدفع أكثر من السياسيين فهو انتقل من خدمة مشروع تمكين البشير وحمايته إلى تمكين القحاتة أصحاب الأجندة الخفية ...
خسر حميدتى معركة الأخلاق ونفذ مخطط فولكر بتآمر كبير ولكن تبقى العبرة بالنتائج لأن القرار للشعب السوداني ...
كل الشعب ينادى بوقف الحرب شريطة ألا يفلت المجرمون من العقاب ....
لم يستطيع حميدتى إثبات فرية أن الكيزان هم من أشعلوا الحرب لأن قسوة مليشياته واستعانته بالخارج دحضت كل هذه الافتراءات فالشعب السودانى أوعى من أن تنطلى هذه الأكاذيب ...
فالحرب أشعلها من أعدّ لها بالتدريب والحشد وبيع ذمم بعض الإدارات الأهلية والنشطاء وبعض قيادات الطرق الصوفية وعدد من الإعلاميين والاستعانة بمليشيات عابرة للحدود.. كل هذا للمكر بالشعب السودانى ولكن مكر الله فوق مكره وتدبير الله فوق تدبيره .
لقد خسر حميدتى أخلاقياً وإن زعم أنه حقق نصراً لأن بطانته من أسوأ الساسة الذين عرفهم الشعب السودانى عبر تاريخه بالانتهازية وتبدّل المواقف.
مشاركة الخبر علي :