العروة الوثقى
دكتور احمد التجاني محمد
يكتب
ماوراء زيارة الرئيس البرهان
للجزائر ..!!
على الرغم من الجدل الذى أثاره زيارة رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لدولة الجزائر
ولقائه بالخليفة العام الطريقة التجانية الشريف علي بلعربي في مواقع التواصل الإجتماعي
من تعليقات ساخرة
الزيارة الوحيدة التي لم تجد اهتمام من الصحفين ولم تحظي بالتحليل الموضوعي في ابعادها الاستراتيجية
ظللت طيلة الأسبوع الماضي ارصد التغريدات والتعليقات التي لا تتعدي حدود الفكاهة والمأنسة بين المتدردشين رغم أهمية هذه الزيارة .
الأستاذ بكري المدني والدكتور عصام بطران
هما الصحفيين الاثنين اللذين كتبا عن هذه الزيارة واعتقد ان هذا الاهمال يعود لسببين الأول
اغفال الدور الفاعل للجزائر في المحيط الإقليمي والدولي وتأثيره علي مجريات الأحداث.
ثانيا غياب الدبلوماسية الشعبية التي ترسخ العلاقة الشعبية بين البلدين وتمهد الطريق للاعلامين والصحفين في كلا البلدين للتعرف علي أهم ما يميز كلا الدولتين من خلال مشاركة الوفود الاعلامية في تغطية الفعاليات والمهرجانات والمؤتمرات التي تنظم في كلا الدولتين وأبرزها إعلاميا وحان الوقت لان تسبق الدبلوماسية الشعبية الدبلوماسية الرسمسة للدولة فلا يعقل أن تسبل زيارة مهمة كهذه
دون أن تجد الزخم الاعلامي التي تليق بالزيارة وصفا ورسما وتحليلا لابعادها الاستراتيجية وعلي أي حالة فإن هذه الزيارة مقدمة لزيارات لاحقة يجب أن تجد الضوء الاعلامي اللائق والبارز.
الأستاذ بكري المدني عنوان مقاله حمل هل ذهب البرهان لمقابلة خليفة التجانية بخصوص حميتي؟!
بالطبع كلا البرهان ذهب لايمانه الراسخ بأن
الجزائر دولة ذات قيم ومبادي راسخة فى علاقاتها الخارجية ولها إعتبار خاص لدي كل الدول الكبرى والجزائر من الدول المؤسسة لمنظمة دول عدم الانحياز ولعبت دورا مهما وفاعلا ومشهودا فى ارساء دعائم السلم والامن فى افريقيا والعالم العربى وساهمت في نزع فتيل الأزمة بين إثيوبيا واريتريا وتكللت جهود دبلوماسيتها فى وقف الحرب وتم توقيع مصالحة مازالت قائمة بين البلدين منذ عقدين من الزمان فضلا عن ما تطلع به مع دول غرب افريقيا نيجريا والسنقال ومالي في محاربة الإرهاب والجزائر إرث راسخ لا تتدخل في شؤون الدول .!
فلا غرو أن يزور الرئيس البرهان اخيه الرئيس عبد المجيد تبون وقد أكد فخامتة (أن الجزائر لا تعترف الا بالشرعية)
هذا الموقف المعلن وحده يكفي باعتباره يشكل عاملا مهما في دعم السودان في كافة المنابر والمحافل الدولية لان المعركة القادمة ستكون مع المجتمع الدولي التي تريد أن توازي القوات المسلحة السودانية صاحبة الشرعية بحركة أعلنت تمردها عليها
وهذا الموقف يفضح الدول الداعمة والمساندة للتمرد وماهو جدير بالاهتمام أن مبعوث الأمين العام للامم المتحدة رمطان لعمامرة
دبلوماسي جزائري صاحب تاريخ مشهود ولا يمكن أن يمسح تاريخه ويسير علي طريق فولكر الذي أورد البلاد في موارد الهلاك.!
صحيح الجزائر منبع الطريقة التجانية في عين ماضي ودار الخلافة العامة بها والطريقة التجانية كغيرها من الطريق الصوفية نشاءة للتزكية الروحية وضبط الطريقة التجانية مع تعاليم الشريعة الإسلامية بإرسائه لقاعدة مؤسسها (قبول ما توافق مع الشريعة الإسلامية ورفض كل ما يخالفها) لينفي عنها كل الاتهامات وهو نموذج لحالة الصفاء والتقرب الى الله ورسوله علاوة لذالك ثورته الجهادية التي تجلت في هزيمة الغزاة بالجزائر
وفلسطين وغيرها من الدول كما اسهمت الطريقة في نشر الدعوة الإسلامية في دول أفريقيا واسيا واروبا ووقفت صدا منيعا امام قوي التبشير والتنصير في العقود الماضية ومنهج الطريقة التجانية وشروطها يؤكد عدم صحة مزاعم حميتي ومليشاته بانتسابهم للطريقة التجانية .
الطريقة التجانية اسهمت في تاسيس (شندي) المنطقة التي ينحدر منها الرئيس عبد الفتاح البرهان الذي اسسه نجل الشيخ موسي الضرير الشيخ محمد ابو دقن المشهور
( ب بانا النقاء )
وتم تحريف الاسم فأصبح بانقا وللشيخ محمد ابو دقن المشهور ب بانقا له صلة قوية بالسيد محمد المختار الشنقيطي التجاني
صاحب مولد عنوان مطالع الجمال في مولد انسان الكمال دفين منطقة القوز
والمسافة التي تفصل مرقد الشيخين في منطقة
( بانقا والقوز )
لا تتعدي العشرين كيلو
هذه سر العلاقة الازلية
بين أجداد الرئيس البرهان والسادة التجانية فلا عجبا في لقائه بالخليفة العام والترتيب الذي تم في جدول برنامج الرئيس البرهان ترتيب مراسمي لان الخليفة العام بالجزائر يمثل اكبر سجادة صوفية وقيادة روحية ويحظي باحترام كافة رموز المجتمع وكثيرا ما يسافر بطائرة رئاسية لخارج البلاد .
الدكتور عصام بطران
أشار الي ان زيارة الرئيس البرهان للجزائر لم تكن محض صدفة او لمجرد تلبية دعوة من نظيره الرئيس تبون ولكن لان الجزائر تمثل في الوقت الراهن محور ارتكاز المؤسسات الدولية في العلاقات الافروعربية ولانها تلامس الواقع السياسي السوداني .
في تقديري هذا الوصف الدقيق يحفز القيادة السياسية والنخب السودانية وعامة الشعب السوداني لترسيخ هذه العلاقة لاعلي المستويات بما يعود بالنفع لشعبي البلدين لتحقيق المصالح المشتركة ويمكننا الرجوع الي النتائج التي تحققت
خلال القمة العربية في نوفمبر من العام 2022 حيث تم التوقيع علي برتوكولات تعاون بين السودان والجزائر في عدة مجالات ففي المجال الاقتصادي تم التوقيع علي تصدير اللحوم السودانية وان تغطي السودان حاجة الجزائر من اللحوم وتم تصدير اللحوم المجمدة عبر وزارة الثروة الحيوانية
من المفترض أن يتم خلال العام الماضي فتح خط طيران بين الخرطوم والجزائر وتسهيل دخول رجال الأعمال لولاء اندلاع الحرب..
وفي مجال التعليم هناك محنة دراسية من الرئيس تبون للخليفة العام لأهل السودان علاة لذالك الجزائر دولة تدعم بسخاء واثمرت زيارة البرهان مؤخرا في حصول السودان علي طائرات حربية متطورة ويمكن أن تساعد الجزائر في عملية الاعمار بعد انتهاء الحرب.
الجزائر دولة آمنة ومستقرة و الشعب الجزائري يحترم الشعب السوداني ويحفظ لاهل السودان وقفتهم المشرفة مع اشقائهم الجزائريين خلال حقبة التحرير.
نأمل أن يبادر وزير التعليم العالي ووزير التعليم العام بزيارة الجزائر وتوقيع برتوكولات تعاون في مجال التعليم
الخطوة التي قطعا ستلبي أشواق الطلاب الحائرين الذين ينتظرون المجهول
مع الجامعات المعطلة بسبب الحرب ويمكن أن تغطي منحة الرئيس تبوب الحاجة الماسة للطلاب السودانين الذين يرغبون في الالتحاق بالجامعات خارج السودان بدلا من هذا العناء في صفوف التأشيرة والرسوم العالية للدراسة في دول الجوار
البروفسور مأمون حميدة لو استشارني لقلت له افتح جامعتكم العلوم الطبية في الجزائر بدلا من رواندا
لما للجزائر من مزايا كبيرة
الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس البرهان إلى الجزائر يمثل انفتاحا صريحا لتطور العلاقات بين البلدين بعد تجميد التعامل مع منظمة الايغاد وولائهم لقائد التمرد ويكفي إعلان الرئيس عبد المجيد تبون أن بلاده تقف مع الشرعية بالسودان موقف مشرف يغيظ ألاعداء والداعمين لقوات الدعم السريع المتمردة وصفعة قوية لأصحاب الاجندات والمؤامرات الإقليمية والدولية.
اخيرا نامل ان ترتقي العلاقات بين السودان والجزائر لاعلي المستويات
شعبيا ورسميا وحان الوقت
لسفيرة السودان لدي الجزائر السيدة/ نادية محمد خير عثمان لعب دور اكبر في الوقت العصيب من تاريخ بلادنا والتفكير مع أخيه السفير مراد اسعد سفير الجزائر لدي السودان
في انجع السبل التي تجعل علاقة شعبي البلدين متطورة ومتميزة وحية
تتسابق القنوات و الصحف
والمنصات الاعلامية في تلقف اخبارها.
مشاركة الخبر علي :