السودان دولة تكونت من هامش ممالك منهارة وشعوب مختلفة الثقافات بين العروبة والافريقانية رغم أنه شعب مسلم ولكن تغلب على معظم الشعب النزعات القبلية والجهوية أكثر من النزعة الدينية وهناك تكمن علة الشعب السودانى!!
من خلال الأحداث الجارية ثبت أن الدولة السودانية فيها خلل بنيوي فى مفهوم الدولة مما أدى إلى خلل فى الوجدان الوطنى !!
معالجة الخلل يحتاج إلى بحث عميق من العلماء والمفكرين السودانيين بعيداً عن النشطاء السياسيين الذين هم أكثر هرجلة وضوضاء الآن رغم خوائهم الفكرى وضآلة مخزونهم المعرفى حتى بتركيبة الشعب السودانى ..
يقول علماء التاريخ بأن السودان قبل أن يكون دولة بحدوده الجغرافية المعروفة حالياً كانت تسود فيه تجارة الرقيق !!
وقرأنا فى كتب التاريخ أن دوافع محمد على باشا لغزو السودان كانت لتحقيق غرضين أساسيين هما البحث عن :_
*الرجال...
*والمال ...
وهنا نطرح سؤال على كل الشعب السودانى لماذا فكّر محمد على باشا فى غزو السودان آنذاك ؟!
وأين كان الشعب السودانى وقتها من مقاومة الغزو ؟!
هذه الأسئلة نسقطها على واقعنا اليوم حيث لا زال هناك من يفكر بعقلية محمد على باشا فى غزو السودان لذات الأغراض؟!!
لك أن تتخيل أيها المواطن السودانى المهجّر والمشرّد من بيته أن هذه الأطماع مازالت قائمة لدى بعض الدول التى لا يتجاوز سكانها قبيلة واحدة فى السودان !!
هل تعلم أن السودان بعض أبنائه يمارسون تجارة الرِّق ولكن بطرق مختلفة!!
وأعنى بتجارة الرق أولئك الذين يجندون أبناء الوطن لقتال بعضهم البعض من أجل يجلسوا فى الكرسي باسم الثورة والتحرر!!
هل تعلم أن هناك عدد من أبناء الوطن أُجَرَاء يقاتلون لحماية دول بعينها وبعضهم يقاتل بمقابل مادى داخل السودان (الاستنفار) ليجد له راتب وتشكّل له حماية لممارسة النهب والسرقة وليس تجنيده للدفاع عن النفس أو العرض !!
هل تعلم أيها المواطن أن مواردك من الذهب تخرج عبر مطار الخرطوم فى السابق بتواطؤ من أبناء السودان الفاسدين ليدخل خزينة دولة أخرى لتدعم إقتصادها وأنت مواطن تعيش تحت خط الفقر والذين يمارسون هذه الجرائم يرفعون شعار محاربة الفساد !!؟
هل تصدق هؤلاء الفاسدين الآن يقاتلون للعودة للسلطة بقوة السلاح ؟!
إن الخلل البنوي للدولة السودانية مرده إلى عقلية المواطن وجهله بحقوقه وأن دول العالم عبرت من محطة الجهل والتخلف وتبديد الموارد بوعى الشعب بحقوقه وحراسته لموارده ومحاسبة الفاسدين وتطبيق القانون بلا محاباة...
كثير من الشعب السودانى ما زال يُعلى من قيمة القبيلة على حساب الوطن لأن مفهوم الوطن عنده لا يتعدى مصلحته الشخصية ...
الخطوط الحمراء للدولة يضعها العلماء الوطنيين الذين ينتمون لهذا الوطن بوجدانهم وشعورهم ويحرسها المواطن بوعيه وتتمثل فى :_
١/ الدستور الذي هو بمثابة الحدّ الفاصل للحقوق والواجبات ويدرج فيه الثوابت والخطوط الحمراء التى تجاوزها يعتبر من أمهات الكبائر التى يجب أن يعرفها اي مواطن وأهمها .
* تجريم أي سياسي جعل من سفك الدماء وسيلة للوصول إلى السلطة وبهذا تنتفى العمالة والارتزاق السياسي.
٢/ محاربة الفاسدين من أصغر موظف فى الدولة إلى أعلى مسؤول (مدنى ..عسكري) اي كان حزبه أو قبيلته.
* لأن الشعب الذي يداهن الفاسدين ويقف معهم عليه ألا يلوم تنظيم سياسي أو جماعة ويرميها بالفساد...
أدوات الفاسدين هم الشعب وليس النخب ..
مالم تكن هناك خطوط حمراء يتواصى عليها جميع أبناء الوطن ويحرسوها بوعيه ومن خلال ممارسته اليومية فى أداء واجبه عليه ألا يحلم بدولة محترمة تأويه ويتشرف بالانتساب إليها .
الذين يتصدرون المشهد السياسي الآن لأيصلخون لتحقيق حلم الشعب لأنهم عاشوا جلّ حياتهم بعيداً عن الوطن نذروا حياتهم لتدمير الشعب السودانى وليس خدمته ..
هؤلاء هم العدو فاحذروهم .
#وقفة مع النفس ومراجعة دور كل مواطن سودانى فى بناء الدولة.
# معركة الوعى الوطني عبر مؤمن بحب الوطن .
مشاركة الخبر علي :